أسامة مهدي: فيما بدا انه قبول من عبد المهدي لمهلة الـ35 يوما التي حددتها له احزاب سياسية لانجاز الاصلاحات التي ينادي بها المحتجون في البلاد، فقد تنصلت قوى من الاتفاق وانتقدته اخرى، بينما تم الاعلان اليوم عن اطلاق الناشطة ماري محمد الدليمي والناشط حسين الزعيم بعد ايام من احتطافهما.

وقال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في رسالة الثلاثاء تابعت نصها "إيلاف"، إلى زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم الذي رعى&اجتماع قيادات 12 حزبا سياسيا &بشأن الإصلاحات المقترحة، إنه تابع بإهتمام كبير مبادرة الحكيم "لتوحيد صف القوى السياسية استجابة لدعوة المرجعية وللحركة الاحتجاجية الاصلاحية الكبرى لشعبنا الكريم ونشكركم على كل الجهود المبذولة للخروج بنقاط تلبي المطالب الاساسية لشعبنا وتعهد كافة الجهات كقوى سياسية وسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية للوصول الى الاهداف المنشودة في توقيتات تم تحديدها بدقة ووضوح".

واضاف قائلا "اشكركم واشكر عبركم جميع الشخصيات والقوى المشاركة في هذه اللحظة التاريخية وسنكون إن شاء الله عند حسن ظن مرجعيتنا الرشيدة وشعبنا الكريم وقوانا السياسية المخلصة".

وثيقة الاحزاب لا جديد فيها غير مهلة الـ45 يوما لعبد المهدي

وعقد قادة 12 حزبا سياسيا الليلة الماضية اجتماعاً موسعاً بحثوا خلاله التطورات الجارية في العراق واصدروا توصيات لا جديد فيها حول مطالب الاصلاح التي ينادي بها المواطنون منذ 40 يوما، حيث كررت هذه المطالب من جديد في محاولة على مايبدو لكسب الوقت ما عدا امهالها للحكومة 45 يوما لانجاز الاصلاحات وبعكسه ستصوت على اقالتها.

ووقع قادة الاحزاب هذه الوثيقة وتعهدوا فيها بتعديل قانون الانتخابات لتوفير فرص متكافئة لفوز المرشحين المستقلين وتشكيل مفوضية انتخابات جديدة وإجراء تعديل وزاري واسع وضرورة تحديد الجهات المتورطة في اختطاف المتظاهرين ومواصلة الجهد لاكتشاف المتورطين بالقنص وقتل المتظاهرين واستهداف وسائل الإعلام.

وقد أمهلت الكتل السياسية الحكومة والبرلمان مدة 45 يوما لتنفيذ الإصلاحات الواردة في وثيقتها وفي حال فشلها بذلك فإن القادة السياسيين ملزمون بالمضي من خلال كتلهم في مجلس النواب إلى الخيارات الدستورية البديلة لتلبية مطالب الشعب عبر سحب الثقة عن الحكومة أو اجراء انتخابات مبكرة.

وشارك في الاجتماع تحالف الفتح وتحالف النصر ودولة القانون وتحالف القوى العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وتيار الحكمة وائتلاف الوطنية وكتلة العطاء الوطني وكتلة العقد الوطني والجبهة التركمانية.
&
.. وقوى عراقية تنفي وأخرى تشترط

لكنه ما ان صدر بيان عن نتائج اجتماع الاحزاب السياسية حتى اعلنت قوى سياسية أخرى انها لم تشارك في الاجتماع رغم ظهور اسمائها في ذيل البيان الختامي، بينما قالت اخرى ان توقيعها عليه كان مشروطا.

ونفى ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي الثلاثاء في بيان تسلمته "إيلاف" توقيعه على أي ورقة اصلاحية، مشددا على انه يبحث الانسحاب من العملية السياسية.

