نصر المجالي: مع اتهام وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون لها يوم الاثنين بالتورط في هجوم غاز الأعصاب الذي تسبب بوفاة مواطنة، سارعت موسكو لاستغلال استقالة بوريس جونسون معتبرة أن "حكومة بريطانيا غارقة في أزمات". 

وفي رد على سؤال برلماني في مجلس العموم، قال وزير الدفاع البريطاني بشأن التهديد الذي يواجهه القاطنون في بريطانيا بعد وفاة داون ستيرجيس (44 عاما) أمس الأحد "الحقيقة البسيطة هي أن روسيا نفذت هجوما على أرض بريطانية مما أدى لوفاة مواطنة بريطانية".

ودعا الوزير وليامسون دول العالم للاتحاد مع بريطانيا في التنديد به.

ولم يتضح بعد ما إذا كان وليامسون يشير إلى نفس الهجوم الذي أصاب العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته أم إلى هجوم جديد. وكانت بريطانيا اتهمت روسيا بتسميم سكريبال وابنته لكن روسيا نفت تورطها في ذلك الحادث.

وقالت الشرطة إن ستيرجيس تعاملت مع مادة ملوثة بغاز الأعصاب (نوفيتشوك) في بلدة ايمزبوري على بعد أميال قليلة من المكان الذي تعرض فيه الجاسوس الروسي السابق وابنته لهجوم بنفس الغاز في مارس الماضي في مدينة سالزبوري.

وكان كبير مسؤولي مكافحة الإرهاب في بريطانيا قال يوم الاثنين إن المحققين لم يستطيعوا تحديد ما إذا كانت ستيرجيس ورجل آخر يرقد حاليا في حالة حرجة بأحد المستشفيات تسمما في نفس الواقعة التي أصيب فيها سكريبال وابنته.

كلام زاخاروفا

وإلى ذلك، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استقالة بوريس جونسون من منصب وزير الخارجية البريطاني دليلا على وجود أزمة حكومية في المملكة المتحدة.

وكتبت زاخاروفا في صفحتها على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي: "هل تتذكرون أننا تحدثنا حول أن هذه المكيدة القذرة والمعقدة ستنتهي بشكل سيئ بالنسبة لحكومة تيريزا ماي؟ تفضلوا"، مضيفة أن جونسون "لم يرغب بالبقاء على متن قارب غارق".

وأعربت عن رأيها بأن "مواصلة نشر الأكاذيب حول "يد الكرملين" و"العدوان على بريطانيا" و"نوفيتشوك" وكأس العالم 2018 وغيرها أصبحت أمرا خطيرا".

وذكرت زاخاروفا أن السلطات البريطانية ستضطر لتحمل المسؤولية عن وفاة المواطنة البريطانية في ايمزبوري. 

وخلصت إلى القول إن "الكثير في داونينغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية) تغطيه الغيوم، إلا أمرا واحدا، ألا وهو ظهور بوادر أزمة حكومية بوضوح أكثر فأكثر".

وجاء تصريح زاخاروفا تعليقا على استقالة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ووزير شؤون "بريكست" ديفيد دافيس لموقفهما بشأن خطة تطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ما بعد انسحاب المملكة من الاتحاد، والتي اقترحتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي.