واشنطن: يتولى مارك اسبر الذي اختاره الرئيس الأميركي دونالد ترمب على رأس البنتاغون، منصبه كوزير دفاع بالوكالة الاثنين ليجد نفسه مباشرة أمام ملفّات ساخنة انطلاقًا من التوترات مع إيران ووصولاً إلى وضع واشنطن في حلف شمال الأطلسي.

ويحمل إسبر، الذي خدم في وحدة "101 ايربورن" التابعة للقوات البريّة، خبراته كجندي إلى وزارة الدفاع، وهو أمر كان يفتقد إليه سلفه باتريك شاناهان.

لكن سنواته في العمل كعضو في جماعات الضغط لصالح مجموعة "رايثيون" للصناعات الدفاعية قد تثير قلق الكونغرس بشأن منح عقود السلاح، وهي مسألة واجهها شاناهان كذلك جرّاء صلاته بـ"بوينغ".&

وعيّن ترمب الجمعة رسميًا إسبر (55 عامًا) بعدما قرر شاناهان التخلي عن آلية المصادقة على تعيينه وزيراً أصيلاً للدفاع لحاجته لتخصيص مزيد من الوقت لعائلته.

وقال ترمب عبر "تويتر" "أعرف مارك ولا شك لديّ في أنه سيؤدي مهامه بشكل رائع".&

ويعد إسبر، الذي لا يزال على مجلس الشيوخ المصادقة على تعيينه، الشخص الثالث الذي يترأس البنتاغون في ستة أشهر، بعد شاناهان وجيم ماتيس -- أول وزير دفاع في عهد ترمب، والذي استقال في ديسمبر الماضي.

ويرى بعض الديموقراطيين أن التغييرات الكثيرة التي شهدتها وزارة الدفاع أحدثت فراغًا في السلطة في وقت كاد ترمب يأذن بتنفيذ ضربات ضد إيران كرد على إسقاط طائرة مراقبة أميركية مسيّرة.

وقال السناتور الديموقراطي كريس كونز لمنصة "رول كول" الإخبارية، "هذه فترة مشحونة لا تقتضي وجود (وزير) بالوكالة فحسب بل وكيل (وزير) بالوكالة".&

خبرة عسكرية وسياسية

تخرّج إسبر من الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت عام 1986 وعمل كجندي في سلاح المشاة، بما في ذلك خلال حرب الخليج (1990-1991).

وخدم لاحقّا في الحرس الوطني والاحتياط قبل أن يتقاعد في 2007.

هو أب لثلاثة أولاد ويحمل شهادة ماجستير في السياسات العامة. ولديه خبرة منذ سنوات في الكونغرس كمساعد وعضو في جماعات الضغط.

ويعد مقربًا من وزير الخارجية مايك بومبيو إذ كان زميله في ويست بوينت وكذلك من مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون.

والتقى بولتون عندما كان نائب مساعد وزير الدفاع لسياسة التفاوض في ما يتعلق بضبط حيازة السلاح.

وقال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن "خدمة إسبر العسكرية المتميزة وسجله القيادي في البنتاغون يجعلان منه خياراً ممتازاً".

مسائل عدة

لكن سيكون تحوله من مسؤول مدني في الجيش اوكلت اليه مسائل مرتبطة بالموارد البشرية وعمليات الشراء، إلى وضع السياسة الدفاعية لأقوى جيش في العالم نقلة كبيرة للغاية.

وسيبدأ إسبر مهمته بحضور اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في بروكسل بتاريخ 26-27 يونيو.&

وبين المسائل التي عليه مواجهتها الخلاف مع تركيا، العضو في حلف الأطلسي، بشأن شراء أنقرة صواريخ روسية من طراز "إس-400". وهددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على أنقرة في حال مضت قدمًا بالصفقة.

وقال ترمب كذلك إنه يفكر في إرسال ألفي جندي إلى بولندا من ألمانيا.

وفي هذه الأثناء، ينظر ترمب في خياراته في ما يتعلق بإيران.

وقال الرئيس الجمهوري السبت "كل ما أريده هو عدم وجود أسلحة نووية".&

ويتوقع أن يصادق مجلس الشيوخ على تعيين إسبر بسهولة بعدما وافق على تعيينه وزيراً للجيش في نوفمبر 2017 بـ86 صوتًا مقابل ستة أصوات.

لكنّ الديموقراطيين ومجموعات الرقابة الحكومية أكدوا&أنها ستستمع عن كثب لشهادته.

وقال السناتور الديموقراطي ريتشارد بلومنثال من لجنة الأجهزة المسلحة "يجب أن يتم التحرّي عن إسبر بشكل غاية في الدقة. أتطلع لسؤاله عن استراتيجيته بشأن الأمن القومي وارتباطاته الصناعية".

وأضاف "بعد أشهر&من (ترؤس) وزير دفاع بالوكالة (للبنتاغون)، من الضروري جداً أن تكون هناك قيادة حكيمة وقوية" للوزارة.&

كما أعربت مجموعة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاقيات في واشنطن" عن قلقها بشأن دوره ضمن جماعات الضغط، مؤكدة "سنتابع عن كثب اتفاقه بشأن الأخلاقيات ومدى قدرته على التزامه".&