ريشون لتسيون: فجأة دوت صفارات الإنذار في اسرائيل وتراكض المدنيون للاختباء في الملاجىء، وعاش فلسطينيو غزة مجددا معاناة القصف الجوي والمدفعي، لتعود وتسيطر لدى الطرفين مشاعر الخوف من حرب جديدة مفتوحة، إثر قيام اسرائيل بقتل قيادي في حركة الجهاد الإسلامي.

&وقتلت اسرائيل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا في غارات استهدفت قطاع غزة فجر الثلاثاء، فرد الفلسطينيون بإطلاق صواريخ من القطاع على الأراضي الاسرائيلية.

وحتى ساعات المساء الأولى من يوم الثلاثاء أدت هذه المواجهة الجديدة الى مقتل سبعة فلسطينيين وإصابة 45 آخرين بجروح حسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، والى إصابة 46 إسرائيليا بجروح حسب جهاز الإسعاف الإسرائيلي.

ومنذ الفجر إنطلقت صفارات الإنذار في جنوب اسرائيل وتواصلت طيلة النهار قبل أن تطلق أيضا في تل ابيب العاصمة الاقتصادية لاسرائيل. وأمر الجيش الاسرائيلي المواطنين بالبقاء في بيوتهم عدا العاملين في المستشفيات والمؤسسات الحيوية، كما حظرت التجمعات العامة.

وفي ريشون لتسيون خامس أكبر مدينة في البلاد، سقط صاروخ صباح الثلاثاء في أحد شوارع حي ميسور في المدينة، فأغلقت المؤسسات أبوابها بناء على تعليمات السلطات المحلية حتى اشعار اخر.

وفي باحة مقهى أغلق أبوابه أصرت الشابة الاسرائيلية نيللي (31 عامًا) على الجلوس على احدى كراسي المقهى وقامت بتصفح كتاب وهي تمسك بزجاجة ماء أحضرتها معها. وقالت&"فضلت الخروج من المنزل ... عليك أن تحاول العيش بشكل طبيعي."

ولا تريد روني (62 عاما) التذمر. وقالت "الفقراء في الجنوب يعيشون هذه المعاناة أكثر منا، لذلك نفضل عدم التذمر عندما ينتقل التوتر الى منطقتنا".

وفي مدينة اشدود الجنوبية شوهد زوجان يتسوقان مع ابنهما. وقال الزوج سايمون بلغة عبرية مطعمة بلهجة روسية قوية، "لقد سئمنا البقاء في المنزل وخرجنا تحديا للخوف". في حين كان ابنه لافي (10 أعوام) يروي كيف رأى صاروخا يسقط على المدينة.&

وتابع سايمون "إنها الحياة، لا بد للحياة من أن تستمر والتغلب على الخوف حتى ولو سقطت بضعة صواريخ".

- الخوف من حرب جديدة -&

في مدينة سديروت الجنوبية الأقرب إلى قطاع غزة، بدت الشوارع خالية تقريبا، وكان يسمع بين الحين والآخر دوي صواريخ القبة الحديدية وهي تسعى لاعتراض الصواريخ القادمة من غزة.&

واغلقت المتاجر ابوابها في &سديروت. لكن مطعما مكسيكيا صغيرا بالقرب من ساحة المدينة أصر على فتح أبوابه، وشوهد صاحبه سعدي المالح (27 عاما) الاسرائيلي من اصل مغربي وهو يبيع الخبز المكسيكي&لبعض الصحافيين والجنود.

وقال سعدي الذي ولد في المدينة "لن أغادر مدينتي لأنني إذا فعلت ذلك يكونون قد انتصروا علينا". وأضاف "نحن نعيش حالة التوتر هذه منذ 19 عاما، وما لم تسيطر اسرائيل على غزة سيتواصل هذا الوضع".

على الجانب الفلسطيني في قطاع غزة، لم يخف السكان مخاوفهم من تصعيد جديد واسع، خاصة وأن القوات الجوية الإسرائيلية واصلت طيلة نهار الثلاثاء تقريبا قصفها للقطاع .

في شوارع مدينة غزة &اغلقت المحلات التجارية والجامعات والمدارس أبوابها حدادا على ابو العطا واحتماء من القصف. وقال امين دلول (31 عاما ) "إن&الاحتلال يريد حربا جديدة على غزة لإنقاذ نتانياهو من أزمته الحكومية، ومن هنا جاء القرار الصهيوني بالعودة للاغتيالات".

واضاف دلول "إن الناس هنا قلقون ولا يريدون الحرب، فغزة لم تعد تتحمل حروبا ويكفيها الحصار والفقر والدمار والانقسام".

وانطلقت مكبرات الصوت من المساجد وهي تنعي" الشهيد بهاء ابو العطا"، وشارك في تشييعه في المسجد العمري آلاف الأشخاص.

كما أعربت عبير حسان (37 عاما) عن مخاوفها من العودة الى الحرب. وقالت "نحن خائفون لا نرغب بحروب جديدة. ما ذنب الناس ليقتلوا وتدمر منازلهم ؟ أنا لا استبعد أي شيء من العدو الاسرائيلي".

وراى محمود بربخ (40 عاما) أن "الشعب الفلسطيني لا يريد الحرب واسرائيل هي دائما التي تبادر في هذا المجال"، مضيفا "الموت لم يعد يخيفنا". لكنها أعربت عن القلق بسبب الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها السكان وقالت "إن الحرب قادمة والشعب&لا يملك قوت يومه لشراء حاجاته التموينية".