الرباط: تنظم مؤسسّة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"،ما بين 29 و31 مارس الجاري بمراكش، الدورة الأولى من الجامعة الربيعية، تحت عنوان "دراسة الإسلام اليوم: نحو دراسات إسلامية برؤى متعددة".

&دورة أولى

يروم البرنامج العلمي الأكاديمي للدورة الأولى من الجامعة الربيعية، حسب بيان تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه "تكوين مجموعة مهمة من الباحثين والطلاب في سلك الدكتوراه في مجال العلوم الإنسانية والدراسات الدينية، بتأطير زمرة متميزة من الأكاديميين المرموقين والمتخصصين في موضوعات هذه الدورة، من جامعات عربية وغربية"، معتمدا، في سبيل ذلك، "مجموعة من المناهج والأدوات التي تغطي مختلف المراحل والمحاور لموضوع الدورة: ورشات عمل – ندوات، إضافة إلى المتابعة والإشراف المتواصلين من قبل الأساتذة المؤطرين، قصد تمتين الشراكات العلمية، والتمكن من إنجاز بحوث في الموضوع المطروح، في سياق يستجيب لتطور المعارف والمناهج والعلوم الإنسانية المعاصرة، إلى جانب الحرص على نشرها في كتاب جماعي من قبل مؤسسة مؤمنون بلا حدود، كما سترشح بعض الدراسات المتميزة لنشرها في مجلات المؤسسة المحكمة (ألباب أو تأويليات").

&

جامعة ربيعية لمؤسسة مؤمنون بلا حدود بمراكش

&

عربية وإنجليزية

لهذا الغرض، يضيف البيان، أطلقت مؤسسة "مؤمنون بلا حدود"، قبل شهرين، استكتابا للمشاركة في هذه الدورة، حيث تم قبول عشرين طالبا وطالبة للاستفادة من هذه الجامعة الربيعية، التي ستكون باللغتين العربية والإنجليزية، والتي ستغطي، عبر محاورها، "جوانب تقنية بالدرجة الأولى، تقوم على عنصر الخبرة الأكاديمية داخل الجامعات الغربية، عبر التعريف بالتخصصات الموجودة، وأقسام دراسة المعرفة الدينية المختلفة، وأشكال الاندماج والانخراط، والإنتاجات والمشاريع الموجودة...إلخ، إلى جانب التعرف على التخصصات العلمية الموجودة، مع مراعاة تعددها وتنوعها المنهجي، والتي تشكل في مجموعها حقولا مهمة لدراسة الأديان اليوم، ودراسة الإسلام كذلك، والتعرف على مسالكها البيداغوجية( التربوية) والمنهجية والمعرفية، التي يمكن استثمارها كناتج علمي مشترك ينبغي الاعتماد عليه نحو دراسات للأديان والإسلام ذات أرضيات مشتركة أو متجاورة".

مؤطرون

ويساهم في تأطير الدورة كل من المفكر اللبناني الدكتور رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية، والدكتور بول هيك، الرئيس المؤسس لدراسة الأديان عبر الحضارات بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة، والدكتور وليد صالح، الحاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة ييل بالولايات المتحدة والمدرس بمجلس أبحاث العلوم الإنسانية في كندا، والدكتورة كلير وايلد، الأستاذة المساعدة بكلية اللاهوت والدراسات الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية بجامعة غرونينغن بهولندا، والدكتور ساري حنفي، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية ببيروت، والدكتور حكيم أجهار، أستاذ مشارك في الدراسات الإسلامية وقسم العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة خليفة بالإمارات العربية، والدكتور أحمد عاطف أحمد، أستاذ الدراسات الدينية في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة، والدكتورة نادية عبيدات، أستاذة مساعدة تدرس الفكر الإسلامي والتاريخ بجامعة ولاية كانساس بالولايات المتحدة، والدكتور جايسون ويل، عميد المعهد البابوي للدراسات العربية الإسلامية بإيطاليا، والدكتور طاهر عباس، أستاذ مساعد في معهد الأمن والشؤون العالمية في جامعة ليدن بلاهاي في هولندا، والدكتور عبد الله صوفان، أستاذ الدراسات الإسلامية العربية بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة.

