رأى متابعون للشأن الخليجي أن استمرار تصعيد إيران في ممارسة القرصنة بشكل علني ضد ناقلات النفط قد يسرّع خطوات تشكيل تحالف بحري واسع لحماية أمن الملاحة عبر جميع الممرات الاستراتيجية، لاسيما مضيق هرمز وربما باب المندب.&

إيلاف: حمل تصريح وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت، اليوم السبت، رسالة لتسريع هذا التحالف في حديثه عن احتجاز إيران للناقلة "ستينا أمبيرو" عصر يوم الجمعة، حين أكد أن لندن سترد بطريقة مدروسة وقوية على احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية، وحذر من أن طهران ستكون الخاسر الأكبر إذا تم تقييد حرية الملاحة.

أضاف هنت أن احتجاز التاقلة "أمر غير مقبول إطلاقًا.. سنرد بطريقة مدروسة، لكن قوية". وتابع قائلًا "لا نبحث خيارات عسكرية، بل نبحث عن طريقة دبلوماسية لحلحلة الموقف..".

وأشار الدبلوماسي البريطاني إلى أنه إذا تم تقييد حرية الملاحة فستكون إيران الخاسر الأكبر، مشددًا على أن من مصلحتهم حلحلة الوضع في أسرع وقت ممكن.

تصريح دانفورد
يذكر أنه في 10 يوليو الحالي، تحدث رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد عن عزم الولايات المتحدة تشكيل تحالف عسكري في غضون أسبوعين، أو نحو ذلك، لحماية المياه الاستراتيجية قبالة كل من إيران واليمن، حيث تنحي واشنطن باللوم على إيران ومقاتلين تدعمهم في تنفيذ هجمات.

ستوفر الولايات المتحدة بموجب الخطة، التي لم تتبلور سوى في الأيام القليلة الماضية، سفن قيادة للتحالف العسكري، وستقود جهوده للمراقبة والاستطلاع.

أوضح دانفورد تلك التفاصيل للصحافيين في أعقاب اجتماعين بشأن التحالف، أحدهما مع القائم بأعمال وزير الدفاع مارك إسبر والآخر مع وزير الخارجية مايك بومبيو.

وقال دانفورد: "نتواصل الآن مع عدد من الدول لتحديد ما إذا كان بإمكاننا تشكيل تحالف، يضمن حرية الملاحة في كل من مضيق هرمز ومضيق باب المندب".

أضاف: "ولذا، فإنني أعتقد أن من المحتمل أن نحدد خلال الأسبوعين المقبلين الدول التي لديها الإرادة السياسية لدعم هذه المبادرة، وسنعمل بعد ذلك بشكل مباشر مع الجيوش لتحديد الإمكانيات المحددة التي ستدعم ذلك".

وقالت تقارير إن المقترح الأميركي الخاص بتشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة في مضيق هرمز قوة دافعة منذ الحوادث، التي تعرّضت لها على ناقلات نفط في مياه الخليج.&

إسقاط مسيّرة أميركية&
أسقطت إيران في الشهر الماضي، طائرة أميركية مسيّرة قرب المضيق، مما دفع ترمب إلى أن يصدر أمرًا بتوجيه ضربات جوية انتقامية، قبل أن يتراجع عنها في اللحظات الأخيرة.

وعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين ناقشوا علانية خطط حماية مضيق هرمز، فإن كشف دانفورد عن أن التحالف، سيسعى أيضًا إلى تعزيز الأمن في مضيق باب المندب قبالة اليمن، إنما هو عنصر جديد على ما يبدو.

تشعر الولايات المتحدة والسعودية والإمارات بالقلق منذ فترة طويلة من شن المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران هجمات في باب المندب. ويمر نحو أربعة ملايين برميل من النفط يوميًا من باب المندب إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، فضلًًًا عن سلع تجارية.

تصريح بومبيو
وكان وزير الخارجية مايك بومبيو قد أعلن في يونيو الماضي، أنه يأمل في أن تعمل أكثر من 20 دولة، بينها دولة الإمارات والسعودية، على ضمان أمن المنطقة البحرية. وأضاف: "سنحتاج مشاركتكم جميعًا، بطواقمكم العسكرية". تابع: "الرئيس حريص على تأكيد عدم تحمل الولايات المتحدة كلفة ذلك".

من جانبه، كان الجنرال مارك ميلي المرشح لتولي رئاسة هيئة الأركان الأميركية المشتركة، قال إن الولايات المتحدة تؤدي "دورًا حاسمًا" في ضمان حرية الملاحة في الخليج، وإن واشنطن تسعى إلى تشكيل تحالف "لتأمين مواكبة عسكرية وبحرية للشحن التجاري".

وأضاف خلال جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "أعتقد أن ذلك سيتبلور في الأسبوعين المقبلين"، في إشارة إلى تشكيل تحالف دولي لتأمين أمن الملاحة البحرية بعد تصاعد التوتر مع طهران، المتهمة بالوقوف وراء حادثتي ناقلات نفط قبالة السواحل الإماراتية وفي بحر عمّان.

كلام الجبير&
يشار إلى أنه في 4 يوليو الحالي وخلال زيارته لليابان، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير: إن مشاورات دولية تجرى بمبادرة من الولايات المتحدة، من أجل إجراءات عسكرية واقتصادية، لضمان تأمين الملاحة في الخليج.

وأوضح الجبير، في حديث لصحيفة Japan Times أن الولايات المتحدة تقدمت إلى عدد من "الدول متشابهة المواقف"، بما فيها اليابان، بشأن الخيارات المحتمل اللجوء إليها لضمان حرية الملاحة في الخليج، وذلك على خلفية التصعيد مع إيران وحوادث استهداف السفن التجارية في خليج عمان، والتي اتهمت واشنطن والرياض طهران بالوقوف وراءها.

أشار الوزير السعودي إلى أن الخبراء من تلك الدول يدرسون الخيارات، رافضًا الخوض في التفاصيل، مشددًا على أن على كل دولة المساهمة في ذلك.

اجتماع المنامة
يذكر أنه في مايو الماضي ناقش اجتماع عسكري بين الولايات المتحدة ودول الخليج، الجمعة، أمن الملاحة البحرية والتدفق الحر للتجارة في المنطقة.

ووفق فضائية "الحرة" الأميركية، عقد في العاصمة البحرينية المنامة، اجتماع بين رؤساء القوات البحرية، وقادة عسكريين في دول مجلس التعاون الخليجي، وقيادات القوات البحرية الأميركية.

بحث الاجتماع "الأمن البحري، والتدفق الحر للتجارة في المنطقة، والتعاون والالتزام المتبادل بضمان أمن واستقرار الملاحة البحرية". ولم يشر المصدر إلى أسماء الدول الخليجية المشاركة في الاجتماع.

وكانت 4 سفن تجارية، بينها ناقلتا نفط سعوديتان تعرّضت لهجمات، قبالة ساحل الفجيرة الإماراتي البحري. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجمات حتى الآن، رغم أن أصابع الاتهام تشير إلى طهران.
&