أسامة مهدي: عصفت خلافات بلجنة تقديم مرشح لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة اليوم حيث اعلن الحكيم انسحابه منها ما اعاق الاتفاق على مرشح مع انتهاء المهلة الدستورية الاثنين للترشيح مايترك القرار للرئيس صالح لترشيح شخصية ترضي العراقيين.

وأعلن رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم انسحابه من اللجنة السياسية المكلفة باختيار مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة وقال في تغريدة على حسابه بشبكة اواصل الاجتاعي "تويتر" تابعتها "إيلاف" الاثنين "بسبب رفضنا البقاء في معادلة التلكؤ وتحفظنا على حسابات سياسية لا تأخذ بنظر الاعتبار المصلحة العليا للعراق والعراقيين ولا تراعي الظروف الحالية التي تمر بها البلاد فإننا قررنا ان لا نتدخل في مهمة اختيار أسماء المرشحين لمنصب رئيس الوزراء للمرحلة الانتقالية بعد الآن".

نعيم السهيل مع المالكي

واوضح ان "دخول تيار الحكمة الوطني كان لإيجاد مخرج للانغلاق السياسي وتعطيل مصالح الناس ليس الا".. وطالب بحصر مهمة المرشح القادم في اطار إعادة هيبة الدولة والتهيؤ لإجراء الانتخابات المبكرة خلال العام الحالي.

ومن جهته اكد تحالف سائرون بقيادة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فشل اللجنة السباعية الشيعية المكلفة باختيار مرشح رئاسة مجلس الوزراء في مهمتها.

وقال ممثل التحالف في اللجنة نبيل الطرفي في تصريح صحافي إن "تحالف سائرون يعلن أن اللجنة السباعية لم تتوصل الى اتفاق على اختيار مرشح لتكليفه بتشكيل الحكومة بدلا عن الحكومة المستقيلة الحالية".

وأضاف "على رئيس الجمهورية ممارسة صلاحياته الدستورية بالتكليف" وذلك مع انتهاء المهلة الدستورية الثانية لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء مساء اليوم الاثنين.

وفي حال انتهاء المدة الدستورية مساء اليوم فأنه من المرجح ان تقدم القوى السياسية اسم رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي الى الرئيس برهم صالح او هو يقوم بتكليفه بمهمة تشكيل الحكومة.

وكانت القوى السياسية الشعية قد شكلت في العاشر من الشهر الحالي لجنة سباعية تمثلها لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة وتقديم اسمه الى الرئيس العراقي برهم صالح ليقوم بتكليفه رسميا بالمهمة وهي تضم كلا من نبيل الطرفي عن تحالف سائرون بقيادة مقتدى الصدر وعدنان فيحان عن تحالف الفتح بقيادة هادي العامري واحمد الفتلاوي عن تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم وباسم العوادي عن ائتلاف النصر بقيادة حيدر العبادي وحسن السنيد عن ائتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي وحيدر الفؤادي عن حزب عطاء براسة فالح الفياض اضافة الى عبد الحسين الموسوي عن حزب الفضيلة بقيادة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي.

عمار الحكيم

السهيل لم يحظ باتفاق القوى الشيعية

وسبق اللجنة السباعية ان توصلت مساء امس الى اتفاق مبدئي لترشيح نائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية للمهمة لكن خلافات اللحظة الاخيرة عصفت بالاتفاق.

وابلغ مصدر سياسي "إيلاف" ان السهيل الذي سارعت ساحات الاحتجاج الشعبية في بغداد ومحفظات الوسط والجنوب على رفضه يشغل منصب نائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية وعضو في حزي الدعوة بقيادة رئيس الوزراء الاسبق رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.

ورأى المصدر ان القوى الشيعية رشحت السهيل برغم معرفتها انه سيرفض شعبيا ومن قوى سياسية اخرى وذلك في مناورة لاعادة عادل عبد المهدي الى رئاسة الحكومة برغم تقديمه لاستقالته في الاول من كانون الاول ديسمبر الماضي امام ضغط الحراك الشعبي ورغبة المرجعية الشيعية العليا.

وتشير السيرة الذاتية لنعيم السهيل التميمي انه شيخ عشيرة بني تميم من مواليد بغداد عام 1964 شيعي وخريج كلية الادارة والاقتصاد من جامعة المستنصرية في بغداد منتصف التسعينات وتم تعيينه عام 2003 بعد سقوط النظام السابق مديرا عاما في مكتب الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني. كما انه ابن اخ الشيخ طالب السهيل الذ اغتالته مخابرات النظام السابق في بيروت عام 1994 لمواقفه المعارضة لذلك النظام.

مصطفى الكاظمي

ونشر ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الاخيرة صورة لوثيقة يطلب فيها السهيل انشاء جدارية خاصة للرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2002 . والوثيقة هي رسالة من السهيل الى رئيس الجمعيات الفلاحية في العراق يطلب فيها الموافقة على انشاء جدارية "للرئيس العظيم صدام حسين" لمناسبة "ميلاد قائدنا الرمز" كما قال في نص الوثيقة الموقعة من قبل السهيل في 14نيسان ابريل عام 2002 الذي يصادف عيد ميلاد صدام في 29 منه.

وتأتي هذه التطورات في وقت تنتهي الاثنين المهلة الدستورية الثانية لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء وفي حال لم تتوصل اللجنة الى اتفاق نهائي بترشيح شخصية بعينها وتقديم اسمه رسمياً الى الرئيس صالح فستقدم اللجنة السباعية رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي لشغل المنصب وهو الأوفر حظاً لتولي المهمة في الوقت الراهن.