«إيلاف» من نيويورك: إستعاد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب ذكريات حملته الانتخابية عام 2016، بعد إعلانه انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران.

قرار ترمب الذي هز العالم لم يكن مفاجئا ذلك ان الرئيس الأميركي رفع شعار الانسحاب من الاتفاق منذ إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية، وربما المفاجأة كانت في تأخر اتخاذ ترمب لقراره الأخير، وذلك نتيجة التغييرات الطارئة التي حصلت في البيت الأبيض.

انتقادات عنيفة لباراك اوباما

وخلال موسم الانتخابات، لم يوفر ترمب فرصة توجيه انتقادات عنيفة الى إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما بسبب الصفقة التي ابرمتها، وكذلك فعل مساعدوه والمقربون منه مثل رودي جولياني، و د.وليد فارس، ورئيس مجلس النواب السابق، نيوت غينغريتش الذين تركزت دعواتهم على الانسحاب من الاتفاق، واعداد رزمة من العقوبات الاقتصادية الكبيرة على طهران.

فلين رحل قبل الانسحاب

وكان من المتوقع ان يصدر قرار ترمب حيال ايران بعد فترة قصيرة من توليه الرئاسة، وعمل مستشار الامن القومي السابق، مايكل فلين على تمهيد الطريق، واطلق خطابات نارية ضد ايران، غير ان خروجه المبكر من الإدارة، وقدوم هيربرت ماكماستر المنحاز أكثر الى سياسة الانكفاء والابتعاد عن التوتر، ثم ترحيل معظم فريق العمل المناهض لإيران من مجلس الامن القومي جمد خطوة الانسحاب.

كما ان وجود ريكس تيلرسون على رأس الدبلوماسية الأميركية في الفترة الماضية، ساهم أيضا في تخفيف اندفاعة ترمب، فالرجل القادم من عالم النفط والطاقة كان يميل اكثر الى صياغة الاتفاقات ولم يحبذ التغيير الجذري.

مناهضو طهران امسكوا بزمام الامور

بشائر كسر الاتفاق مع ايران بدأت تظهر مطلع العام الحالي مع الكلام الذي كان يُتناقل عن قرب موعد إجراءات تغييرات كبيرة في الإدارة، واستعادة المناهضين المحسوبين على ترمب لمراكز القرار، وبالفعل دارت الدائرة من جديدة فدخل مايك بومبيو ليقود وزارة الخارجية، وتمت الاستعانة بخدمات السفير الأميركي السابق الى الأمم المتحدة جون بولتون، والأخير بحسب مصادر مطلعة ابدى ارتياحا كبيرا لاعلان ترمب انسحاب بلاده، ويُحسب له أيضا دوره في الوقوف بوجه الأصوات القريبة من دوائر البيت الأبيض والتي طالبت الرئيس بالتروي وترك مجال للتفاوض.

ولعل جون كيري، وزير الخارجية السابق، وابرز مهندسي الاتفاق، كان يعلم بالخطوة التي ينوي ترمب اتخاذها، فعمد الى اجراء جولات مكوكية الى أوروبا، ولم يوفر جهدا الا وبذله في سبيل اقناع الأوروبيين بالضغط على إدارة بلاده لمنع خروجها من الاتفاق، وفي الوقت نفسه شكل قرار الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، دينيس ميلنبورغ، قبل ايام، بتأخير تسليم ايران ثلاث طائرات من طراز بوينغ-777، ما أدى الى دخول الصفقة المتفق عليها مع شركة الطيران الوطنية الإيرانية والتي تبلغ قيمتها 16.6 مليار دولار مرحلة خطر، مؤشرا كبيرا على قرار ترمب النهائي.