لكل منا بعض الاحتياجات التي يتمنى توافرها في الشخص الذي سيرتبط به بقية حياته، لكن ما هي تلك الاحتياجات والسمات التي يريدها المرء بشكل محدد؟ وما هي السمات التي لا يمكنه التفاوض بشأنها؟&

للاجابة على هذه الاسئلة، استطلع باحثون من جامعة سوانسي في المملكة المتحدة آراء 2700 طالب&جامعي&من 5 دول لحصر السمات التي يعتبرونها أكثر أهمية بالنسبة لهم في رفقاء العمر، وتبين لهم أن أكثر سمة تم الاتفاق عليها هي اللطف وحسن الخلق.

وطرح الباحثون في استطلاعهم على الطلاب الجامعيين 8 سمات للمفاضلة بينها، وخيروهم بين الجاذبية البدنية، الإمكانات المالية الجيدة، اللطف، الفكاهة، العفة، التدين، الرغبة في إنجاب أطفال والإبداع.

هذا وقد وضع الباحثون للطلاب المشاركين في الدراسة آلية تبين أكثر السمات التي يرغبونها في رفقائهم المستقبليين وذلك عبر السماح لهم بالإنفاق بالدولار على السمات التي يسعون لتوافرها في الشريك، فمثلاً كل دولار ينفقونه يُشَكِّل زيادة نسبتها 10% في قيمة سمة ما بالنسبة لهم. ولتوضيح الصورة أكثر، فإنهم وليتمكنوا من جعل شركائهم أكثر مرحاً من 40% من السكان، فإن عليهم أن ينفقوا مبلغاً قدره 40 دولاراً، وهكذا.

وأظهرت نتائج الدراسة أنهم أنفقوا في البداية على كل السمات، لكن مع بدء تراجع الميزانية الموضوعة لكل واحد منهم في كل جولة من جولات الدراسة، بات عليهم بالفعل أن يحددوا السمات التي يريدونها بالضبط. واتضح بعد تفضيلهم سمة "اللطف" أن الرجال حول العالم تقريباً يفضلون سمة "الجاذبية البدنية" والنساء يفضلن سمة "الإمكانات المالية الجيدة".

وفي مقابلة مع مجلة التايم الأميركية، علَّق على نتائج الدراسة الباحث أندرو توماس، وهو محاضر بارز في علم النفس بجامعة سوانسي، بقوله إن هناك رأياً في العلوم الاجتماعية يقول إن المواقف والرغبات هي في المقام الأول نتاج التعلم أو الثقافة، مضيفاً "وأنا باعتباري عالم نفس تطوري، أعتقد أن بعض السلوكيات تظهر باستمرار عبر الثقافات، فهي مسلمات بشرية. وقد تمكنا بالنظر لمجموعات ثقافية مختلفة أن نختبر هذه الفكرة".
وعن السبب وراء إظهار النتائج تفضيل الرجال للشباب والجمال وتفضيل النساء للقدرة على العطاء، أوضح أندرو أن هذا الكشف يبرز مراراً وتكراراً في علم النفس التطوري، وأن النظرية الأكثر إقناعاً هي أن رجال ونساء الأجداد تطوروا لاختيار شركاء بطرق ساعدتهم على التكاثر بنجاح، وأن الرجال والنساء في العصر الحديث استمروا على نفس النهج اليوم.

وتابع أندرو بقوله إنه ونظراً لأن خصوبة المرأة تتراجع مع تقدمها في السن، فإن الرجال الأجداد كانوا يعطون الأولوية للشباب والجمال لضمان ارتباطهم بشريكة قادرة على الإنجاب، وبالمثل، فإنه ونتيجة للدور الذي تلعبه الموارد والإمكانات المالية في تسهيل تنشئة الأطفال، فقد كانت تعطي نساء الأجداد الأولوية للمكانة الاجتماعية لضمان الخير لهن ولأبنائهن.

وعن أوجه الاختلاف بين الناس المنتمين للثقافتين الغربية والشرقية من حيث السمات التي يريدونها في شركائهم، قال أندرو إنهم وجدوا اختلافات ثقافية لكل سمة من السمات تقريباً، وأضاف أن أحد أكثر الاختلافات إثارة للاهتمام بين الرجال والسيدات هو رغبة الشريك في إنجاب أطفال، فبينما هي ليست أولوية بالنسبة للمنتمين للثقافة الشرقية، فهي عكس ذلك لدى المنتمين للثقافة&الغربية، لاسيما بالنسبة للنساء اللواتي يعطونها أولوية.

أعدت "إيلاف" المادة بتصرف عن مجلة "التايم" الأميركية، الرابط الأصلي أدناه
https://time.com/5674697/relationship-traits-priorities-kindness