نصر المجالي: أعلنت روسيا أن حكومتي سوريا وتركيا تخوضان حوارا ومحادثات مستمرة على وقع العملية التركية في سوريا، مؤكدة أنه سيتم منع وقوع أي اشتباك بين الطرفين.

ومع هذا الإعلان يطرح السؤال نفسه وهو هل كانت العملية العسكرية التركية والانسحاب الأميركي من شمال سوريا، تمهيدا لمثل هذه التسوية بين انقرة ودمشق بعد خصومة امتدت لتسع سنوات؟

وأكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء من أبو ظبي حيث يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة رسمية بعد الرياض، تعليقا على احتمال اندلاع نزاع عسكري بين تركيا سوريا: "أعتقد أن حدوث أي اشتباك ليس في مصلحة أحد بل أمر غير مقبول، ولهذا السبب نحن بالطبع لن نسمح بذلك".

وأشار لافرينتيف إلى وجود "حوار مستمر" بين سوريا وتركيا، وأوضح في هذا السياق أن الاتصالات جارية "عبر قنوات وزارات الدفاع والخارجية والاستخبارات".

لا تأييد للعملية العسكرية

نقلت وكالات روسية عن لافرينتيف تشديده في القول على أن روسيا لم تؤيد أبدا العملية العسكرية التي تشنها تركيا شمال شرق سوريا، على الرغم من التصريحات التي أدلى بها الجانب التركي.

وقال ردا على سؤال حول الموضوع: "لا، دعونا تركيا دائما إلى ضبط النفس، واعتبرنا دائما أن تنفيذ أي عملية عسكرية في الأراضي السورية أمر غير مقبول".

وأكد على ضرورة أن يكون أمن حدود سوريا مع تركيا مضمونا من خلال انتشار القوات الحكومية السورية في الأراضي الواقعة على طول المنطقة الحدودية بين البلدين.

وأكد لافرينتيف أن روسيا تبذل جهود وساطة لتفعيل الحوار بين السلطات السورية والقوى الكردية، لافتا إلى أن قاعدة حميميم الروسية استضافت مفاوضات بين الطرفين، لكن نتائجها غير معروفة حاليا.

وأشار إلى أن تركيا دفعت الطرفين عمليا لخوض الحوار، معربا عن أمله في أن يمثل ذلك "خطوة كبيرة على طريق إعادة سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها"، مذكّرا بأن روسيا "قامت دائما بخطوات وساطة معينة في هذا الاتجاه".

و.. بوغدانوف يؤكد

وعلى صلة، عبّر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن أمل موسكو في عدم وقوع اشتباكات بين الجيشين التركي والسوري بسبب العملية العسكرية التركية، مشيرا إلى استمرار الاتصالات لتفادي ذلك.

وقال بوغدانوف للصحافيين اليوم الثلاثاء في تصريحات من أبوظبي: "نأمل في ألا تحدث هناك أي اشتباكات.. على العكس، تجري اتصالات من أجل وضع طرق (لمعالجة القضية) وفقا لأحكام ومبادئ القانون الدولي وأخذا في الاعتبار المصالح المشروعة لكافة الأطراف المعنية".

ورفض بوغدانوف التعليق على تقارير تتحدث عن وساطة روسية بين الأكراد ودمشق، مكتفيا بالقول: "طبعا، نأمل في أن يتوصلوا إلى توافقات. يجب أن يتوافق الجميع بمن فيهم السوريون والأكراد، والسوريون والأتراك".