لم يسلم الرئيس البرازيلي الأسبق لولا دا سيلفا نفسه إلى السلطات رغم انقضاء المهلة التي منحها القضاء البرازيلي له. وأعلن حزب العمال الذي أسسه في ثمانينات القرن الماضي عن تعبئة عامة ضد سجنه.

ولجأ دا سيلفا لمبنى إحدى النقابات وسط أنصاره قرب مدينة ساو باولو رافضا تسليم نفسه لبدء تنفيذ حكم سجنه 12 عاما بتهمة الفساد.

وكانت أعلى محكمة للاستئناف في البرازيل قد رفضت الطلب الذي تقدم به دا سيلفا بأن يظل طليقا حتى يبت في استئنافه على حكم بسجنه في قضايا فساد.

وقالت المحكمة إن دا سيلفا سيدخل السجن خلال فترة الطعن في التهم الموجهة إليه ومنها الفساد. وكشف القاضي سيرجيو مورو الخميس عن أن زنزانة خاصة أعدت سلفا للرئيس السابق.

ويواجه لولا السجن لمدة 12 سنة بتهم فساد ورشاوي وكان يأمل بأن تسمح له المحكمة بالبقاء خارج السجن إلى حين نفاد كل فرص الطعن المتاحة أمامه.

ويزعم دا سيلفا أن هذا القرار سياسي وهدفه منعه من الترشح لفترة رئاسية ثالثة في الانتخابات التي ستجري في 7 تشرين الأول /أكتوبر المقبل.

تجميد ممتلكات للرئيس البرازيلي الأسبق لولا دا سيلفا

وتتوقع استطلاعات الرأي أن يفوز لولا بسهولة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وألقي القبض على العديد من السياسيين والمسؤولين التنفيذيين بشركة بتروبراس في إطار التحقيق الذي استغرق عامين.

من هو لولا دا سيلفا؟

كان لولا دا سيلفا ، 72 عاما، رئيسا للبرازيل منذ عام 2002 حتى 2011، وكان يعتقد أنه قد يترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2018، وقد يتعذر عليه خوض هذه الانتخابات إذا أدين جنائياً.

وكان قد حاول 4 مرات قبل أن يصل أخيرا إلى سدة الرئاسة في عام 2002.

دا سيلفا
Reuters
دا سيلفا أدى اليمين الدستورية عام 2003 وأعيد انتخابه في عام 2006

عاش دا سيلفا حياة صعبة، فهو ابن أسرة فقيرة من المزارعين الأميين عمل وهو في العاشرة من عمره بائعا للفول السوداني وماسحا للأحذية.

وفي شبابه التحق كعامل بمصنع للصلب قرب ساو باولو حيث فقد إصبعا من يده اليسرى في حادث بستينيات القرن الماضي.

لم يكن دا سيلفا معنيا بالسياسة ولكنه انغمس في العمل النقابي بعد وفاة زوجته الأولى متأثرة بمرض كبدي عام 1969.

وانتخب رئيسا لاتحاد عمال الصلب الذي يضم في عضويته 100 ألف شخص عام 1975 ليحوله من منظمة صديقة للحكومة لحركة مستقلة قوية.

وفي ثمانينيات القرن الماضي قام بتأسيس حزب العمال وهو أول حزب اشتراكي في تاريخ البرازيل.

ويعد دا سيلفا أول رئيس للبرازيل من صفوف الطبقة العاملة الكادحة، ويقول أنصاره إن سياساته لعبت دورا كبيرا في خفض نسبة الفقر في البلاد في بداية حكمه والذي استمر لفترتين رئاسيتين من 2003 إلى 2011.

الرئيس الأكثر شعبية

ورغم الإدانة إلا أن دا سيلفا يتصدر حاليا سباق الانتخابات الرئاسية، نظرا لأنه كان يوما الرئيس الأكثر شعبية في البرازيل.

وحتى هذه اللحظة مازال بإمكانه استغلال ممتلكاته، لكن في حال رفض طلب الاستئناف الذي تقدم به فسيتم مصادرتها وبيعها وتسليم عائداتها إلى شركة النفط الحكومية بتروبراس، التي رفعت قضايا الفساد ضد الرئيس الأسبق.

دا سيلفا
Reuters
دا سيلفا مصمم على مواصلة نشاطه السياسي

كما أنه سيفقد الحصانة السياسية التي يتمتع بها ويدخل السجن ليقضى حكما صدر ضده لمدة تسع سنوات ونصف.

الحكم بسجن رئيس البرازيل السابق 9 سنوات في قضية "غسيل السيارة"

وبحسب أوراق القضية يمتلك الرئيس الأسبق ثلاث شقق، وقطعة أرض، وسيارتين وحسابين مصرفيين بهما ما يعادل 190 ألف دولار.

وحكم القاضي مورو بإلإدانة على الرئيس السابق بتهمة قبول رشى من شركة أواس الهندسية على شكل شقة على شاطئ البحر مقابل المساعدة في الفوز بالعقود مع شركة النفط الحكومية بتروبراس.

وهذه القضية هي الأولى من بين خمس قضايا مرفوعة ضده.