إيلاف من لندن: أعلن العراق اليوم أنه سيتخذ كل الاجراءات القانونية والدبلوماسية من خلال الامم المتحدة ومجلس الأمن للتصدي لأي عمل يخرق سيادته في إشارة للضربات الإسرائيلية الاخيرة للحشد.. فيما بحث الرؤساء العراقيون الثلاثة مع قادة الحشد تداعيات هذه الضربات، منوهين الى انها تهدف الى منع العراق عن القضاء نهائيا على داعش.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف في بيان مقتضب الاثنين تابعته "إيلاف"، إن بلاده "ستتخذ جميع الاجراءات الدبلوماسية والقانونية اللازمة من خلال الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومن خلال التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة للتصدي لأي عملٍ يخرق سيادة العراق وسلامة أراضيه"، في إشارة الى الضربات الإسرائيلية الخمسة لمقار ومخازن اسلحة قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران كان آخرها الليلة الماضية.

وعلى الصعيد نفسه أكدت الخارجية العراقية في بيان آخر رفضها المطلق لأيّ اعتداء تتعرّض له جميع التشكيلات الأمنيّة العراقـيّة التي تحظى بغطاء قانونيّ تحت أي مزاعم.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية محمد علي الحكيم امس مع سفراء أعضاء مجلس الأمن الدوليّ الدائمين: أميركا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين &إضافة إلى القائم بالأعمال الألمانيّ &لغياب السفير كما التقى اليوم الاثنين مع مع سفير روسيا عضو دائم في مجلس الأمن الدوليّ ثم أجرى لقاءً مُوسّعاً مع سفراء الدول العربيّة المُعتمَدين لدى العراق.

واشارت الوزارة الى ان" هذه اللقاءات تأتي في إطار التأكيد على محوريّة الحفاظ على استقلال العراق، وسيادته، ووحدة أراضيه، وتماسُكه الاجتماعيّ ورفضه لأيّ تدخّل في شُؤُونه الداخليّة، أو إقحامه في أزمات المنطقة كطرف على حساب طرف آخر".

وأوضحت انه جرى التأكيد على أنّ العراق مُلتزم بمبدأ حسن الجوارولن يسمح بأن يكون ساحة للنزاع والاختلاف.. وان أمن العراق يتصدّر أولويّات الحكومة وأهمّية سلامة جميع التشكيلات الأمنيّة العراقـيّة التي تحظى بغطاء قانونيّ، وتحت قيادة القائد العامّ للقوات المسلحة، وذات أداء وطنيّ مُتميّز وأظهرت كفاءة عالية، وقدّمت تضحيات كبيرة في عمليّات تحرير المُدُن من تنظيم داعش الإرهابيّ لذا نعبّر عن رفض العراق المطلق والأكيد لأيّ اعتداء تتعرّض له تحت أي ذرائع أو مزاعم".

وشدد الوزير الحكيم في هذه الاجتماعات على أنّ "وزارة الخارجيّة ستتخذ الإجراءات الدبلوماسيّة والقانونيّة اللازمة عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدوليّ والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة للتصدّي لأيّ عمل يخرق سيادة العراق، ويمسّ سلامة أراضيه". &

وكانت قيادة عمليات الحشد الشعبي كشفت الليلة الماضية عن استهداف &طائرتين إسرائيليتين مسيرتين لاهداف للحشد في عمق الأراضي العراقية بمحافظة الأنبار على طريق عكاشات القائم بمسافة تقرب من 150 كيلو مترا عن الحدود مع سوريا، ما ادى الى مقتل قائد وعدد من عناصره.

واشارت القيادة في بيان صحافي تابعته "إيلاف" الى أن "هذا الاعتداء السافر جاء مع وجود تغطية جوية من قبل الطيران الأميركي للمنطقة فضلا عن بالون كبير للمراقبة بالقرب من مكان الحادث". وشددت على ان "هذا الاعتداء لن يثني قوات الحشد الشعبي عن أداء دورها الوطني في مكافحة الاٍرهاب والدفاع عن أرض العراق وأمنه وكرامته والتصدي للعدوان والجهات الداعمة له".

وأوضح اعلام الحشد الشعبي ان هجوما بطائرتين مسيرتين مجهولتين استهدف قوات اللواء 45 بالحشد الشعبي في مدينة القائم عند الحدود العراقية مع سوريا، ما اسفر عن مقتل مسلحين اثنين بينهم قيادي من عناصر اللواء، وإصابة آخر واحتراق عجلتين.

&ومن جانبه اشار مصدر أمني الى ان مسؤول الاسناد في مليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران المدعو "أبو علي الدبي" قد قتل خلال الضربة الجوية، كما جرح عدد من مرافقيه. &

ويعتبر هجوم امس على اهداف للحشد الخامس من نوعه خلال الاسابيع الاخيرة حيث كانت أربع قواعد يستخدمها الحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية موالية لإيران ومعادية للوجود الأميركي في العراق قد تعرضت إلى انفجارات.

