واشنطن: أفاد تقرير داخلي نشرته وزارة الدفاع الأميركية الثلاثاء أن عمليات الانتشار المتعاقبة تؤثر على الانضباط في صفوف القوات الخاصة الأميركية، من غير أن يخلص إلى "مشكلة أخلاقيات معممة" خلف الحوادث الأخيرة التي لطخت سمعة وحدات النخبة في القوات الأميركية.

وقال قائد قيادة القوات الخاصة الجنرال ريتشارد كلارك لدى عرضه التقرير "لدينا ثقافة إتمام المهمة، موجهة نحو الحركة، وهذه الثقافة هي من عناصر امتيازنا".

لكن منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 "أدت حوالى عشرين عاما من النزاعات المستمرة إلى زعزعة هذه الثقافة، دافعة في اتجاه استخدام القوة وإنجاز المهمة على حساب الأنشطة الروتينية التي تؤمن الروح القيادية والمحاسبة والانضباط".

خلص التقرير الذي أعده ضباط قيد الخدمة ومتقاعدون ومدنيون من البنتاغون، إلى أن عمليات الانتشار شبه المتواصلة للقوات الخاصة في العراق وسوريا وأفغانستان وإفريقيا خفضت فترات الاستراحة التي تؤمن لحمة القوات إلى حدّها الأدنى.

وكان الجنرال كلارك طلب في الصيف الماضي هذا التقرير حول المشكلات الأخلاقية في صفوف القوات الخاصة، بعد سلسلة حوادث أثارت فضائح، ما لفت انتباه الرئيس دونالد ترمب الذي عفا عن العسكريين المعنيين.

جرت محاكمة ضابط الصف في وحدة النخبة التابعة لقوات البحرية الأميركية (نيفي سيلز) إدوارد غالاغر بتهمة ارتكاب جرائم حرب في العراق، في قضية أثارت الكثير من الاهتمام في الولايات المتحدة.

وفي 2 يوليو، تمت تبرئته من تهم قتل أسير في العراق عام 2017 ومحاولتي قتل لمدنيين عراقيين، لكنه أدين بالتقاط صورة بجانب جثة الشاب القتيل مع جنود آخرين وخفضت رتبته، غير أن ترمب ألغى هذا القرار.

كذلك اتهم عنصر سابق في وحدة النخبة في سلاح البر الأميركي "القبعات الخضراء" الكومندان مات غولستين بالقتل العمد لعنصر في طالبان اشتبه بأنه يصنع قنابل، وكان من المفترض أن تتم محاكمته غير أن ترمب عفا عنه قبل ذلك.

وخلال الأشهر السابقة، اتهم عنصران في القوات الخاصة التابعة للبحرية بقتل عنصر من "القبعات الخضراء" في مالي، كما اتهم عناصر في "نيفي سيلز" بتناول الكوكايين وغيرها من المخدرات.

وبصورة عامة، لفت التقرير إلى أن ترقية عناصر القوات الخاصة تقوم على خبرتهم القتالية أكثر منها على مواصفاتهم القيادية، داعيا إلى اعتماد نهج موجه أكثر نحو القيم الإنسانية والانضباط.