ياوندي: قتل 22 شخصا في الكاميرون في الاقليم الشمالي الغربي، إحدى المنطقتين الناطقتين بالانكليزية في هذا البلد، حيث اكثرية السكان ينطقون بالفرنسية، خلال اشتباك مسلح دار الجمعة بين الجيش ومجموعة من "المجرمين"، كما أعلن لوكالة فرانس برس السبت نائب في المعارضة.

وقال النائب نجي توماسانغ الذي ينتمي الى "الجبهة الديموقراطية الاجتماعية"، الحزب الانغلوفوني المعارض، ان "22 شخصا قتلوا الجمعة في مينكا خلال مواجهة مسلحة بين الجيش ومجموعة اشخاص قُدّموا على انهم مجرمون". وتوماسانغ هو نائب عن دائرة سانتا حيث تقع منطقة مينكا.

بدوره اكد مسؤول في الجيش لوكالة فرانس برس حصول الاشتباك المسلح، مكتفيا بالحديث عن "شل حركة العديد من الارهابيين" من دون ان يقدم اي حصيلة محددة.

من جهته قال الكولونيل ديدييه بادجيك المتحدث باسم وزارة الدفاع في تعليق على صفحته على فايسبوك إنه "بناء على إخبارية تم رصد مجموعة ارهابية في مينكا" وقد تدخل الجيش "لمحاصرة الفندق" حيث كان افراد هذه المجموعة موجودين.

اضاف ان "مراقبا" ابلغ المجموعة داخل الفندق بوصول قوة من الجيش مما اتاح الوقت لأفرادها للاستعداد "وخوض اشتباك مسلح طويل استمر دقائق عديدة". واكد المتحدث ان الجيش ضبط على الاثر "العديد من قطع السلاح والذخيرة".

من ناحيته قال النائب توماسانغ إنه توجه السبت الى مينكا في اطار وفد من حزبه وتفقد النزل حيث دار الاشتباك. واضاف ان "الناس في القرية اكدوا حصول تبادل لاطلاق النار. لقد تم العثور على بعض الجثث في غرف النزل. في القرية الناس لا يعتقدون ان المسلحين كانوا من الانفصاليين، بل مجرد مجرمين".

وفي الكاميرون الناطقة بالفرنسية اقلية ناطقة بالانكليزية تقطن في اقليمي "الشمال الغربي" و"الجنوب الغربي" اللذين انضما الى بقية انحاء البلاد بعد استقلالها عام 1960.

وتشهد هاتان المنطقتان اللتان يقطنهما خُمس عدد سكان الكاميرون البالغ 23 مليون نسمة توترا متصاعدا منذ ان اعلن الانفصاليون انشاء جمهورية "امبازونيا" المستقلة في اكتوبر من العام الماضي. 

لهذا البلد في غرب افريقيا تاريخ استعماري حافل شهد انتقاله من الحكم الالماني الى الفرنسي فالبريطاني. وتشكو الاقلية الناطقة بالانكليزية من التهميش من قبل النخبة الناطقة بالفرنسية.

وكانت الولايات المتحدة اتهمت حكومة الكاميرون بتنفيذ عمليات "اغتيال محددة الاهداف" في المناطق التي تشهد اضطرابات، كما اتهمت الانفصاليين المسلحين من الاقلية الناطقة بالانكليزية "بقتل دركيين" و"خطف موظفين".

وبحسب "مجموعة الازمات الدولية" فقد قتل 120 مدنيا على الاقل و43 عسكريا منذ اندلع التمرد الانفصالي في نهاية 2016. اما حصيلة القتلى في صفوف الانفصاليين فغير معروفة.