ناقشت صحف عربية مشاكل العمال في الدول العربية، خصوصا العمال الفلسطينيين، بمناسبة احتفال العالم بعيد العمال في الأول من مايو/أيار.

وتحدثت الصحف عن أوضاع العمال في عدد من الدول العربية، خصوصا ما يحتاجه هؤلاء العمال من رفع لأجورهم وتدريب.

كما أبرزت صحف مصرية التضحيات التي يقوم بها العمال، ودورهم في إقامة العديد من المشاريع القومية.

أوضاع "مأساوية"

ينتقد عمر الغول في الحياة الجديدة الفلسطينية ما يجري في سوق العمل الإسرائيلي والفلسطيني من"تمييز شديد ضد المرأة العاملة في الأجور والحقوق والتأمين، بالإضافة لعمليات الاستغلال الجنسي للنساء".

ويقول: "تاريخيا تعيش الطبقة العاملة الفلسطينية ظروفا معقدة على المستويين الاجتماعي والوطني، فهي تعيش استغلالا ونهبا لطاقة عملها من قبل أصحاب العمل المستعمرين الإسرائيليين، أو حتى في النطاق الفلسطيني، وتخضع لاضطهاد قومي من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلية".

كذلك يشير الكاتب إلى "استغلال فظيع وغير إنساني للنساء الفلسطينيات العاملات، اللواتي يجري استغلالهن بأبشع الوسائل الأخلاقية والنقابية والوطنية في داخل السوق المحلية، وفي سوق العمل الاسرائيلية الإستعمارية".

ويشير موقع فلسطين أونلاين الإلكتروني إلى ما يواجهه عمال قطاع غزة من أوضاع معيشية "مأساوية".

ويقول: "يواجه العُمال في قطاع غزة ظروفا معيشية سيئة للغاية، وسط ارتفاع كبير في أعداد المتعطلين عن العمل، واتساع دائرة الفقر في أوساطهم، وما يقابل ذلك من انخفاض حاد في حجم المساعدات الإغاثية المحلية والخارجية المقدمة لهم".

في السياق ذاته، يقول رشيد حسن في الدستور الأردنية إن "العمال الفلسطينيين في الأرض المحتلة يساقون إلى العمل في مزارع ومصانع ومستعمرات العدو كأنما يساقون إلى الموت".

ويدعو الكاتب إلى "إنشاء صندوق لدعم العمال الفلسطينين، بدلا من العمل عند العدو الصهيوني".

كما يدعو إلى "إعادة النظر في قانون العمل والعمال، وإلغاء المادة التي تعطي صاحب العمل الحق في فصل العمال، تحت يافطة 'إعادة الهيكلة'".

وتحت عنوان " العمل لدى العدو الإسرائيلي: الخبز المرّ"، كتبت مي رضا في الأخبار اللبنانية: "في ظل النموذج الاقتصادي المشوّه الذي تعيشه المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية، جراء حكم منقوص السيادة واحتلال يتقن الضرب على كل الأوتار، يجد عمّال الضفة أنفسهم أمام خيارات ضيقة. فما بين وظائف محدودة، حكومية وخاصة، وطريق الهجرة الممتنع على كثيرين، يضطرون إلى سلوك الطريق الوعر: العمل لدى الإسرائيلييين في أراضي الـ48... أو المستوطنات".

احتياجات واحتجاجات العمال

نشر موقع مصراوي الإلكتروني تقريرا عن "عمال التراحيل" في مصر والذين يعتبرون أنفسهم "صفر علي الشمال".

وكتبت مصراوي عن هؤلاء العمال: "هم شريحة من عمال مصر تركت أسرها وذويها، ونزحت إلى القاهرة؛ بحثا عن أمل تنشده وحلم طال انتظاره في عيش حياة أفضل، إلا أن الواقع كان أقسى مما حلموا به".

كما يتحدث مدحت نافع في الشروق المصرية عن أسباب تراجع إنتاجية العامل المصرى بالمقارنة مع إنتاجية العامل فى كثير من الدول الأعلى ترتيبا وفقا لمؤشرات التنافسية.

