شملت زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد العديد من الشخصيات السياسية اللبنانية، فما هي أهدافها وما الأسباب الكامنة وراءها؟.

إيلاف من بيروت: على الرغم من أن زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، اتسمت في بداياتها بالطابع السري، إلاّ أنها شملت العديد من الشخصيات اللبنانية، تحضيرًا لزيارة وزير الخارجية الأميركي&مايك بومبيو إلى بيروت في منتصف الشهر الجاري، الذي سيأتي إلى المنطقة في سياسة مضادة، حيث سيصل خلال الأسبوع المقبل ليطلع الدول الذي يزورها على سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ويحث حلفاء واشنطن في لبنان على تكوين جهة سياسية (من 14 آذار) ضد حزب الله، والطلب من دول الخليج زيادة الضغط لعدم عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وعدم عودة النازحين إلى وطنهم الآن.&

موضوعات عدة
ما الذي يمكن أن يتباحثه المعنيون الأميركيون في لبنان، خصوصًا شخصية بحجم ساترفيلد مع المسؤولين اللبنانيين؟. يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أن هناك موضوعات عدة تتعلق أساسًا بالوضع السوري في المنطقة، ووضع اللاجئين السوريين في لبنان، وبالمسألة المتعلقة بحزب الله والعقوبات التي تزداد على الحزب بشكل واضح، والطرف اللبناني بحاجة إلى أن يتباحث مع الأميركيين ليرى ما مدى توجّه الجهات الأميركية، والتخفيف من الأعباء في المنطقة، ووضع اللجوء، وكذلك كما ذكرنا العقوبات الأميركية على حزب الله.

إسرائيل
هل تبقى تلك الزيارات الأميركية ضمانة للبنان لاستخراج نفطه من دون أي مواجهة مع إسرائيل؟

يؤكد علوش أن معرفة ما تحاول إسرائيل من خلال اختلاقها للإشكال مع لبنان تبقى سؤالًا قد يكون مرتبطًا بإجبار اللبنانيين على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، والمشكلة الأساسية تبقى أن لبنان لا يستطيع بمقاومته أو قواته الخاصة أن يقوم بمواجهة في هذا الخصوص، من هنا على لبنان أن يتجه إلى الأمم المتحدة كي يحقق مسألة الحدود الدولية، وتبقى حقوقًا مضمونة دوليًا، وعلى لبنان أن يشتغل على هذا الأساس.&

سلاح حزب الله
هل يبقى موضوع سلاح حزب الله أمرًا ملحًّا إلى درجة إرسال مبعوثين دوليين أميركيين إلى لبنان؟. يلفت علوش إلى أنه بالنسبة إلى الأميركيين ليس السلاح فقط ما يهمّهم، بل حزب الله كمؤسسة تابعة لإيران، وتثير القلق في المنطقة ككل، إضافة إلى أن سلاح حزب الله يبقى مشكلة داخلية وإقليمية. أما عمليًا فلا توجد سيادة في لبنان إلا مع السلاح الشرعي، فالمشكلة تبقى محلية لبنانية، ألقت بظلالها الأمنية والسياسية على الوضع اللبناني برمته بشكل سلبي جدًا على مدى السنوات الماضية، إضافة إلى الوضع الإقليمي، حيث أصبح حزب الله قوة إقليمية مقلقة ومؤثرة في شعوب المنطقة، مما تسببب بدمار كامل خلال السنوات الماضية.

الإتفاقية الروسية
وردًا على السؤال هل موضوع أن روسيا اليوم والتي تسعى إلى إبرام اتفاقية عسكرية متكاملة مع لبنان، هل يؤدي هذا إلى سعي أميركا من جهتها من خلال مبعوثيها إلى لبنان إلى تثبيت أقدامها في المنطقة في مواجهة روسيا؟. &

يؤكد علوش أن الأمر مرتبط بنوعية التفاهمات القائمة، ولبنان تاريخيًا لديه علاقة عسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية تتمثل أولًا في مساعدات مباشرة تقدمها أميركا إلى لبنان، وتبقى أساسية بالنسبة إلى الجيش اللبناني، إضافة إلى تدريب الكوادر والضباط، وتاريخيًا التدريب وعملية القتال أكثرها في الجيش اللبناني مبنية على العقيدة الغربية، وخاصة الأميركية، لذلك لا نعلم مدى أهمية الاتفاقية العسكرية الروسية بين لبنان وروسيا، ولكن من المرجّح أن يستمر الأميركيون في القول إنهم يسعون دائمًا إلى دعم لبنان.
&