الرؤساء العراقيون الثلاثة يبحثون الهجومات مع قادة الحشد

ومن جهتهم، بحث الرؤساء العراقيون الثلاثة الاثنين مع عدد من قادة الحشد الشعبي الضربات الإسرائيلية الاخيرة مؤكدين انها تهدف لاشغال البلاد عن القضاء على داعش والتخلص نهائياً من إلإرهاب ومخاطره ضد العراق ودول المنطقة والعالم.

فقد ناقش رؤساء البلاد برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي&ورئيس هيئة&الحشد الشعبي مستشار الأمن الوطني فالح الفياض والأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري والمتحدث باسم تحالف الفتح أحمد الأسدي اضافة الى قادة في الحشد تداعيات القصف الإسرائيلي المتكرر على مقار ومخازن أسلحة الحشد الشعبي في مناطق مختلفة من العراق في أول تحرك رسمي على مستوى هذه الازمة.

&وجرى خلال الاجتماع "التأكيد على أهمية الدور البطولي الذي قدمته مختلف قوات الحشد الشعبي إلى جنب باقي تشكيلات قواتنا المسلحة، في معارك التحرير ودحر الدواعش والارهاب"، كما قال بيان رئاسي تابعته "إيلاف".

وشدد على "أن الإعتداءات التي تعرض لها الحشد مؤخراً هي في جانب منها محاولات لجرِّ الحشد ومنظومة الدفاع الوطني إلى الإنشغال عن الدور المهم المتواصل من أجل القضاء على فلول داعش والتخلص نهائياً من إلإرهاب ومخاطره ضد العراق وبلدان المنطقة والعالم، وأن هذه الاعتداءات هي عمل عدائي سافر يستهدف العراق القوي المقتدر".

واشار الى ان "العراق ومن خلال الحكومة وعبر جميع القنوات الفاعلة والمنظمات الدولية والاقليمية سيتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها ردع المعتدين والدفاع عن العراق وأمنه وسيادته على أراضيه".

وفي هذا السياق، شدد المشاركون في الاجتماع على "أهمية التركيز على الهدف الأساسي المتمثل بمحاربة الارهاب وتطهير الأرض العراقية من فلوله وعدم الإنشغال بكل ما من شأنه صرف الإنتباه عن هذه المعركة مع التأكيد ان سيادة العراق وسلامة ابنائه خط أحمر وأن الدولة تتكفل بحمايتهم والدفاع عنهم أمام أي استهداف وبما يتطلب وحدة العراقيين جميعاً ووحدة الموقف الوطني الداعم لقواته البطلة واحترام سيادة القانون والتأكيد على مرجعية مؤسسات الدولة والتقيد بكل ما يعزز هذا الدور ويحفظ أمن وسلام العراق واستقراره".

وقد لاحظت "إيلاف" عدم مشاركة نائب رئيس هيئة&الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس الموضوع على قائمة الارهاب الاميركية لارتباطه بإيران وخططها في العراق وتهديداته المتكررة بضرب القوات الاميركية في البلاد.

وكان المهندس قد اتهم القوات الاميركية في العراق الاسبوع الماضي "بإدخال أربع طائرات مسيرة إسرائيلية" الى العراق لـ"تنفيذ طلعات جوية تستهدف مقرات عسكرية عراقية".

وقرر العراق الجمعة الماضي اتخاذ اجراءات عسكرية لتعزيز دفاعاته الجوية اثر الضربات الإسرائيلية لمعسكرات ومخازن لقوات الحشد الشعبي واكد تصميمه على تنفيذ قرارات بحظر أي طيران في اجواء البلاد من دون ترخيص من رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتهم إيران بمحاولة "إنشاء قواعد ضدنا في كل مكان، في إيران نفسها، في لبنان، في سوريا، في العراق، في اليمن". وشدد بالقول في تصريحات صحافية قبل ايام "أنا لا أمنح إيران الحصانة في أي مكان" قائلا إن "إيران لا تمتلك حصانة في أي مكان.. سنعمل ضد البلد الذي يقول إنه بصدد ابادتنا أينما تطلب الأمر ودون توقف".

ومن جانبه، كشف موقع "واللا" الإسرائيلي عن ابلاغ مصادر دبلوماسية إسرائيلية وسائل اعلام أن إسرائيل قررت توسيع دائرة العمليات العسكرية ضد إيران لتشمل الأراضي العراقية &وأن قصف مواقع تابعة للحشد الشعبي شمال&العاصمة بغداد منتصف&يوليو الماضي فضلا عن غارات أخرى أواخر الشهر ذاته، جاء باستخدام مقاتلات أميركية من طراز "إف -35".