للعائلة الإمبراطورية اليابانية تاريخ طويل، يمتد بظلاله على مدى عقود كالأساطير. وللإمبراطور حاليًا العديد من الأدوار الاحتفالية ويؤدي مهاما وطقوسا مختلفة باعتباره رمزًا للدولة.

"إيلاف" من بيروت: شهدت اليابان تنصيب إمبراطورها الجديد ناروهيتو، بحضور وفود من 195 دولة، وسط طقوس تاريخية تبدأ باعتلاء العرش ثم بتسيير موكب احتفالي وتنتهي بصلاة.

ويعد ناروهيتو أكبر أولاد الإمبراطور السابق أكيهيتو، وأول إمبراطور ياباني يولد بعد الحرب العالمية الثانية، وأول إمبراطور يتلقى دراسات عليا في الخارج، إضافة إلى أن لا ولد ذكر لديه ليخلفه.

تخصص الأمير ناروهيتو (59 عامًا) في دراسة حركة النقل عبر الأنهار في أوروبا خلال العصور الوسطى وأمضى عامين في جامعة أوكسفورد. وقد وصف تلك الفترة بأنها من أمتع سنوات حياته.

تحترم الصحافة اليابانية، إلى حد كبير، الحدود التي وضعتها وكالة العائلة الإمبراطورية. وكانت الصحافة الأجنبية، على سبيل المثال، هي التي نشرت الخبر حول ارتباط ناروهيتو في عام 1993 ثم بالاكتئاب الذي تعرضت له زوجته في عام 2004، على الرغم من أن الكثير من الصحفيين اليابانيين كانوا على دراية بهذه الأخبار.

على عكس معظم الأنظمة الملكية الأوروبية، لا توجد تغطية صحفية قوية للحياة العاطفية للعائلة المالكة اليابانية، على الرغم من وجود انتقادات متكررة للزوجات والبنات الملكيات عندما يُعتقد أنهن يتهربن من واجباتهن.

دور محدود

تمت مصادرة معظم ممتلكات العائلة المالكة اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية. القصور والممتلكات التي تستخدمها راهنًا مملوكة للدولة، والتي تدفع أيضًا مستلزمات الأسرة المالكة. ويقدر أحد الخبراء أن والد الإمبراطور الجديد أكيهيتو، لم يكن يملك يتلقى 46 ألف دولار سنويًا لإنفاقه على المشتريات والاحتياجات الشخصية.

تعمل العائلة المالكة اليابانية كموظفي الخدمة المدنية المقيَّدين بطريقة عبثية، وحياتهم رُتبت بتفاصيل دقيقة من قبل البيروقراطيين، وتم فحص بياناتهم العامة بعناية لضمان عدم تجاوزهم دورهم كرؤساء دستوريين.

على الرغم من قيام الإمبراطور والإمبراطورة، شأنهما شأن الملوك من البلدان الأخرى، برحلات ودية إلى الخارج وتشجيع زيارات المدارس والجمعيات الخيرية، يرى التقليديون أن المهمة الرئيسية للإمبراطور هي أداء طقوس الشنتو الغامضة. في الشهر المقبل، سيقدم الأرز من منطقتين في اليابان للآلهة لتقديم الشكر لها على الحصاد المحاط بكهنة يحملون الشعلة.

يعد الإمبراطور في اليابان رئيس الدولة وأعلى سلطة لديانية الشنتو. وفي اليابان، يطلق على الإمبراطور لقب "تينو" أو السيادة السماوية، في إشارة إلى فكرة أن الأسرة الإمبراطورية تنحدر من الآلهة، وفقًا لعقيدتهم.&

واحتفظت الأسرة الإمبراطورية تاريخيًا بحق إلهي في الحكم، لكن في القرون الأخيرة بدأت تخف تلك الهالة حول إمبراطورية تتحدى فكرة أن الحكام هم أنصاف آلهة.&

لا يلعب الإمبراطور دورًا في توجيه مسار السياسة الوطنية لليابان، لكنه في الوقت نفسه يقوم بتأدية مهام خاصة بالدولة تأخذ طابعًا رسميًا واحتفاليًا. ويشمل ذلك لقاء رئيس الوزراء ورئيس المحكمة العليا، والدعوة لعقد جلسات برلمانية، وإصدار القوانين. كما يجتمع مع الحكام ورؤساء الدول الزائرين، ويستقبل السفراء والمبعوثين الأجانب، ويلتقي بجميع السفراء والدبلوماسيين اليابانيين قبل أن ينتقلوا إلى مناصبهم في الخارج.

حياته الشخصية

مثل كل أفراد عائلته، الإمبراطور ناروهيتو محب للموسيقى والتاريخ، وفي الماضي، شكل مع والديه أوركسترا صغيرة؛ حيث عزف على الكمان، وكانت والدته تعزف على البيانو وأبوه على آلة التشيلو.

في عام 1986، التقى الأمير السابق الدبلوماسية الموهوبة ماساكو أوادا، التي تتحدث عدة لغات، بما في ذلك الروسية، خلال إحدى الحفلات وفي نهاية المطاف أقنعها، بعد رفض عدة مرات، بأن تصبح زوجته وتتخلى عن مهنتها، ويتم الاحتفال بالزفاف في 9 يونيو 1993.

في أواخر عام 2003 بعد حوالي عشر سنوات من زواجهما، اختفت إلى حد كبير من الحياة العامة في بداية صراع طويل مع مسؤولي القصر نتج عن التوترات بين حياة القصر والمطالب بأن تحمل طفلًا ذكرًا ليرث العرش.

أعدت ايلاف هذا التقرير عن "إكونوميست". الأصل منشور على الرابط:
&https://www.economist.com/asia/2019/10/17/japans-emperor-is-a-prisoner-in-his-own-palaces