بدأت الأصوات تعلو في الولايات المتحدة الأميركية لتحذير الرئيس دونالد ترمب من مغبة ارتكاب الخطأ نفسه الذي ارتكبه سلفه باراك أوباما تجاه إيران.

إيلاف من نيويورك: مع بلوغ التوتر ذروته في منطقة الخليج، إثر رفع واشنطن ضغطها على طهران إلى أقصى حد، وإسقاط الأخيرة طائرة أميركية بدون طيار، تسري مخاوف من إمكانية تكرار ترمب لما فعله أوباما، والدخول في مفاوضات مع إيران حول سلاحها النووي فقط.

تكرار الخطأ
كتب الصحافي الأميركي، بوبي غوش، في بلومبرغ، يحذر من خطورة تكرار ترمب خطأ الرئيس السابق، معتبرًا أن أي مفاوضات مستقبلية مع إيران يجب ألا تنحصر حول ملف سلاحها النووي.

وقال: "يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يبدو مهووسًا بالتراجع عن إرث سلفه، يواجه خطر تكرار الخطأ الأساسي الذي ارتكبه باراك أوباما بشأن إيران، وهو حصر المواجهة معها حول الأسلحة النووية".

هدفه الظاهر
استعرض الكاتب حديث ترمب الأخير عن استعداده للتفاوض مع ايران بالتزامن مع فرض المزيد من العقوبات على الأفراد والكيانات، وتهديده بـ"إبادتها" إذا تعرّض الأميركيون لأي هجوم.&

وأشار إلى أن "الإدارة لم تحدد أهدافها بشكل صحيح، وترمب تحدث عن سعي إيران إلى الحصول على أسلحة نووية، مما يشير إلى أن منع مثل هذه النتيجة سيكون الغرض من أي محادثات مع طهران".

رسالة أوباما
غوش تابع "قال - ترمب - إن هذه هي الرسالة التي بعث بها إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي عبر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: لا يمكنك امتلاك أسلحة نووية، وبخلاف ذلك، يمكننا الجلوس وعقد صفقة".&

ولفت إلى أن "أوباما أرسل بالضبط هذه الإشارة من خلال وزير خارجيته جون كيري، فبعدما وافق الإيرانيون في عام 2013 على مفاوضات تهدف إلى إنهاء العقوبات الاقتصادية، تم تكريس هذا المبدأ بعد عامين في خطة العمل الشاملة المشتركة: ستتخلى طهران عن طموحاتها النووية مقابل الوصول إلى الأسواق الدولية ومليارات الدولارات من الأصول المجمدة".

الصفقة المعيبة
واعتبر غوش أن "صفقة أوباما كانت معيبة للغاية. في الواقع، أعطى النظام الإيراني درعًا لتغطية أنشطته الخطيرة الأخرى، كدعم الإبادة الجماعية في سوريا والإرهاب في أماكن أخرى، إلى جانب تطوير الصواريخ الباليستية، والحصول على المزيد من الأموال للقيام بعمليات التطوير. لقد فعل الإيرانيون ذلك بالضبط، وعززوا مساعداتهم لبشار الأسد في دمشق، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وفي الوقت نفسه، سمح الاتفاق النووي لإيران بالاحتفاظ بمخزون من اليورانيوم المخصب، وإمكانية استئناف سعيها إلى الحصول على أسلحة نووية خلال 10 أو 15 عامًا".

مطالب الخارجية
وذكر غوش بالمطالب التي وضعتها وزارة الخارجية الأميركية بعد إعلان ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي. وقال: "أشارت وزارة الخارجية إلى أن أي مفاوضات مستقبلية ستشمل جميع سلوك إيران الخبيث، وليس فقط برنامجها النووي. أصدر وزير الخارجية مايك بومبيو قائمة من 12 مطلبا يجب على النظام تنفيذها، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق جديد، وتشمل هذه إنهاء الدعم لجماعات، مثل حزب الله، وإنهاء برنامج الصواريخ البالستية".&

ختم قائلًا: "لكن في حرصه على عقد اتفاق مع خامنئي، وربما تخيل تصويرًا مشابهًا لجولته الصغيرة مع كيم جونغ أون في كوريا الشمالية، يبدو أنه يغيب عن أذهان ترمب التهديد غير النووي الذي تمثله طهران، وأظهرت مقابلته الأخيرة على شاشة إن بي سي، أين تكمن أولوياته، وهو قال: "هذا ما أريده، أي شيء يوصلك إلى النتيجة، ثم كرر حديثه بأنه لا يمكن لإيران امتلاك أسلحة نووية".
&