الرباط: أغمي على سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، عندما اكتسح مشاركون في المؤتمر المنصة ليمنعوه من إلقاء كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.

فما أن أخذ كودار الكلمة حتى ارتفع الصفير والزعيق داخل القاعة. ورفع مشاركون شعارات تطالب برحيله.

وحاول كودار مواصلة إلقاء كلمته إلا أن المشاركين واصلوا شعاراتهم وصفيرهم قبل أن يكتسح بعضهم المنصة.

تجدر الإشارة إلى أن مداخل مركز محمد السادس للمعارض قرب مدينة الجديدة (جنوب الدار البيضاء) عرفت توترات بعد ظهر اليوم وصلت حد التشابك بالأيدي ووقوع إصابات وإغماءات نقلت عبر سيارات الإسعاف إلى المستشفى.

ورغم ذلك انطلقت الجلسة الافتتاحية في هدوء حوالي الساعة السادسة مساء، واستقبل المشاركون عبد الحكيم بنشماش، الأمين العام المنتهية ولايته بالهتافات والتصفيق، وألقى كلمته الافتتاحية في جو حماسي.

غير أن الوضع انقلب رأسا على عقب عند صعود كودار لإلقاء كلمته، إذ استقبل بالتصفير والزعيق وشعار "ارحل".

وأمام توقف أشغال المؤتمر وارتفاع التوتر مع تدخل أنصار كودار، وحدوث بعض الاشتباكات على المنصة انسحب ضيوف المؤتمر.

وعاد كودار بعد إخراجه من القاعة وصعد المنصة مؤكدا أنه مصمم على إلقاء كلمته. ورغم أن الطاقم الأمني وبعض أنصاره حاولوا حمايته بتشكيل حزام حوله، إلا أن معارضيه كانوا أكثرية. فاضطر أنصار كودار إلى خفره وإخراجه من القاعة.

وتضاربت تصريحات المشاركين حول ما وقع، ففيما عزى بعضهم الاحتجاجات على كودار إلى رغبة "جهات داخل الحزب" في إفشال المؤتمر، اعتبر آخرون أن الأمر يتعلق بغضب المشاركين من طريقة تنظيم المؤتمر، والمشاكل التي صادفها المؤتمرون القادمون من مختلف مناطق المغرب في الإيواء خلال فترة المؤتمر. كما اشتكى العديد من المشاركين من "تزوير" لوائح المؤتمرين من طرف اللجنة التنظيمية.

وتدخلت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، داعية المشاركين في المؤتمر إلى التحلي بالحكمة وعدم إفشاله.

وطلبت منهم الجلوس إلى طاولة الحوار، وتعهدت بحل مشاكل الإيواء والمشاكل اللوجستية، مشيرة أن هذه المشاكل عادية بالنظر إلى عدد المؤتمرين الذي تجاوز ثلاثة آلاف.
كما تدخل العربي المحرشي، القيادي في الحزب، بدوره مناشدا المحتجين إلى الانسحاب من المنصة ومواصلة الأشغال، دون جدوى.

ورغم أن كودار أكد في تصريح صحافي قبل الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن الخلاف الذي عرفه الحزب على طول السنة الماضية بين تيار "الشرعية" الذي يتزعمه الأمين العام للحزب وتيار "المستقبل" الذي يعد كودار أحد قيادييه، أصبح من الماضي، وأن الحزب جاءت إلى المؤتمر موحدا ومتضامنا، إلا أن الجلسة الافتتاحية أبرزت أن الخلاف بين التيارين ما زال موجودا. فعلى المنصة جلس أنصار كل طرف في جانب.

وفي كلمته، هاجم حكيم بنشماش، الأمين العام للحزب، معارضيه بشدة دون أن يسميهم، منتقدا توجهاتهم، خصوصا دفاعهم عن وقف صراع الحزب مع حزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية) ودعوتهم للتعامل معه.

وأكد بنشماش على أن من بين أسباب قيام الحزب هو الدفاع عن المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي وحمايته من مخاطر الإسلام السياسي.