إيلاف من لندن: حذرت دراسات جديدة من ان التلوث الناجم عن البلاستيك المجهري يعم أرجاء العالم من بحيرات بريطانيا وأنهرها مرورا بالمياه الجوفية في الولايات المتحدة وعلى امتداد نهر اليانغتسي في الصين وشواطئ اسبانيا.

والمعروف ان البشر يتناولون الجسيمات البلاستيكية عن طريق الغذاء والماء ولكن آثارها الصحية على الانسان والمنظومات البيئية لم تُعرف بصورة محدَّدة حتى الآن فيما وجدت دراسة في سنغافورة ان الجسيمات البلاستيكية يمكن ان تؤوي ميكروبات ضارة، كما افادت صحيفة الغارديان.&

وتوصلت دراسة جديدة في بريطانيا الى وجود تلوث سببه البلاستيك المجهري في جميع البحيرات والأنهر وخزانات الماء التي أُخذت منها عينات.

وقال رئيس فريق الباحثين الذي اجرى الدراسة كريستيان دان من جامعة بانغور ان نتائج الدراسة كانت مذهلة وغير متوقعة.

ونقلت صحيفة الغارديان عن دان قوله "ان الجسيمات البلاستيكية المجهرية موجودة في كل مكان ولكننا لا نعرف الأخطار التي تشكلها ولن ينفع الندم بعد 20 عاماً من الآن".

وجدت الدراسة ان نهر التايمس في لندن ملوث بنحو 80 جسيماً بلاستيكياً مجهرياً لكل لتر وكذلك أنهر أخرى في مناطق مختلفة من بريطانيا.

كما أظهرت دراسات أخرى الأضرار التي تلحقها الجسيمات البلاستيكية المجهرية بالحياة البحرية وعُثر عليها في جوف كل حيوان من الثدييات المائية التي درسها العلماء مؤخراً.

وفي عام 2017 كشفت دراسة ان هذه الجسيمات موجودة في ماء الحنفية في أنحاء العالم وأكدت دراسة في اكتوبر الماضي ان البشر يستهلكون هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في اوروبا واليابان وروسيا.

وقال جوليان كيربي من منظمة "أصدقاء الأرض" ان الجسيمات البلاستيكية المجهرية موجودة في انهار العالم وأعلى جباله وأعمق محيطاته داعياً الى اصدار تشريعات تحد من تدفق التلوث البلاستيكي الذي يدمر البيئة.

واكتشفت دراسة اجرتها الجامعة الوطنية في سنغافورة وجود أكثر من 400 نوع من البكتريا على 275 قطعة من البلاستيك المجهري جُمعت من شواطئ محلية بما في ذلك جراثيم تسبب التهاب الأمعاء وامراضاً أخرى في البشر وترتبط ايضا بإتلاف الشعب المرجانية.

كما وُجدت الجسيمات البلاستيكية في المياة الجوفية لولاية الينوي الاميركية بمستوى 15 جسيماً للتر الواحد. &وتوفر المياه الجوفية زهاء ربع مياه الشرب في العالم.

دراسات أخيرة وجدت جسيمات بلاستيكية مجهرية في مخلوقات تعيش في اعماق البحار ورواسب أُخذت من بحر الشمال وبحر بارينتس.

كما عُثر على مستويات عالية من تركيز هذه الجسيمات في نهر اليانغتسي في الصين وعلى امتداد شواطئ اسبانيا على البحر المتوسط.

تأتي الجسيمات البلاستيكية المجهرية من ملابس الأقمشة الاصطناعية وإطارات المركبات والمعامل وتحلل النفايات البلاستيكية ومصادر أخرى متعددة.

وتجرفها الأمطار الى الأنهر والبحار ويمكن ان تنقلها الريح ايضاً وتصل الى الحقول عندما تُستخدم مياه الصرف كأسمدة بعد معالجتها.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان".