انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي اعتبره أيد الهجوم الأميركي البريطاني الفرنسي على سوريا.

 وقال في مؤتمر صحفي مع المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في موسكو الجمعة، أن الهجوم الثلاثي ضرب مفاوضات جنيف وجعل مهمة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا "تزداد صعوبة".

ووصف الهجوم الثلاثي " بالعدواني"، وقال بحسب وسائل اعلام روسية أنه " زاد من صعوبة أشياء كثيرة ، بما في ذلك المهمة التي يعمل على تنفيذها المبعوث الخاص إلى سوريا بتوجيه من الأمين العام للأمم المتحدة".

وأضاف " إن هذه الدول الثلاث ، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ، لم تضرب مواقع كيميائية مختلقة في سوريا ، وإنما أغارت على مفاوضات جنيف أيضا ".

وأكد لافروف " نحن متفقون مع أصدقائنا في الأمم المتحدة على أنه لا حل عسكريا للقضية السورية ، وأنه من الواضح أن كل محاولات تنفيذ السيناريو العسكري محفوفة بتداعيات أكثر سلبية بالنسبة لسوريا نفسها وللاستقرار الإقليمي والدولي".

وأشار لافروف الى أن "روسيا أعربت في هذا السياق عن القلق البالغ من أن المعارضين، الذين يمثلون ما يسمى بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ، دعوا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لمواصلة أعمالهم العسكرية العدوانية ونشر عملياتهم في كامل أراضي سوريا".

وشدد على أن هذه التصريحات "غير مقبولة تماما" ، وأضاف " نأمل في أن تتوصل الجهات، التي تحظى بنفوذ لدى هذه المجموعة المعارضة وتشرف عليها، إلى استنتاجات صحيحة وتدعوها للالتزام بالنظام".

تقويض إمكانيات الأسد

وكان الائتلاف السوري المعارض قال في بيان له، إن الضربة العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فجر السبت الماضي خطوة مهمة باتجاه تقويض الإمكانيات العسكرية لنظام الأسد.

وأكد الائتلاف على أهمية استمرار الضربة العسكرية حتى استكمال أهدافها في منع النظام وحلفائه من استخدام أي سلاح ضد المدنيين في سوريا.

وشدد البيان على ضرورة تحييد المدنيين عن العملية العسكرية وحمايتهم، وأن يكون هدف التحالف من العملية إرغام النظام على القبول بالعملية السياسية، وفق جنيف1 وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وحمّل الائتلاف نظام بشارالأسد وحلفاءه مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، بسبب استمرارهم في ارتكاب جرائم القتل بحق الشعب السوري .

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قالت في بيان إن الضربات أصابت كل أهدافها بنجاح، وشلت إلى حد بعيد قدرة الأسد على تنفيذ المزيد من الهجمات .

ما قبل مؤتمر بروكسل

وكان مكتب ميستورا قال في بيان ، تلقت "إيلاف" نسخة منه ، أنه اضافة إلى اجتماع ميستورا مع الأمين العام للأمم المتحدة في الرياض في 16 نيسان ( أبريل ) 2018 ، ونظرا للتوترات الحالية ، يقوم ميستورا بإجراء مشاورات مكثفة على مستوى عال بهدف التحقق من خيارات لإعادة إطلاق ذات مغزى من العملية السياسية التي تسهلها الأمم المتحدة على النحو المطلوب في قرار مجلس الأمن 2254 (2015).

وتحقيقا لهذه الغاية ، حضر المبعوث الخاص اجتماع وزراء الخارجية ومؤتمر قمة جامعة الدول العربية ، حيث أجرى مشاورات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء خارجية مصر والأردن والعراق ، فضلا عن الممثل السامي للاتحاد الأوروبي.

وحضر المبعوث الخاص اجتماعات الأمين العام في الرياض مع جلالة الملك السعودي ، وصاحب السمو الملكي ولي العهد ، ووزير خارجية المملكة العربية السعودية.

وسافر المبعوث الخاص الى أنقرة لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الأتراك ، قبل موسكو وطهران لإجراء مشاورات مع كبار المسؤولين الروس والإيرانيين.

وتوقع البيان أن يستشير ميستورا العديد من الوزراء الأوروبيين وكبار ممثلي الولايات المتحدة وبقية الدول الكبرى ، في 24 و 25 نيسان ( أبريل) في مؤتمر بروكسل.

وسيقوم بعد ذلك بإحاطة الأمين العام بنتائج هذه المشاورات ، وفي الوقت المناسب بإحاطة مجلس الأمن، حسبما جاء في البيان .