فتحت تصريحات الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، لويس ألماغرو، حول إيران وحزب الله في أميركا الجنوبية، فتحت الأعين مجددًا على الدور الذي تقوم به طهران في هذه القارة وتعاظم أنشطتها.

إيلاف من نيويورك: قال ألماغرو إن "الجبناء الذين يهاجمون الديمقراطية وقيم الكرامة الإنسانية قد وجدوا أرضًا خصبة للعمل في كوبا وفنزويلا"، مضيفًا: "ولأن الشر يولّد الشر، فإن ديكتاتوريي أميركا اللاتينية في القرن الحادي والعشرين قد أقاموا شراكة مع الإرهابيين والمنظمات المعادية للسامية".

تحذير من الفشل
كما اتهم الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، إيران وحزب الله، بالإشراف على شبكات الجريمة المنظمة عبر الوطنية في أميركا الجنوبية، وخاصة مع نظام الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، محذرًا في الوقت نفسه من الفشل في فنزويلا أمام الإرهاب، وتحالف الجريمة.

اتهامات مجموعة ليما
ترافقت تصريحات الماغرو مع بيان أصدرته مجموعة ليما، إتهمت خلاله نظام مادورو بالتورط في أعمال إرهابية غير مشروعة وتهريب المخدرات.&

وقالت المجموعة في بيانها: "نحث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات في مواجهة التورط المتزايد للنظام غير الشرعي لنيكولاس مادورو في أشكال مختلفة من الفساد وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة عبر الوطنية، وكذلك الحماية الممنوحة للإرهابيين والمنظمات والجماعات المسلحة غير المشروعة على الأراضي الفنزويلية وتأثير أنشطتها على دول المنطقة".

نفوذ حزب الله
صحيفة "بانام بوست" تطرقت إلى تواجد إيران وحزب الله في فنزويلا، مشيرة إلى أنه "وعلى الرغم من أن هذه الجماعة – حزب الله - تعمل في أميركا الجنوبية بشكل سري، إلا أن هناك أفرادًا رئيسيين عززوا من وجودها وعملياتها، ومن بين هؤلاء طارق العيسمي، نائب مادورو، وغازي نصر الدين، والجنرال الإيراني، عارف ريشاني خيمينيز".

قال الخبير الأمني، جوزف هومير، إن "تواجد إيران وحزب الله في أميركا اللاتينية يعود إلى بداية الثورة الإيرانية، لكنهما انضما في عام 2005 إلى التحالف البوليفاري لأجل الشعب، ومع توسع هذا التحالف، نما وجودهما بشكل أكبر".

تواجد عسكري غير تقليدي
أضاف في حديثه للصحيفة: "منذ عام 2007، عززت إيران من وجودها العسكري، وخاصة في بوليفيا التي أصبحت شريكها الاستراتيجي الرئيس في المنطقة، وفي فنزويلا". منوهًا بأن "تعزيز الإيرانيين لتواجدهم العسكري لم يتم بالطرق التقليدية، وإنما عبر المهندسين التقنيين، والأشخاص الذين هم جزء من الصناعة العسكرية الإيرانية".

أهدافهما
عن أهداف إيران، من خلال تعزيز تواجدها في فنزويلا، رأى هومير أنه بالنسبة إلى إيران، "فإن الاقتراب من الولايات المتحدة يعد أمرًا رئيسًا. فعلى المستوى الاستراتيجي، أعتقد أن إيران، كحكومة معادية وغير ديمقراطية، تدرك أن الطريقة الوحيدة لتقدم ثورتها تكمن في إزالة نفوذ الولايات المتحدة".&

تابع: "أما بخصوص حزب الله، فهو يعمل على تعميق علاقته مع مجموعات الجريمة عبر الوطنية والإرهابيين في أميركا اللاتينية، ويزوّدهم بخدمات الاستخبارات وتهريب المخدرات وغسل الأموال".

دينامو حزب الله
بحسب الصحيفة، فإن "غازي نصر الدين يعد أبرز لاعبي حزب الله في فنزويلا، ونصر الدين هو لبناني فنزويلي، عمل في خارجية كراكاس، وشغل منصب القائم بالأعمال في سفارة فنزويلا في دمشق، وقد وضعته وزارة الخزانة الأميركية على اللائحة السوداء، وعمل إبان وجوده في سوريا على ربط الشبكات الموجودة هناك بشبكات فنزويلا، ولبنان".

تقول الصحيفة إن "نصر الدين المطلوب لمكتب التحقيقات الفدرالي يتواجد في فنزويلا، لكنه يتنقل كثيرًا. ففي بعض الأحيان يتواجد في كولومبيا، أو في جمهورية الدومينيكان أو في المكسيك، ولديه الكثير من القوة، لدرجة أنه كان أحد الأشخاص الرئيسيين المكلفين تصميم نظام الهجرة الذي استخدمته فنزويلا لتوفير جوازات سفر لعناصر حزب الله".

وقال العقيد الفنزويلي فلاديمير ميدرانو رينجيفو، المدير العام السابق لمكتب الهجرة وتحديد الهوية، لصحيفة (النويفو هيرالد)، "إن 800 شخص على الأقل وصلوا إلى فنزويلا - بين شهري مايو 2008 وأكتوبر 2009 - بجوازات سفر غير قانونية، وإن العيمسي، نائب الرئيس الحالي، والذي كان وزيرًا للداخلية في تلك الفترة أمره بعدم ترحيل أي شخص. وأشار رينجيفو في هذا السياق إلى أن "جوازات السفر كانت شرعية، لكن الأشخاص الذين حملوا الوثائق لم يكونوا فنزويليين".

خوف من الهويات المزيفة
اعتبر هومير أن "حزب الله يقوم بأعمال استخباراتية، وبشكل سري، في فنزويلا، وأن معظم موظفيه يتمتعون بمستوى عالٍ للغاية". أضاف: "في فنزويلا جزء من المشكلة هو أنه نظرًا إلى وجود نظام هجرة غامض تمامًا، لا أستبعد احتمال أن يكون أعضاء في الحكومة الفنزويلية، والشرطة أو القوات العسكرية، أعضاء في حزب الله، ويحملون هويات مزيفة".

الجنرال "المهم"
في ما يتعلق بإيران، قالت الصحيفة، "رغم أن العيسمي هو الرابط الرئيس للنظام الفنزويلي مع إيران وحزب الله، إلا أن هناك شخصًا رئيسًا آخر عزز الوجود الإيراني في فنزويلا، وهو الجنرال عارف ريشاني خيمينيز، الذي كان مسؤولًا عن الصناعة العسكرية الفنزويلية، وعمل في العلاقات التجارية مع شركة الغاز والنفط الحكومية". ولفتت إلى أنه "شخصية مهمة للغاية، ويعيش في جزيرة مارغريتا".