بعد الهجمات الدامية على محافظة السويداء السورية من قبل تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية، بدأت تتوارد أنباء عن اختطاف 17 شخصا على الأقل، معظمهم من نساء وأطفال المنطقة.
وقالت وكالة رويترز إنه تم توثيق 20 اسما من المختطفين.
كما شارك مصدر حقوقي من مدينة السويداء، فضّل عدم الكشف عن اسمه، مع بي بي سي قائمة توثق 17 اسما، في حين قال مصدر محلي آخر إن الرقم قد يصل إلى 40 مختطفا غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأسفرت هجمات تنظيم الدولة على الريف الشرقي والشمالي الشرقي لمحافظة السويداء واختراق المدينة بالانتحاريين يوم الأربعاء 25 تموز/يوليو عن مقتل 200 شخص على الأقل، وجرح عشرات.
ونقلت عدة تقارير إعلامية أن مسلحي التنظيم تركوا شخصا واحدا من كل منزل اقتحموه ليكون شاهدا على الهجمات المروّعة.
ويرجح سكان محليون من السويداء أن عناصر التنظيم التي نفّذت الهجمات كانت قد نقلت إلى بادية السويداء من مناطق الحجر الأسود والتضامن، جنوب دمشق، في شهر أيار/ مايو الماضي بعد التوصل إلى اتفاقية مع القوات السورية ومفاوضين روس.
"عودة" مختطفين
ووفقا لمصدرين مختلفين تحدثت معهما بي بي سي، فإن امرأتين على الأقل عادتا يوم الخميس.
وقال مصدر متابع للتطورات الميدانية فضّل عدم الكشف عن اسمه إن امرأة كانت قد عادت مساء الخميس مع أم زوجها إلى قرية الشبكي.
وأوضح: "لم تستطع المرأة، وهي مصابة في ظهرها، وحماتها من متابعة المشي وتأخرتا عن البقية فنسيهما عناصر التنظيم أو تركتا عن عمد؛ فعادتا إلى ضيعة الشبكي ثم توجهتا إلى ضيعة بوسان".
لكنه أضاف أن "فرقة من الجيش كانت قد عثرت على عدة جثث أثناء تمشيط بادية السويداء، ما يعني أن عددا من المختطفين قد يكون قد قتل".
"نفير عام"
وأعلن فصيل "قوات شيخ الكرامة" المسلح، المكون من مجموعة من أبناء محافظة السويداء، في بيان له على فيسبوك "النفير العام في كافة أراضي جبل العرب" من أجل إعادة المخطوفين.
لكن المصدر "المتابع للتطورات الميدانية" قلل من أهمية هذا البيان وقال إنّ "معتقلي عناصر تنظيم الدولة وجثث قتلاه موجودة لدى القوات الحكومية لذا هي وحدها القادرة على إرجاع المختطفين عبر عملية تبادل".
وسكان مدينة السويداء الواقعة جنوب سورية ينتمون إلى الطائفة الدرزية، كما يوجد في المحافظة أقلية مسيحية.
وقال المصدر الحقوقي إن موضوع الاختطاف "له بالغ الحساسيّة في البنية المُجتمعيّة لدى الدروز ولا سيّما أن مُعظم المخطوفين من النساء، لذا لا نرى هذا الموضوع إلّا ميداناً رحباً للنظام للاستثمار به لدى الدروز، وتصدير نفسهُ كحام للأقليات في العالم".
وأضاف: "محليّاً قد نشهد فيما بعد مُحاولات من قبل النظام لتحرير المخطوفين، لاستثماره في رفع رصيد أسهمه في المجتمع المحلي في السويداء، بعد أن انهارت تلك الأسهم بسبب ما وصفه أبناء المُحافظة من تخلّي وتواطؤ وخذلان النظام لهم"، وفي هذا إشارة إلى وجهة النظر التي تتبناها المعارضة السورية والتي تحمّل الجانب الحكومي مسؤولية ما جرى في السويداء.
التعليقات