ويقول الكاتب إن من بين هذه الأسباب "تراجع التدريب والتأهيل للعمالة المحلية... وتراكم بعض القيم السلبية عبر عصور من التواكل فى قطاعات مهمة مملوكة للدولة ملكية خاصة أو عامة، بسبب غياب عنصر المنافسة وعدم ربط الدخل بالإنتاج على أى مستوى من المستويات".

ويتساءل طارق عبدالعال في الشروق أيضا عما إذا كان قانون العمل الجديد في مصر سيأتي بما "يضمن إتاحة الفرصة لعمل تشكيلات نقابية تضمن حقوق العمال، ويضمن لهم حقهم فى الإضراب السلمى عن العمل ضمانا لحقوقهم، أم سيكون القانون الجديد تضييقا جديدا للمجال العام والعمل النقابى المصرى، والذى يعانى من حالة اختناق تام أقعدته عن الحركة".

ويدعو نادر رياض في الأهرام المصرية إلى ضرورة تلبية طموحات العامل فيما يتعلق بزيادة دخله كل عام، وكذلك توفير التدريب والتقنية له "ضمانا لاستمرار نجاح المؤسسة وتثبيتا لأقدامها في السوق ومدعاة لزيادة نصيبها التسويقي... دون الإخلال بمعادلة الاحتفاظ بعناصر التكلفة داخل حدودها المقبولة".

ويشير إلى أن تحقيق ذلك يكمن في "زيادة إنتاجية الفرد بتوفير أدوات زيادة الإنتاج دون الإفراط في زيادة أعداد العمال".

وفي الجزائر، حيث تنشط النقابات العمالية في مختلف القطاعات، تقول صحيفة الشروق إن تكتل النقابات المستقلة قرر "العودة للاحتجاج في عيد العمال.. احتجاجا على ما اعتبره تماطل السلطات العمومية في التكفل بانشغالات مستخدمي الوظيفة العمومية وانتهاج سياسة الهروب نحو الأمام.. وللمطالبة بتحسين القدرة الشرائية للعمال ورفع الحظر عن العمل النقابي".

أيضا تقول صحيفة هيسبرس المغربة الإلكترونية إن "أطباء مغاربة يقاطعون "الفحوصات" ويدعون إلى الهجرة الجماعية" وذلك "بعد أشهر من الشد والجذب بين وزارة الصحة وأطباء القطاع العام الغاضبين من تعاطي الحكومة مع ملفهم المطلبي".

"تضحيات" العمال

تقول الجمهورية المصرية في افتتاحيتها تحت عنوان "دروع التنمية" إن "عمال مصر الشرفاء جزء من الإرادة الشعبية لتنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي وخوض معركة كبري وملحمة جماعية الكل ساهم فيها لإنجاح مسيرة البناء والتنمية".

ويشير زياد السحار في الجمهورية أيضا إلى "تضحيات العمال المصريين في فترة الاستعداد لحرب أكتوبر لبناء حائط الصواريخ علي طول غربي قناة السويس لحماية مصر من غارات العدو الإسرائيلي الوحشية.. وكيف كان التعاون الوثيق بين الجيش والعمال المصريين المدنيين والمهندسين الذين كانوا يعملون ويتعرضون يوميا لغارات الطائرات الإسرائيلية وقُتل منهم الآلاف حتي تم تركيب الصواريخ بجهد يفوق طاقة البشر مما اعتبره المراقبون أنبل ساعة من ساعات عمل الرجل المصري العادي".

وجاء عنوان صحيفة الأخبار المصرية: "عمال مصر ساهموا في صناعة التاريخ".

وتحت عنوان "تعظيم سلام للإيد الشغالة"، نشرت الصحيفة تحقيقا مطولا قامت من خلاله بجولة في بعض المشاريع القومية والتقت العمال وتحدثت معهم.

وتقول الصحيفة في مستهل تحقيقها: "الانجازات التي تحققت، والمكاسب التي حصل عليها العمال تجعل من العيد أعيادا، وتحول ذكري يوم العمال إلي أفراح لكتائب المقاتلين في ميادين التنمية ، أفراح بما حققوه لأنفسهم ولوطنهم من انجازات ، وأفراح بما حصلوا عليه من مكاسب لأبنائهم وأسرهم تدفعهم لبذل المزيد من الجهد والعرق".