لتعزيز التحول الرقمي في السعودية، وتمكين الأجيال المقبلة من أدوات الذكاء الاصطناعي والأتمتة، أطلقت المملكة هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي، إلى جانب مبادرات تقنية تواكب التطور العصري.

أطلقت السعودية الأربعاء هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، في إطار استراتيجيتها لتمكين أجيال المستقبل من أدوات الاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي والأتمتة وتعزيز التحول الرقمي.

وعلى حسابها على موقع "تويتر"، غردت الهيئة: "رؤيتنا في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي، ورسالتنا إطلاق القيمة الكاملة للبيانات باعتبارها ثروة وطنية لتحقيق طموحات رؤية 2020، من خلال تحديد التوجه الاستراتيجي للبيانات والذكاء الاصطناعي والإشراف على تحقيقه عبر حوكمة البيانات وتوفير الإمكانيات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية وتعزيزها بالابتكار المتواصل في مجال الذكاء الاصطناعي".

وأضافت: "كما يُستخدَم النفط في الصناعة، ستُستخدَم البيانات بكل كفاءة كدعامة أساسية لعديد من القطاعات في المملكة العربية السعودية".

اهتمام متزايد

بحسب تقرير نشه موقع "مرصد المستقبل"، يأتي قرار إنشاء الهيئة ضمن حزمة أوامر ملكية صدرت مطلع سبتمبر الماضي، لإنشاء هيئة باسم الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء، ولها مجلس إدارة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء، يُعين أعضاؤه بأمر من رئيس مجلس الوزراء؛ ولإنشاء مركز باسم المركز الوطني للذكاء الاصطناعي، ومكتب باسم مكتب إدارة البيانات الوطنية، ويرتبطان تنظيميًا بالهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي.

هذا وقد شهدت السعودية أخيرًا تزايد الاهتمام الرسمي بالتقنيات الحديثة. ونفذت المملكة خطوات عملية عدة، منها إدخال الذكاء الاصطناعي والروبوتات في مفاصل الدولة والمؤسسات الرسمية.

فقد وظفت السعودية مطلع العام الحالي أول روبوت في وزارة التعليم، يحمل اسم "نقني"، منحه وزير التعليم ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أحمد بن محمد العيسى بطاقة أول موظف آلي.

مبادرات للغد

أطلقت السعودية منتصف فبراير الماضي روبوتًا صيدليًا، يسلم الأدوية للمرضى في أقل من 10 ثوانٍ، أدرجته شركة النهدي الطبية السعودية في فروعها، في خطوة وصفتها بأنها ضرورية لتحسين تجربة تسوق العملاء.

وكانت السعودية قد منحت في عام 2017 الجنسية السعودية للروبوت "صوفيا"، في بادرة رمزية لمستقبل مشروع مدينة "نيوم" الذي أطلقته على أمل أن يكون للروبوتات دور محوري في هذا المشروع الأضخم من نوعه عالميًا لبناء مدينة ذكية تعتمد الطاقة النظيفة وتوفر استثمارات لربط القارات.

إلى ذلك، تسعى السعودية إلى تكثيف اعتمادها على الروبوتات والذكاء الاصطناعي للوصول في المستقبل إلى مرحلة تستبدل فيها رجال المرور برجال آليين، وفقًا للإدارة العامة السعودية للمرور، بهدف مواكبة التقنية واستثمار الروبوتات في التصدي للاختناقات المرورية ورفع مستوى السلامة المرورية وتطوير الأنظمة.

الابتكار وريادة الأعمال

كما أطلقت الهيئة العامة السعودية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في أواخر مايو الماضي بمحافظة الخُبَر مركز "ذكاء"، أول مركز متخصص في تمكين المؤسسات والشركات الناشئة من تقنيات الذكاء الاصطناع، يستهدف المنظمات غير الربحية، وينظم ورشاتٍ في مجالات الابتكار وريادة الأعمال وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي وتسخير خوارزمياته لخدمة قطاع الأعمال، ومسابقات متخصصة في مجال إدخال التقنيات الحديثة في المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتحليل البيانات في قطاعات التجزئة والمطاعم والقطاع الصحي.

وأطلقت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مطلع مايو الماضي الأكاديمية السعودية الرقمية، وهدفها استقطاب وتطوير المواهب المحلية والقدرات الرقمية في مجالات التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتطبيق تجارب دولية رائدة مرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "مرصد المستقبل". الأصل منشور على الرابط:

https://mostaqbal.ae/saudi-arabia-digital-transformation-ai/