إطار نظري

يشير الإطار النظري للدورة الحالية إلى أن "دراسة الإسلام في الأكاديمية الغربية قد مرت بمراحل بدء بمدارس الاستشراق الكلاسيكية، إلى آخر محطات النقد والتجاوز الموجودة اليوم، سواء ما بعد الكولونيالية، أو ما بعد الاستشراقية، أو دراسات ما بعد التابع وغيرها من الانشغالات الأكاديمية في أقسام الدراسات الإسلامية أو الدراسات الشرقية في الجامعات الغربية العريقة، التي راكمت كمّا هائلا من الدراسات والمناهج المتعلقة بدراسة الإسلام تاريخا وحضارة وإنتاجا ثقافيا، مما أتاح لها فهم تموضع الإسلام وغيره من أديان وثقافات المعمورة داخل جغرافيات التعددية العالمية وفهم التداخلات المعقدة والمبدعة فيما بينها عبر التاريخ العالمي. وظلت الأكاديمية الغربية الدارسة للإسلام وحضارته مجهولة عند الكثير من الباحثين في العالم العربي لعدة أسباب أهمها عائق اللغة، فأغلب ما يكتب عن الإسلام في الغرب هو بأربع لغات: الإنجليزية والألمانية والفرنسية والاسبانية، وما يترجم للعربية قليل جدا بالنسبة للعدد الهائل من الإصدارات الأكاديمية في الغرب، بالإضافة إلى ما علق في ذهنية القارئ العربي من أحكام قدحية متعلقة بالاستشراق. من جهة أخرى، ظلت الأكاديمية العربية الدارسة للإسلام مجهولة بالنسبة إلى الباحث الغربي، حيث نجد الباحثين الغربيين لا يحيلون إلا نادرا للدراسات الأكاديمية المكتوبة بالعربية، رغم إتقان هؤلاء للعربية، وذلك راجع بالأساس – إذا نحن أحسنا الظن- كون الباحث الغربي يعتقد أن الدراسات العربية تجيب عن انشغالات القارئ العربي التي ليست هي بالضرورة انشغالات القارئ الغربي.

وعلى الرغم من الاختلافات بين الباحثين في الغرب والمنطقة العربية الإسلامية، إلا أنهم يكادون يتفقون حول سؤال: كيف نعيد فهم تاريخنا؟ وكيف نفهم تراثاتنا داخل الأنساق الحضارية المتعددة والعالمية المتداخلة؟ بعيدا كل البعد عن الأحكام التي اعتقدنا بنهاياتها وتماميتها المعرفية".

أهداف

تهدف الجامعة الربيعية، حسب منظميها، إلى تجسير التمايزات والتعرف على المشتركات المنهجية والعلمية بين الأكاديميتين الإسلامية والغربية. بالإضافة إلى التأسيس لأعمال علمية مشتركة بين الباحثين، مما يحتم عليهم "تجاوز الإرث الكبير من العدائية للدين، أو الأحكام التي أصبغتها المدرسة الاستشراقية على الإسلام، أو ما شكلته دراسة الأديان من مداخل معرفية باتت أشبه بالمسلمات التي تصادر حق الفرضيات الأخرى في فهم رؤى العالم من زوايا معرفية تتجاوز السرديات المعرفية التقليدية، بالإضافة إلى تجاوز شيطنة الاستشراق والأكاديمية الغربية الدارسة للإسلام".

وسيتمكن الباحثون عبر هذه المدرسة من التعرف على "الجوانب التقنية والبيداغوجية التي تخص الانخراط في سلك الدراسات العليا في أمريكا وأوروبا والعالم الإسلامي" و"التعرف على أهم مواضيع النقاش المثارة عبر هذا التخصص في المدرستين"، ثم "التعرف على آخر المنهجيات المتبعة فيه، بالإضافة إلى الكشف عن المسلمات والخلاصات التي ينطلق منها الباحثون، سواء في الغرب أو العالم الإسلامي في دراستهم للإسلام".

محاور

تتوزع الدورة مداخلات علمية وورشات نقاش مفتوحة، حيث يتناول المحور "مسالك الأكاديميتين الغربية والإسلامية"، وندوة "التخصصات العلمية والاتجاهات المعرفية لدراسة الأديان والإسلام" من خلال 8 محاور، ثم ورشات نقاش مفتوحة تحت عنوان "تأثير المناهج الحديثة وأشكال دراسة الدين اليوم في النظر وتصور العديد من القضايا العالمية"، وهي ورشات ستتبع "منهجية تقوم على النظر بأفق توقعي لما قد تحدثه منهجيات وآليات النظر الحديثة للدين من مغايرة في تصور وتمثل العديد من القضايا شديدة الحساسية في مجتمعاتنا وفي العالم، عبر ثلاث ورشات كبرى، الأولى حول مسألة العلمانية وتعالق الدين بالمجالات الحياتية المختلفة، والثانية حول مستقبل الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان في المجتمعات المسلمة، والثالثة حول مسألة الإصلاح الديني وتحولات التدين في مجتمعاتنا وفي العالم".