الرباط: خلفت طريقة تعاطي وزير الشؤون العامة والحكامة المغربي لحسن الداودي مع أسئلة النواب البرلمانيين، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، مساء الإثنين، موجة غضب واستنكار حادة، بسبب ما اعتبروه استخفافا واستحقارا لأسئلتهم التي تمثل تساؤلات يطرحها عموم الشعب المغربي.

و عبر النواب عن تنديدهم بالطريقة المقتضبة التي رد بها المسؤولالحكومي عن سؤال للفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية حول مراقبة أسعار المواد الغذائية، ليكتفي بالقول:"مزيانة" أي (جيدة)، وهو ما دفع رئيس الفريق الاستقلالي نور الدين مضيان لمطالبة الداودي باحترام المؤسسة البرلمانية و بعض مكونات الحكومة.

و قال مضيان:"هذا استخفاف و استهتار بأسئلة الشعب، مرارا وتكرارا يكرر هذا السلوك، لا يمكن أن نقبل بمثل هذه الأجوبة، خاصة أن الجلسة تدخل في إطار مراقبة العمل الحكومي، لذا فالوزير مطالب بإقناعنا و مدنا بما لديه من معلومات، للأسف بعض الأجوبة تعبر عن عجز صاحبها، فيلجأ إلى زرع بعض الاتهامات".

في حين اعتبر نائب برلماني عن الفريق الاستقلالي أن جواب الوزير لم يفاجئه لأنه ببساطة ليس لديه ما يقوله.

و قال النائب البرلماني موجها كلامه للوزير:"الإشكال الموجود لدى المغاربة هو وجود حكومة منشغلة بالصراعات على الزعامات، تركتم المغاربة وجها لوجه أمام ارتفاع الأسعار، أنت لا تملك رؤية واستراتيجية، فقط كثرة الكلام والقيل و القال".

و حول خطة الوزارة في مجال مراقبة الأسعار، أوضح الداودي أن الأمر يتعلق بفساد موروث، يستدعي ضرورة محاربته وإصلاح الوضع القائم.

و أفاد أن لجان المراقبة قامت خلال شهر ديسمبر الماضي بـ1066 زيارة، شملت 13144 نقطة مراقبة، حيث تم تسجيل 452 مخالفة، ليتم إتلاف 53.66 طن من المواد الاستهلاكية.

و قال الداودي:"الحكومة تقوم بانشغالاتها التي لم يكن الآخرون يقومون بها، الفساد عموما موجود حاليا و سيستمر".

و بشأن برامج الدعم الاجتماعي، أشار الوزير المغربي إلى استفادة الفئات الغنية منها عوض الفئات الهشة والفقيرة، وهو وضع غير سوي تسعى الحكومة لإصلاحه.

و اعتبر أن المغاربة يتعرضون للإهانة حينما يشتري البعض أصواتهم في الانتخابات بسبب الفقر، مما يستدعي التدخللمحاربة مثل هذه التصرفات، وهو ما خلف استياء أحد البرلمانيين الذي اعتبر أن كلام الوزير غير مسؤول، لأن المغاربة غير قابلين للبيع والشراء.