أسامة مهدي: فيما تشهد بغداد ومحافظات جنوبية اضرابات واعتصامات واسعة فقد حذرت السلطات المحرضين عليها بمحاكمتهم وفق قانون الارهاب الذي تصل عقوباته الى الاعدام فقد بدأ سكان بغداد يلجأون الى الزوارق للتنقل بين جانبي العاصمة اثر اغلاق بعض جسورها بينما اعلن عن احتجاز 100 متظاهر بسرداب احدى الوزارات واختفاء صحافي في محافظة جنوبية.

وأكد اللواء الركن عبد الكريم خلف الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي صدور اوامر باعتقال الذين يغلقون المدارس بموجب قانون مكافحة الإرهاب.&

وقال خلف في بيان مقتضب إن "أوامر صدرت باعتقال الذين يغلقون المدارس بموجب قانون مكافحة الإرهاب".. منوها الى ان هذا الاغلاق يعتبر من الجرائم التي يحال مرتكبيها الى المحاكم فوراً لانه يسبب ازمة تربوية.

يشار الى ان قانون الارهاب العراقي الذي شرع في &تشرين الثاني نوفمبر عام 2015 ينص في مادته الرابعة على الحكم بالاعدام على المحرضين والضالعين في اعمال ارهابية. ويعرف القانون الارهاب بانه "كل فعل اجرامي يقوم به فرد او جماعة منظمة استهدف فردا او مجموعة افراد او جماعات او مؤسسات رسمية او غير رسمية اوقع الاضرار بالممتلكات العامة او الخاصة بغية الاخلال بالوضع الامني او الاستقرار والوحدة الوطنية او ادخال الرعب او الخوف والفزع بين الناس او اثارة الفوضى تحقيقا لغايات ارهابية".

النجف تتظاهر مطالبة بالاصلاح

وتشير المادة الرابعة من القانون الى انه "يعاقب بالاعدام كل من ارتكب بصفته فاعلا اصليا او شريك عمل ايا من الاعمال الارهابية .. ويعاقب المحرض والمخطط والممول وكل من مكن الارهابيين من القيام بالجرائم الواردة في هذا القانون بعقوبة الفاعل الاصلي".

ويشل الاضراب العام الحياة في بغداد ومحافظات الجنوب حاليا في تحد جديد للحكومة التي تناور لعدم الاستجابة لمطالب المواطنين .. فقد عم الاضراب العام اليوم العاصمة ومحافظات البصرة وذي قار وبابل والنجف وكربلاء وميسان وواسط والديوانية بعد ان اعلنت هذه المحافظات ان اضرابها هذا يأتي تضامنا مع المحتجين المطالبين باسقاط النظام.

ويشارك في الاضراب الملايين من طلبة المدارس والجامعات وهيئاتها التدريسية والعمال والفلاحين ومنتسبي صناعات النفط والغاز والاكاديميين والصناعيين للضغط على الحكومة من اجل الاستجابة لمطالب الاصلاح الشامل.

البغداديون يلجؤون للزوارق بعد غلق جسور في العاصمة

وقد اضطر غلق عدد من جسور بغداد سكان العاصمة الى اللجوء الى الزوارق للتنقل بين جانبيها الرصافة والكرخ عبر نهر دجلة.

واظهرت صور على شبكة التواصل الاجتماعي اطلعت عليها "إيلاف" العشرات من الزوارق وهي تنقل المواطنين عبر نهر دجلة من اجل الوصول الى اعمالهم او قضاء احتياجاتهم اليومية فيما فرضت سلطات الدفاع المدني على اصحابها بعدم نقل اكثر من ستة اشخاص في القارب في الرحلة الواحدة.

ويعاني سكان العاصمة العراقية الذين يصل عددهم الى 8 ملايين نسمة اضافة الى غلق الجسور الثلاثة من ازدحامات واختناقات مرورية صعبة.

فقد اغلقت السلطات جسور: الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء حيث مكاتب وسكن كبار المسؤولين والأحرار المؤدي الى مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ثم الشهداء &المؤدي الى مبنى الاذاعة والتلفزيون وزارة العدل وكذلك السنك المؤدي الى السفارة الايرانية كما يؤدي يؤدي جسر الأحرار الى مكاتب رئاسة الحكومة ويوصل ايضا الى المنطقة الخضراء.

وتعتبر السيطرة على الجسور التي تصل ضفتي نهر دجلة في بغداد مسألة إستراتيجية في الوقت الحالي حيت تتوسع سيطرة المتظاهرين على الساحات العامة المرتبطة بهذه الجسور وتمنحهم زخما ميدانيا ومعنويا لتعزيز حركتهم الاحتجاجية.&
&
احتجاز 100 متظاهر في سرداب وزارة

واليوم أكّدت هيئة علماء المسلمين في العراق أن حوالي 100شخص من متظاهري يوم امس الأحد وبينهم نساء محتجزون في الطابق تحت الأرضي "السرداب" في مقر وزارة الصناعة في منطقة ساحة الطيران بالقرب من ساحة التحرير في بغداد.

وأوضحت الهيئة في بيان على موقعها الالكتروني اطلعت عليه "إيلاف" أن حراسات مقر الوزارة استدرجت المتظاهرين بحجة تسهيل وصولهم إلى ساحة التحرير من خلال إدخالهم المبنى، من باب دخول الموظفين وإخراجهم من الباب المخصص لدخول وخروج الوزير في الجهة الثانية القريبة من الساحة.

واشارت الهيئة الى انه بحسب المعلومات الواردة اليها فإن المتظاهرين قد دخلوا فعلًا مبنى الوزارة ولم يخرجوا منه حتى الآن وأن من قام بفعل الاستدراج هذا هما: مدير عام التصاريح الأمنية في الوزارة أحمد عبد عواد الشهيلي ومسؤول وحدة الحماية في الوزارة &قيصر رائد.

واشارت الهيئة الى أنها تمكنت من التأكد من صحة هذه المعلومات وتواصلت مع بعض المنظمات الدولية من أجل العمل على إطلاق سراحهم.

... واختفاء صحافي

ومن جهتها أعلنت النقابة الوطنية للصحافيين في العراق الاثنين اختفاء الصحافي محمد الشمري في محافظة الديوانية الجنوبية بعد تلقيه تهديدات بالقتل والتصفية الجسدية.

وقالت النقابة في بيان تابعته "إيلاف" ان مجموعة من الصحافيين ابلغت وحدة الرصد &التابعة لها ان "الصحافي محمد الشمري اختفى منذ صباح امس الاحد بعد ان استقل سيارة أجرة من أمام منزله في محافظة الديوانية.

الصحافي العراقي المختطف محمد الشمري

واضافوا ان "الشمري تعرض الى حملة تهديد خلال الاسبوع السابق من قبل ارقام مجهولة وسيارات مدنية بدون لوحات".. موضحين ان "اغلب التهديدات التي تلقاها كانت بالقتل والتصفية الجسدية بسبب تغطيته المستمرة للتظاهرات في المحافظة، وكشف ملفات فساد".&

وأكدت النقابة الوطنية للصحفيين في العراق، ان حرية العمل الصحافي والاعلامي حق كفله الدستور العراقي ولا يحق لاي جهة او سلطة تكميمه او تقييده".

وطالبت النقابة "الجهات الامنية بالكشف عن مكان الصحافي الشمري واطلاق سراحه في حال كانت معتقلاً لدى جهة امنية".&