«إيلاف» من بيروت: انقسم اللبنانيون حول نتائج مؤتمر سيدر بين متخوف وقلق، وكان التخوف من عدم قدرة لبنان على الالتزام بشروط الدول المقرضة، حول اصلاح آلية صرف هذه القروض، وهو البند الذي استعصى على كل الحكومات ما بعد الطائف، بما فيها الحكومة القائمة، إضافة الى التخوف من اقتراب الدين العام من عتبة المئة مليار دولار.

أما القلق فكان من أن يطيح الفساد المستشري بالأموال المقترضة ويترك عبء سدادها على الأجيال المقبلة كما حصل سابقًا.

في هذا الصدد يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه ل"إيلاف" أن المؤتمر يبقى إيجابيًا بالنسبة للبنان، والمبلغ الذي سيصل الى لبنان، والذي قدر بالمليارات سيكون مشروطًا بالإصلاحات، وإذا لم يقم لبنان بتلك الإصلاحات من خلال محاربة الفساد فلن يحصل على هذه المبالغ، وتبقى القروض مشروطة للوصول الى لبنان، ويبقى مؤتمر سيدر حافزًا للبنان وحكومته مجلس نوابه للقيام بإصلاحات جدية، وحتى الساعة لا عمل جدي للإصلاح في لبنان، والأموال التي ستعطى للبنان لن تأتي قبل تشكيل الحكومة وإنجاز الإصلاحات في لبنان.

وكان يفضل حبيقة أن تكون الأموال بشكل منح وليس قروض، ولكن الدول في وضع لا تتوافر لديها الأموال، مع الخلافات بين أميركا والصين، والمشاكل في كوريا، ومن الجيد أن العالم اهتم بنا، في وقت لبنان لا يهتم بنفسه، ولا يجب أن ينشغل بال اللبنانيين بالديون لأنها لن تأتي قبل العمل الجدي.

الفساد

عن القول بأن مؤتمر سيدر سيشكل عبئًا على اللبنانيين عبر الأجيال، يشير حبيقة إلى عدم دقة هذا الأمر لأن الدين العام في لبنان يوازي ال 80 مليار دولار، والدين الإضافي الذي سيترتب على لبنان سيكون مرتبطًا بمشاريع، وهذه الأخيرة ستكون جيدة للبنان، مع مكافحة الفساد، وإلا سيزيد الدين في لبنان والفساد لن يكافح.

ويرى حبيقة أن المجتمع الدولي اليوم من خلال مؤتمر سيدر يعطي لبنان فرصة جدية التي يجب أن نأخذهل بأقصى درجات الإلتزام.

إيجابيات وسلبيات

عن إيجابيات مؤتمر سيدر وسلبياته على لبنان يشير حبيقة بأن أهم الإيجابيات تبقى اهتمام العالم بلبنان، وكذلك تأمين الأموال للبنان المرتبطة بالإصلاحات، وكذلك وحد لبنان تجاه الموضوع الإستثماري والمالي، وكذلك اجتمعت كل الدول من أجل لبنان، وسلبياته في حال لم يؤخذ المؤتمر على محمل الجد أن ينعكس سلبًا علينا، من خلال عدم مساعدة المجتمع الدولي حينها بسهولة، ولا خوف من الكلفة المالية لأنها مرتبطة بمشاريع، ولكن الخوف من عدم الجدية في لبنان حينها يترك البلد لمصيره من دون أي مساعدة.

ولدى سؤاله في حال لم تتم الإصلاحات المتوقعة من لبنان من يحمي الديون وأموال اللبنانيين في ظل فساد مستشر في البلد؟ يلفت حبيقة إلى أنه حينها سيكون الخراب كبيرًا على لبنان، ولكن الأمل بالعهد الحالي ومع حكومة قوية بعد الإنتخابات لا بد من البدء بفتح إصلاحات جدية وإلا ستكون الكلفة عالية على لبنان.

أما كيف ساهم مؤتمر سيدر في عودة العلاقات اللبنانية السعودية إلى سابق عهدها؟ يشير حبيقة إلى أن العلاقة مع السعودية لأسباب محددة وليست تاريخية شهدت بعض المشاكل لكن تم حلها، والسعودية وكذلك دول الخليج لم تتخل يومًا عن مساعدة لبنان، والدول الخليجية مع لبنان علاقتها جيدة دائمًا.

وعادت العلاقات الى سابق عهدها مع دول الخليج ولبنان اليوم، لأن الخليج كان دائمًا يشكل امتدادًا للبنان، ولبنان أيضًا امتداد للخليج، ومع رفع الحظر المتوقع عن الخليجيين الى لبنان سنشهد صيفًا واعدًا في البلد.