اشتعل الشارع الأردني، في اليومين الأخيرين، وانقسم بين مؤيد ورافض لمبادرة قام بها رئيس بلدية الكرك إبراهيم الكركي، تجاه سياح إسرائيليين، في مساعدتهم للوصول إلى موقع سياحي محظور الدخول إليه، كما ذكرت تقارير أردنية.&

ومع الجدل حول مبادرة الكركي، التي تتزامن مع مواقف متباينة في الأردن تجاه ما يسمى (صفقة القرن)، دخلت أطراف عديدة على الخط بعضها وقف ضد ما فعله رئيس البلدية وأصدر بيانات نارية ضده، كما فعل&حزب جبهة العمل الإسلامي (الإخواني)، وبعضها ايد موقفه من وجهة نظر إنسانية وليس لجهة "التطبيع". بينما أصدر الكركي بيانا استهجن فيه الهجمات الكلامية ضده وبرر مبادرته.

يذكر أن الأردن وإسرائيل وقعتا اتفاقية سلام العام 1994 حيث أعلن البلدان نهاية عصر الحروب التي امتدت نصف قرن بينهما والشروع بحالة سلام دائم.&

صور ومشاهد

وحسب التقارير الأردنية، فإن رئيس بلدية الكرك، رافق الوفد السياحي في عدة أماكن سياحية في الكرك واحتفل بهم وقدم لهم دروعًا. فيما نشرت القناة "11" الإسرائيلية، مقطع فيديو يتضمن صورًا ومشاهد لمرافقة الكركي لمجموعات سياح إسرائيليين بأماكن متفرقة من الكرك، ورفعه لطفلٍ إسرائيلي والتقاطه صورًا ودية معهم.

كما نقل الإعلام الإسرائيلي تسجيلًا صوتيًا منسوبًا للكركي، قال فيه إن هؤلاء الأطفال - الإسرائيليين- أبرياء وهم أحباب الله، وشعر أنهم أهله وإخوته بحق.

نواب الكرك

وعلى هذا الصعيد، أعرب نائبا محافظة الكرك في مجلس النواب مصلح الطروانة وصداح الحباشنة، عن رفضهما المطلق لما قام به رئيس بلدية الكرك.

وقال الدكتور صداح الحباشنة لموقع (عمون)، إن الكرك كسائر محافظات المملكة قدمت كثيرا من الشهداء على التراب الفلسطيني العربي، مضيفا أنه يرفض التطبيع مع العدو الإسرائيلي.

وشدد على أن تقديم الدروع باسم البلدية لا يمثل أبناء الكرك المخلصين للقضية الفلسطينية. وأشار إلى أن أبناء الكرك عقدوا ليلة أمس اجتماعا في نادي المعلمين بالمحافظة، واستنكروا ما قام به رئيس البلدية.

ومن جانبه، قال النائب الدكتور مصلح الطروانة، إن تبرير رئيس البلدية من تصرفه تجاه الحادثة غير منطقي، منتقدا ظهوره عبر قناة إسرائيلية.

وأضاف الطروانة، أن رئيس البلدية طلب من محافظ الكرك الدكتور جمال الفايز مقابلة الإسرائيليين غير أن الأخير رفض طلبه. وشدد على أن الكرك قدمت الدم الأردني على أرض فلسطين والقدس، وأن أبناء المحافظة يرفضون التصرف الذي لا يعبر عنهم مطلقا.

حزب الإخوان

وعلى صلة، استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي مبادرة رئيس بلدية الكرك واعتبرها "ضمن التطبيع المرفوض مع الكيان الصهيوني واستفزازاً لمشاعر الشعب الأردني".

وأكد مسؤول الملف الوطني في الحزب المحامي حمد الهروط على موقف الحزب الرافض لكافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، لا سيما في ظل الاعتداءات الصهيونية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني والأرض والمقدسات، إضافة إلى ما يمر به الأردن من تهديدات عبر ما يسمى بصفقة القرن الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

الكركي يستهجن

وإلى ذلك، استهجن رئيس بلدية الكرك، اتهامه بالتطبيع بعد حادثة مساعدة سياح اسرائيليين تواجدوا على الارض الاردنية، وقال: "هؤلاء لم يحملوا السلاح بوجه الاردن ولم يرفعوا شعارات معادية او يدللوا على هويتهم، &كما أنهم دخلوا البلاد بطريقة قانونية".

وبرر الكركي في بيان له، ما قام به، قائلا إنها مساعدة شخصية وممارسة يومية يقوم بها، دون البحث عن "التصنع" او "الاستعراض الإعلامي"، على حد تعبيره.

وفي الختام، أكد رئيس بلدية الكرك أنه يتمسك بمسيرة مدينة الكرك في محاربة التطبيع، وأنه جندي مخلص في اتمام المسيرة في الحفاظ على الوصاية الهاشمية على القدس والأراضي الفلسطينية.