الرباط: وجّه عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، انتقادات حادة إلى قيادة حزب العدالة والتنمية بسبب عدد من القضايا والملفات، معتبرًا أن تصويت الحزب على القانون الإطار لإصلاح التعليم "خطأ جسيم ووصمة عار ستبقى على جبيننا".

أضاف ابن كيران في كلمة بثها في صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" عبر تقنية البث المباشر، ليلة الثلاثاء، أن خطأ الحزب بقبوله تمرير القانون الإطار أمر واضح، وعار يتحمله الحزب "إلا من أنكر"، في إشارة إلى سعد الدين العثماني، الذي نفى أن يكون القانون الإطار ينص على التدريس باللغة الفرنسية في حوار أجراه أخيرًا مع أسبوعية "الأيام".

وأفاد ابن كيران في كلمته أمام منتخبي حزبه في مقاطعة بني مكادة في طنجة خلال زيارتهم له في بيته، "إذا كانت الدولة تريد ذلك بالنسبة إلى اللغة العربية، يمكنها تمرير القانون باسم الغالبية التي تضم أحزاب الأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية، بدلًا من إقراره باسم الحزب".

شدد رئيس الحكومة السابق على أن حزب العدالة والتنمية لم يتأسس من أجل الانتخابات. وقال "نحن لم نأتِ من أجل الانتخابات، بل جئنا للقيام بواجبنا والمساهمة في إصلاح مجتمعنا". أضاف "لم نأتِ لننازع دولتنا من أجل الحكم.. لكننا نعارض أي شيء مخالف لديننا ومصلحة مجتمعنا. وإذا لم نعارض فلماذا سنصلح؟".

زاد ابن كيران موضحًا أنه ليس من الضروري أن يتصدر حزب العدالة والتنمية نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة، مؤكدًا أن المرحلة التي يعيشها الحزب "تحتاج صمودًا على المبادئ والشجاعة والجرأة والصراحة والحرية في التعبير عن المواقف داخل الحزب".

عاد ابن كيران ليطالب أعضاء حزبه بالتمسك بالمرجعية الإسلامية، والتركير عليها في الحياة اليومية، واستيعابها والعمل بها، وحثهم على الاستعداد لمواجهة مختلف التحديات بما فيها السجن. وقال "بعض الإخوان يخيفوننا باستمرار، ولا ينبغي أن نصاب بالرعاب".

وانتقد ابن كيران بشدة تحالف حزبه مع الأصالة والمعاصرة في جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، معبّرًا عن رفضه القاطع لهذا التحالف، وخروج بعض قيادات الحزب للدفاع عنه، مؤكدًا أن الأمر كان يستدعي التريث. وقال "ها هم تصالحوا وأصبحوا يقولون إن التحالف مع (العدالة والتنمية) خط أحمر، لماذا كل هذا التسرع، هل نسيتم ما فعل فينا حزب الأصالة والمعاصرة".

دعا ابن كيران إلى الحفاظ على الوحدة والديمقراطية الداخلية للحزب، مبرزًا أن هذه الأمور ستمر "جئنا في الصدارة مرحبًا، وإذا لم ننجح لا مشكلة"، وأضاف محذرًا "هناك أحزاب سياسية كانت المهيمن الأساسي في الساحة حتى أصبحت ممثلة بوزير واحد في الحكومة، وفي وزارة سلبت منها أهم صلاحياتها"، في إشارة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي.

وأشار ابن كيران إلى أن المغرب يحتاج ثورة في الحياة اليومية والسلوكات العادية والتصرفات العادية للأشخاص وعلى كل واحد فينا أن يؤاخذ على نفسه أين هو من سلوك الإنسان المسلم في كل شيء"، معتبرًا أن التحلي بالصدق والاستقامة سيمكن المغرب من تجاوز الكثير من المشاكل والتغلب عليها.