واشار الائتلاف الى انه "تقدم بعدة مقترحات في مقدمتها اجراء انتخابات مبكرة وسن قانون عادل للانتخابات وتغيير مفوضية الانتخابات".. مشيرا الى ان الورقة التي تم تداولها عبر وسائل الاعلام حول اجتماع يوم امس لا تتناسب مع خطورة المرحلة ولا متطلبات الاصلاح السياسي.

وحذر الائتلاف من استمرار تسويف المطالب الشعبية وانتهاج المحاصصة والفساد، موضحا انه تبنى طروحات الاصلاح ودعوات المتظاهرين منذ عام 2005 الا ان الحكومات المتعاقبة لم تستجب لتلك المطالبات، "وهو ما ادى الى ما نحن عليه الان"، بحسب الائتلاف.

اما تحالف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي فقال إن وضع توقيعه على وثيقة الكتل السياسية امس جاء مشروطا بتشكيل حكومة جديدة تقوم بتطبيق هذه الالتزامات واجراء انتخابات مبكرة بعد تعديل قانون الانتخابات واصلاح مفوضية الانتخابات وبمشاركة الفعاليات الشعبية، وكذلك ادانة واضحة لقتل وجرح المتظاهرين السلميين واختطافهم.

اما جبهة الانقاذ والتنمية بزعامة نائب الرئيس&العراقي السابق أسامة النجيفي، فقد حذرت من أن مقررات اجتماع القوى السياسية غير صالحة للتطبيق داعية الى نظام ناجح يتداول السلطة وتقديم شخصيات يرضى عنها الشعب.
وقالت الجبهة في بيان إن رئيسها النجيفي اطلع وقيادة الجبهة على مقررات الاجتماع الذي عقد مساء امس وبحثت مخرجاته وهي تعلن عدم موافقتها عليها.

اطلاق سراح الناشطين المختطفين ماري والزعيم

وتم الاعلان اليوم في بغداد عن إطلاق سراح الناشطة ماري محمد الدليمي والناشط في محافظة ذي قار حسين الزعيم &بعد ايام من اختطافهما.

وقالت الناشطة المدنية ماري الدليمي إنه قد تم اطلاق سراحها من قبل الجهات التي اختطفتها قبل ايام في العاصمة بغداد، موضحة على صفحتها بشبكة التواصل الاجتماعي "انستغرام" انه تم اعتقالها لغرض التحقيق ولم تتعرض لأي اذى او اساءة او مساس. وناشدت متابعيها الى "عدم تصديق أي شائعات تصدر بشأنها مؤكدة انها تتمتع بصحة جيدة.

من جهته، اكد شقيق ماري في اتصال هاتفي مع وكالة بغداد اليوم اطلاق ماري، منوها الى انها في منزلها الان دون ذكر المزيد من التفاصيل.

الناشطة ماري محمد الدليمي

وكان قد اشار الثلاثاء الماضي الى ان ماري اختفت الساعة الخامسة عصراً من يوم الجمعة أثناء ذهابها إلى ساحة التحرير مركز تظاهرات الاحتجاج في العاصمة العراقية، موضحا انها تلقت تهديدات من جهات مجهولة عبر حسابها في انستغرام، وذلك بعد عملها على توفير الطعام والمستلزمات الأخرى للمتظاهرين في ساحة التحرير من خلال التبرع براتبها الشخصي.

ومن جانبها، اكدت وسائل اعلام محلية اليوم اطلاق الناشط حسين الزعيم الذي اعتقل في محافظة ذي قار الجنوبية من قبل مجهولين قبل ايام، فيما كان قد اطلق الاسبوع الماضي عن الناشطة الطبيبة صبا المهداوي بعد مطالبات محلية ودولية حملت المليشيات العراقية المسلحة المرتبطة بايران فكرا وتمويلا بشن حملة اغتيال واختطاف وتهديد لناشطي الحراك الشعبي الحالي المطالب بالاصلاح الشامل في العراق.