لندن: أظهرت دراسة جديدة ان تلوث الهواء يقتل من البريطانيين تقريباً بقدر ما يقتل التدخين.&

وكان يُعتقد في السابق ان الانبعاثات الغازية مسؤولة عن نحو 40 الف وفاة في بريطانيا سنوياً ولكن الأرقام الجديدة تشير إلى أنّ العدد يقرب من 64 الف وفاة أو ما يقل 18 في المئة فقط عن 78 الف بريطاني يقتلهم التدخين، بحسب الدراسة التي نُشرت نتائجها في صحيفة الديلي تلغراف.&
&
كما ترتبط 29 الف وفاة اضافية بمسؤولية تلوث الهواء عن تفاقم امراض أخرى مثل السرطان والسكري ومرض التنفس المزمن.&

عالمياً يسبب تلوث الهواء من عوادم المركبات والمعامل ومحطات الطاقة وفيات أكثر ما يسببه التدخين بمسؤوليته عن 8.8 مليون وفاة سنوياً مقابل 7.3 مليون وفاة بسبب التدخين.&
&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن البروفيسور توماس مونتسيل عضو فريق الباحثين الذي اجرى الدراسة في المركز الطبي لجامعة ماينتس الالمانية قوله "ان التدخين يمكن إجتنابه ولكن تلوث الهواء لا مفر منه".&
&
واستخدم العلماء طريقة نمذجة حديثة لقياس تفاعل الجو والأنواء مع الصناعة وحركة المرور والزراعة ثم مقارنة النتائج بأرقام منظمة الصحة العالمية.&

واتضح ان عدد الوفيات في أوروبا وحدها يبلغ 790 الف وفاة سنوياً أو ضعف التقديرات السابقة. وتبين الإحصاءات ان تلوث الهواء يخطف من متوسط العمر الذي يعيشه الأوروبي 2.4 سنة.&

في بريطانيا تُعزا الآن 98 وفاة من كل 100 الف وفاة إلى استنشاق مواد كيماوية ملوثة فيما يبلغ الرقم في أوروبا 133 وفاة من كل 100 الف وفاة أو ما يزيد على وفاة واحدة من كل الف وفاة، بحسب الدراسة.&

وأكبر عدد من الوفيات بسبب تلوث الهواء في بلدان أوروبا الشرقية التي قال الباحثون انه نتيجة تردي مستوى العناية الصحية وليس لأن تلوث الهواء فيها اسوأ كثيراً من أوروبا الغربية.&

وقال البروفسيور يوس ليليفيلد من معهد ماكس بلانك للكيمياء في مدينة ماينتس الالمانية ان العدد الكبير من الوفيات الاضافية الناجمة عن تلوث الهواء في أوروبا يعود إلى تضافر نوعية الهواء الردئية مع الكثافة السكانية مؤدياً إلى واحد من أعلى مستويات التعرض للملوثات في العالم.&

وقال الباحثون ان السبب الرئيسي لأمراض الرئة والقلب والأوعية الدموية هو جسيمات بي أم 2.5 المجهرية التي تلتصق بالرئة وتدخل الدورة الدموية. وتُعد مركبات الديزل من أكبر مصادر التلوث بهذه الجسيمات في البلدان المتطورة.
&
ومن المصادر الأخرى لهذه الجسيمات القاتلة العمليات الصناعية ومحطات الطاقة والتدفئة المنزلية التي تستخدم الوقود الإحفوري.&

ودعا الباحثون إلى اجراءات أشد فاعلية للحد من التلوث الجسيمي. إذ يبلغ المستوى المقبول لكثافة هذه الجسيمات في أوروبا 25 ميكروغراماً لكل متر مكعب فيما توصي منظمة الصحة العالمية بأن يكون الحد الأقصى 10 ميكروغرامات.&

وقالت الدكتورة هولي شيلز من جامعة مانشستر ان الدراسة عموماً تسلط الضوء على العلاقة الخطيرة بين تلوث الهواء والوفيات الناجمة عن امراض القلب والأوعية الدموية.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.telegraph.co.uk/science/2019/03/12/air-pollution-killing-nearly-many-people-smoking-britain/
&
.