مع إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على التدخل في الشأن الليبي، كشف قائد في الجيش الوطني أن القوات استطاعت أسر مقاتلين في تنظيم داعش في سوريا أثناء تحرير مدينة سرت، وجرى نقلهم إلى ليبيا، يقفون إلى جانب حكومة الوفاق.

إيلاف من القاهرة: قال المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية، أحمد المسماري، أمس الأربعاء، إن قرار الحظر الجوي فوق مطار ومعسكر معيتيقة، جاء عقب التأكد من استغلاله في جلب المرتزقة القادمين من تركيا، لدعم ميليشيات الوفاق في طرابلس.

أكد المسماري أن خطة تحرير سرت اعتمدت على المفاجأة والسرية والصدمة، معلنًا أن منطقة بوقرين في غرب سرت منطقة عسكرية، مشيرًا إلى أن كل المناطق الليبية ترفع لواء المقاومة في وجه مرتزقة تركيا وميليشياتها المسلحة في البلاد.

وكشف عن وجود مقاتلين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي داخل سرت، فضلًا عن وجود ما يقرب من 70% مرتزقة أتراك يقاتلون من أجل ميليشيات الوفاق في طرابلس. وأشار المسماري إلى أنه ليس لديه تعليق حتى هذه اللحظة من القائد العام حول إعلان وقف إطلاق النار.

يرى خبراء أمنيون وخبراء في شؤون الجماعات الإسلامية المسلحة أن أردوغان لديه علاقات قوية بتنظيم داعش، وأنه جرت عمليات نقل لعناصر التنظيم إلى ليبيا، من أجل إطالة أمد الصراع، وإنشاء "الجيش المحمدي"، الذي أعلن عنه أردوغان.

وقال اللواء محمد الشهاوي، الخبير الاستراتيجي، إن هناك مخططًا يحاك ضد الدول العربية، وخاصة مصر والسعودية، مشيرًا إلى أن تدخل أردوغان في ليبيا ليس من أجل دعم حكومة فايز السراج فقط، بل من أجل السيطرة على ثروات ليبيا، ونقل عناصر تنظيم داعش إلى ليبيا، وإنشاء ما يسمى "الجيش المحمدي" من أجل مناكفة الدول العربية، وتهديد الأمن القومي المصري.

أضاف لـ"إيلاف" إن أردوغان تدخل في سوريا تحت ذريعة إنشاء منطقة آمنة، حتى يتمكن من تحرير الدواعش ونقلهم إلى ليبيا، موضحًا أن عمليات نقل المرتزقة وعناصر داعش من سوريا إلى ليبيا تجري منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تحت سمع وبصر القوى الدولية الكبرى.

ولفت إلى أن هناك تجاهلًا دوليًا لمخطط أردوغان، رغم أن الجميع يعلم علم اليقين أن أردوغان على علاقة وطيدة بتنظيم داعش، وأنه كان يشتري النفط السوري والعراقي من التنظيم عندما كان يسيطر على أجزاء واسعة من البلدين.

أشار إلى أن أطماع أردوغان لا تخفى على أحد، لاسيما حلمه في إحياء الخلافة العثمانية، ويكفي أنه صرح بذلك بكل فجاجة، عندما أعلن أن ليبيا إرث عثماني، منوهًا بأنه يكنّ كراهية شديدة لمصر وللرئيس عبد الفتاح السيسي، لأن "ثورة 30 يونيو في العام 2013، أجهضت هذا الحلم"، الذي كان يسعى إلى تحقيقه عبر جماعة الإخوان في مصر.

وقال الشيخ نبيل نعيم، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المسلحة، إن أردوغان لديه مخطط طويل المدى يعمل عليه بالاتفاق مع أميركا، موضحًا أن هذا المخطط يتمثل في إنشاء "الجيش المحمدي" من بقايا داعش في سوريا والعراق، وتجنيد المزيد من المرتزقة، من أجل تدمير الدول العربية كلها، والسيطرة على ثرواتها، لاسيما مصر والسعودية.

أضاف لـ"إيلاف" أن أميركا سمحت لأردوغان بدخول سوريا والسيطرة على أجزاء واسعة من شمالها الشرقي، من أجل إعادة تجميع عناصر داعش، ونقلهم إلى شمال سيناء وليبيا، بتمويل قطري وتدريب أميركي.

أشار إلى أن الاتفاق مع حكومة فايز السراج جزء من هذا المخطط، حتى يكتسب علانية الحركة في ليبيا والبحر المتوسط، منوهًا بأن حكومة فايز السراج ليست إلا مجرد مرحلة، وسوف يتم التخلص منهم بعد تمكين الدواعش من ليبيا.

ونبه إلى أن مصر لن تسمح بتنفيذ هذا المخطط، وسوف تتصدى له، وتجهضه، عبر دعم الجيش الوطني الليبي الذي أصبح يسيطر على غالبية البلاد، ولم تتبق إلا كيلومترات قليلة من طرابلس.

يذكر أن رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، وفايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لـ"حكومة الوفاق الوطني" الليبية، قد وقعا في 27 نوفمبر الماضي، مذكرتي تفاهم حول التعاون الأمني والعسكري بين أنقرة وطرابلس، وتحديد مناطق النفوذ البحرية، "بهدف حماية حقوق البلدين النابعة من القانون الدولي".

وأعلنت كل من مصر واليونان، رفضهما للاتفاقية الأمنية والبحرية بين "حكومة الوفاق الوطني" وتركيا، وأكدتا أنها "غير شرعية" كونها تأتي خارج إطار الصلاحيات المقررة في اتفاق الصخيرات.