تتشابه قضية طرد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، من منصبه، وتعيين محقق خاص للتحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، مع الأفلام والروايات البوليسية.

إيلاف من نيويورك: في صراع البيت الأبيض مع جهاز "إف بي آي"، يلعب نائب وزير العدل الأميركي، رود روزنستاين، دور البطل، فهو من جهة كتب المذكرة التي تناول من خلالها أداء كومي السيئ، واستند إليها الرئيس الأميركي لطرده من منصبه، ثم قام بصفته مشرفًا على التحقيق في التدخل الروسي بتعيين روبرت مولر كمحقق خاص، وبدأ الأخير يحقق في واقعة طرد مدير "إف بي أي" السابق، والبحث عن إمكانية وجود نوايا لترمب بعرقلة العدالة من خلال التخلص من كومي.

روزنستاين غاضب من قرار ترمب
صحيفة "نيويورك تايمز" قالت في تقرير لها منذ يومين، إن نائب وزير العدل أعرب مرارًا وتكرارًا عن غضبه من الطريقة التي اتبعها البيت الأبيض لتبرير طرد جيمس كومي، معتبرًا أن ما حدث أضر بسمعته وفقًا لأربعة أشخاص مطلعين على رد فعل روزنستاين.

تبرير القرار
وكان الرئيس الأميركي قد أشار إلى أن طرد كومي من منصبه جاء بناء على توصية نائب وزير العدل، الذي رفع مذكرة إلى الوزير جيف سيشنز، تضمنت الأخطاء التي ارتكبها، مدير "إف بي آي"، ومؤكدًا أن مكتب التحقيقات الفدرالي تحت قيادة كومي فقد الثقة الشعبية، ومعها الكونغرس، كما إن مذكرته حملت عنوان "استعادة ثقة الشعب بإف بي آي".

غير عالم بما يجري
لكن نائب وزير العدل، الذي يتهم البيت الأبيض باستخدام مذكرته، والتلاعب به، لم يكن يعلم بوجود مذكرات لجيمس كومي تتضمن فحوى لقاءاته بالرئيس الأميركي، وطلب الأخير الولاء الكامل، وغضّ النظر عن التحقيق مع مستشاره السابق للأمن القومي، مايكل فلين.

وفي الوقت الذي يسود اعتقاد لدى بعض المتابعين بأن روزنستاين لم يكن ليكتب مذكرته الشهيرة التي تدعو بشكل لا لبس فيه إلى طرد كومي، لو علم بفحوى ما دار بين الرئيس ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي، قالت المتحدثة باسم وزارة العدل، سارة إزغور فلوريس: "لنكن واضحين، روزنستاين كان غاضبًا لأن نائب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، أندرو ماكيب، لم يبلغه عن هذه المذكرات إلا قبل ساعات من نشرها على صفحات نيويورك تايمز".

كرة النار إلى ملعب ترمب
روزنستاين الذي يشرف حاليًا على التحقيقات الروسية، رمى كرة النار إلى ملعب الرئيس الأميركي بعد ثمانية أيام فقط. ففي السابع عشر من مايو 2017، وبينما كان ترمب يتناقش مع وزير العدل، جيف سيشنز، في الأسماء المرشحة لشغل منصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالية، تبلغ خبر تعيين روزنستاين لروبرت مولر كمحقق خاص، فثار ترمب غاضبًا، وقال إنه بحاجة إلى شخص مخلص له ليشرف على التحقيقات، فيما عرض سيشنز تقديم استقالته.