إسماعيل دبارة من تونس: دفعت السلطات الجزائرية بتعزيزات أمنية ضخمة إلى العاصمة تحسبا لتظاهرات "جمعة الحسم"، والتي من المتوقع أن تكون الأضخم وتبدأ بعد أداء صلاة الجمعة.

ونشرت وزارة الداخلية الجزائرية الآلاف من قوات مكافحة الشغب ومئات المركبات وعززت حضورها اللافت بمدرعات للدرك.

ولوحظ تواجد أمني كثيف بساحة أول مايو، البريد المركزي، ساحة أودان، وكذلك&بالقرب من رئاسة الجمهورية.

ويتفق المتظاهرون على التجمّع في ساحات العاصمة الرئيسية، وقد بدأ المئات منهم بالتجمع بالفعل في قلب العاصمة، في يوم يتزامن مع عيد المرأة العالمي، حيث تعهدت أصوات نسوية كثيرة بالمشاركة في "جمعة الحسم".

ويتفق المراقبون على أن الأداء الأمني كان "حرفيا" و"مهنيا" منذ بدء الاحتجاجات في الجزائر، اذ لم تتحول المسيرات الى أعمال عنف، كما توقع البعض.

وأوقفت السلطات كذلك خدمات القطار والمترو في العاصمة &قبل بدء الإحتجاجات، إذ أعلنت مؤسسات النقل الحضري عن توقف خدماتها على مستوى العاصمة.

واشتكى مواطنون من توقف خدمات جميع حافلات النقل الحضري في جميع الخطوط، كما توقفت خدمات الترامواي والميترو والقطارات.

وأعلنت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، توقف خدماتها من وإلى العاصمة، الجمعة، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا.

وتدخل الاحتجاجات الحاشدة أسبوعها الثالث في أكبر تحدٍ للرئيس المعتل الصحة الذي يحكم البلاد منذ 20 عاما ويخوض الانتخابات سعيا للفوز بفترة جديدة.

وخرجت عدة تظاهرات في مدن جزائرية اليوم، بحسب مقاطع نشرت على تويتر وفايسبوك، لكن الاهتمام سينصبّ على مسيرات العاصمة، والتي ستكون مصيرية في تشكيل ردة فعل الحكم تجاه الحراك المناهض للعهدة الخامسة.

وفي جنيف، تظاهر عدد من الجزائرين أمام المستشفى الجامعي الذي يعالج فيه بوتفليقة، وكان لافتا حضور السياسي رشيد نكاز إلى جانب المحتجين، الذين رفعوا شعارات ترفض العهدة الخامسة.

ووجه الرئيس بوتفليقة يوم الخميس أول تحذير للمحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع بالآلاف للمطالبة بإنهاء حكمه المستمر منذ 20 عاما، قائلا إن الاضطرابات "قد تزعزع استقرار البلاد".

ودعا في رسالة بثتها وكالة الأنباء الرسمية إلى الحذر من "اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية" وهو ما قال إنه قد يؤدي إلى "إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات".