واشنطن: عطل سيناتور جمهوري بارز التقى رئيس تركيا رجب اردوغان أثناء زيارته واشنطن، قرارا في مجلس الشيوخ الاميركي يعترف بابادة الارمن في تركيا العثمانية وذلك بعد أن تم تبنيه بأغلبية ساحقة في مجلس النواب في نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2019.

وعطل السيناتور ليندسي غراهام محاولة أعضاء ديمقراطيين تبني هذا القرار عبر اجراء سريع في مجلس الشيوخ، وذلك بعد نحو ساعة فقط من لقائه ارودغان الاربعاء في البيت الابيض.

وقال غراهام ان اعتراضه على الاجراء هدف الى "عدم تغيير التاريخ او اعادة كتابته، والتعامل مع الحاضر".

وعارض هذا السيناتور المقرب من ترمب بشدة قرار سحب القوات الاميركية من شمال شرق سوريا. وقال كلاما لاذعا بحق تركيا بعد توغلها في هذه الاراضي السورية بعد قرار الانسحاب الاميركي.

ولا يزال من الممكن عرض القرار على التصويت عبر اجراء كلاسيكي من خلال رئيس الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.

لكن موقف غراهام أثار غضب الديمقراطيين. وقالت ممثلة الديمقراطيين كاترين كلارك في تغريدة "اذا كنت، يا ليندسي غراهام، لا يمكنك ادانة ابادة، فلاجل ماذا تكافح؟".

وقال السيناتور الديمقراطي روبرت ميننديز الذي عرض الاجراء السريع أنه سيواصل "الكفاح حتى يعترف مجلس الشيوخ بهذه الواقعة التاريخية".

وتعترف بابادة الارمن نحو ثلاثين دولة وكثير من المؤرخين. وبحسب تقديرات فان ما بين 1,2 و1,5 مليون ارمني قتلوا اثناء الحرب العالمية الاولى بيد قوات الامبراطورية العثمانية التي كانت حليفة لالمانيا والنمسا-المجر.

لكن تركيا ترفض استخدام مصطلح "ابادة" متحدثة عن مجازر متبادلة على خلفية حرب اهلية ومجاعة خلفت مئات آلاف القتلى من الجانبين.

وكان تبني هذا القرار في مجلس النواب باغلبية ساحقة (405 من 435 صوتا) أثار غضب السلطات التركية التي نددت بما اعتبرته "اهانة" واجراء "لا قيمة له".

وجدد اردوغان في البيت الابيض الاربعاء معارضته. وحذر خلال مؤتمر صحافي مع ترمب من "مزاعم تستخدم بغرض تسميم العلاقات الثنائية" بين البلدين.

وقال ان القرار الذي تم تبنيه "كان يهدف الى ذلك وجرح في العمق الامة التركية" معربا عن أمله في ان يتمكن مجلس الشيوخ من اخراج "الولايات المتحدة من هذه الحلقة المفرغة".