نصر المجالي: واصل رئيس تركيا انتقاداته لـ"الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم" لمنحها جائزة نوبل في الآداب للعام 2019 للكاتب النمساوي بيتر هاندكه (Peter Handke) الذي يعتبره "عنصريا".

وبعد أن ضمن هذا الانتقاد في رسالة إلى الأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الـ71 لاعتماد إعلان حقوق، كرر أردوغان موقفه الغاضب خلال الاجتماع الدولي التشاوري النسائي السادس في الإدارات المحلية، في العاصمة أنقرة اليوم الأربعاء.&

وشكر رئيس تركيا القادة السياسيين الذين أعلنوا مقاطعتهم حفل جوائز نوبل بعد منحها للكاتب النمساوي بيتر هاندكه الذي ينكر وقوع إبادة جماعية في مدينة سريبرينيتسا البوسنية.&
ووصف أردوغان خلال كلمته في الاجتماع التشاوري النسائي هاندكه بأنه ممثل "مجموعة مثقفين مصاصي الدماء"، معتبرًا منحه الجائزة إثبات لوجود هذه المجموعة.

خداع

وأضاف مخاطبا مانحي الجائزة لهاندكه: "إن هذه الجائزة التي منحتموها ليست نفسها الجائزة الممنوحة لأستاذنا عزيز سنجار (عالم تركي فاز بجائزة نوبل للكيمياء) وأورهان باموق (روائي تركي فاز بنوبل للآداب)، فلا تخدعوا أحدا".

وكانت "الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم" منحت الكاتب النمساوي بيتر هاندكه، جائزة نوبل في الآداب، 10 أكتوبر الماضي.

وسبق لهاندكه الزعم أن "البوسنيين قتلوا أنفسهم ورموا التهمة على الصرب"، مضيفا أنه لا يؤمن إطلاقا بأن الصرب ارتكبوا مذبحة بحق البوسنيين في سريبرينيتسا.

كما زار هاندكه، سلوبودان ميلوسوفيتش، الذي كان يحاكم بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وشارك لاحقا في جنازته بعد وفاته عام 2006.

مجزرة سريبرينيتسا

وتعد "مجزرة سريبرينيتسا" أكبر مأساة إنسانية وقعت في أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، نظرا لحجم العنف والمجازر والدمار الذي تخللها.

وفي 11 يوليو 1995، لجأ مدنيون بوسنيون من سريبرينيتسا إلى حماية الجنود الهولنديين، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة، غير أن القوات الهولندية، التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم للقوات الصربية. وقضى في تلك المجزرة أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان من أبناء المدينة الصغيرة، راوحت أعمارهم بين 7 ـ 70 عاما.

يذكر أن أردوغان، كان قال في رسالة إلى الأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الـ71 لاعتماد إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن منح جائزة نوبل للآداب لشخص عنصري لا يعني شيئًا سوى مكافأة لانتهاكات حقوق الإنسان.

وقال أردوغان: "مع الأسف، يأتي هذا اليوم بنهاية عام شهد انتهاكات لحقوق الإنسان المكفولة في الإعلان، وزاد الظلم فيه وقتل الأبرياء بسبب معتقداتهم، وشيدت جدران جديدة بين الرحمة والإنسانية".

الكاتب النمساوي هاندكه خلال منحه نوبل

أعمال إرهابية

ولفت إلى أن الأعمال الإرهابية التي استهدفت مسجدًا في "كرايست تشيرتش" النيوزيلندية، وكنيسة في سريلانكا، وكنيسًا يهوديًا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، تظهر للعيان مجددًا الأبعاد الكارثية التي وصلت إليها العنصرية الثقافية، والتعصب، ومعاداة الإسلام.

وقال: "المجتمع الدولي الذي تجاهل آهات ملايين السوريين طيلة 9 سنوات، وجه عبر صمته أكبر ضربة لقيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

وأردف: "في يوم حقوق الإنسان، فإن منح جائزة نوبل للآداب لشخص عنصري ينكر الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك، ويدافع عن مرتكبي جرائم حرب، لا يحمل معنى سوى مكافأة لانتهاكات حقوق الإنسان".

وشدد أردوغان أن تركيا تحملت مسؤولية من أجل تحقيق العدالة في العالم، في هذه الفترة التي يتم تجاهل حقوق الإنسان فيها، عبر مساعداتها الإنسانية لملايين المحتاجين، وكفاحها المتزامن لأكثر من منظمة إرهابية.