كشفت نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية، عن فشل مخطط جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم بالخارج، بالتأثير على الناخب المصري للتصويت على التعديلات الدستورية بـ"لا"، واستطاع الشعب المصري من خلال نتائج الاستفتاء الإعلان وبشكل رسمي عن خروج جماعة الإخوان نهائيًا من المشهد السياسي.

إيلاف من القاهرة: أكد الخبراء والمحللون لنتائج الاستفتاء، أن جماعة الإخوان المسلمين تلقت ضربة قاضية، بإعلان الشعب المصري رفض تواجدهم نهائيًا في المشهد السياسي المصري، وأن الآلة الإعلامية التابعة لهم بالخارج أصبحت غير مؤثرة نهائيًا على تحريك الشارع المصري.&

وقال الخبراء: "إن نتائج الاستفتاء عبرت وبشكل عملي عن فشل أساليب الإخوان المشبوهة من أجل عرقلة عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، كما دعا فريق منهم للتصويت بـ"لا" وفريق آخر بالمقاطعة، إلا أن الأرقام التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات جاءت مخيبة للآمال بالنسبة لهم وأنصارهم بالخارج، وفقًا لما أعلنه المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أسفرت عن مشاركة 27 مليونا و193 ألفا و593 ناخبًا داخل مصر وخارجها، من أصل 61 مليونا و344 ألفا و503، وبذلك تكون نسبة المشاركة 44.33% ".

كما ذكر أن الأصوات الصحيحة 26 مليونا و 362 ألفا و421 صوتًا بنسبة 96.94%، وبلغت الأصوات الباطلة 831 ألفا و172 صوتًا بنسبة 3.6%، وبلغ عدد الموافقين على التعديلات الدستورية 23 مليونا و 416 ألفا و 741 بنسبة 88.83% من الأصوات الصحيحة، أما غير الموافقين على التعديلات فعددهم 2 مليون و 945 ألفا و680 صوتًا بنسبة 11.17%.

أعلى مشاركة

وبالمقارنة مع الاستفتاءات التي جرت منذ عام 2005 وحتى الآن، أظهرت الأرقام أن نسبة المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية عام 2019 هي أعلى نسبة مشاركة، حيث كان عدد المشاركين في الاستفتاء على دستور 1971 في مصر في يوم 25 مايو 2005، 17 مليونًا و184ألفا و302 صوت، و في الاستفتاء على تعديل الدستور في 2007 بلغ عدد المشاركين 9 ملايين و701 ألف و833 صوتًا، وفي استفتاء عام 2011 بلغت نسبة المشاركة 41.19%، وفي استفتاء 2012 بلغت نسبة المشاركة 32.9%، وبلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في عام 2014، 38.6%.

اصطفاف وطني

من جانبه، وجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي الشكر والتقدير والاعتزاز للشعب المصري بعد النزول والمشاركة في الاستفتاء على تعديل بعض مواد الدستور، قائلًا:" إن الشعب أبهر العالم كله باصطفافه الوطني ".
&
وقال الرئيس، عبر حسابه الرسمي على تويتر: "تحية تقدير واعتزاز للشعب المصري الذي أبهر العالم بوعيه القومي بالتحديات التي تواجه&مصرنا العزيزة.. إن ذلك المشهد الرائع الذي صاغه المصريون بعبقريتهم حين شاركوا في الاستفتاء على التعديلات الدستورية ممارسين حقهم السياسي والدستوري سيُسجل بحروف الفخر في سجل أمتنا التاريخي".

نهاية الإخوان

وفي هذا السياق، قال صلاح حسب الله، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، إن الشعب المصري أعطى رسالة صادمة للأخوان وأنصارهم من الدول الدائمة للإرهاب، بأنهم أصبحوا غير مرغوب فيهم نهائيًا في المشهد السياسي الداخلي، وغير مؤثرين على تحرك الشارع كما كان يحدث قبل ثورة 30 يونيو ".

وأكد حسب الله لـ"إيلاف" أن مشاركة المصريين في الاستفتاء على التعديلات الدستورية كان لها أثر سلبي كبير على التنظيم، وهو ما دفعهم للجوء إلى الصور القديمة لمحاولة تشويه إقبال المصريين في التصويت ونشر الأكاذيب طيلة الاستفتاء، لافتًا إلى أن التنظيم وصل إلى مرحلة الإفلاس، بعد أن استنفدت كافة السبل للحيلولة دون خروج تلك التعديلات الدستورية.

وأضاف، أن جماعة الإخوان فشلت في التحريض ضد التعديلات الدستورية رغم الزيارات والجولات التحريضية التي نظمتها&في عدد من الدول الغربية على مدار الفترة الماضية للتحريض ضد مصر، مشيرًا إلى أن مشاركة المصريين في الاستفتاء على التعديلات الدستورية هي أكبر ضربة للإخوان ما أفشل جميع تحركاتهم.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، أن العالم أجمع يقدر دور الشعب المصري في ممارسة الديمقراطية الحقيقية، والخروج بكثافة كبيرة في الاستفتاء للوقوف بجانب الدولة ضد المخاطر العديدة التي تواجهها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية.

شهادة وفاة

من جانبه، اعتبر طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات بمثابة شهادة وفاة لجماعة الإخوان الإرهابية وأنصارهم بالخارج.

وأوضح، أن جماعة الإخوان اعتمدت فقط على أذرعها الإعلامية في الخارج ولجانها الإلكترونية من أجل محاولة التحريض على التعديلات الدستورية، ولكن كل الحملات التحريضية لم يقتنع بها المصريون الذين ردوا على الجماعة في الشارع عبر الإقبال على الاستفتاء، وهو ما مثل لهم صدمة قوية؛ ولذلك لجأوا إلى نشر الشائعات المغرضة أيام الاستفتاء، وفي كل مرة كان رد المصريين أقوى وصادما لهم.

وقال لـ"إيلاف": "إن نتائج الاستفتاء كشفت عن عدد من الظواهر الإيجابية التي لم تتكرر من قبل في جميع الاستفتاءات السابقة، وهي الإقبال المتزايد من الشباب على المشاركة، كذلك ذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة وكبار السن، مما يؤكد حرص تلك الفئات على مساندة الدولة، والتأكيد على حاجة الوطن لهذه التعديلات بما يعزز حالة الاستقرار والأمان ويؤدي إلى تواصل عمليات النمو والتخطيط والإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي ".
&
كشف الأكاذيب

كما اعتبرت غادة عجمي، عضو مجلس النواب، أن مشاركة أكثر من 27 مليون مواطن مصري في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية بنسبة أكثر من 44% هو أكبر رد عملي على&الأكاذيب الافتراءات التي بثتها جماعة الإخوان الإرهابية قبل وأثناء الاستفتاء.

وقالت لـ"إيلاف": "إن الإخوان لم يعد لهم دور نهائيًا في المشهد السياسي المصري، والشعب يدرك جيدًا مخططه للسعي نحو تدمير البلاد، وإثارة الفتنة الداخلية، كما يحدث في الدول المجاورة، وهو ما رفضه الشعب من خلال الإقبال الكبير في الاستفتاء والموافقة على التعديلات الدستورية بالأغلبية".
&