إيلاف: في مواجهة تصاعد الإصابات والوفيات في البلاد بسبب فيروس كورونا فقد أطلقت الرئاسة العراقية حملة لحشد الجهود الشعبية إلى جانب الرسمية لمواجهة الفيروس أطلقت عليها "مبادرة الدفاع عن الوطن" وسط توقعات بإعلان حال الطوارئ في البلاد.

قالت الرئاسة العراقية إن مواجهة هذا التحدي الخطير الذي أضحى يهدد ملايين البشر يستوجب تكاتف كل الجهود الرسمية والمجتمعية.. وإدراكًا لحجم التحدي ومحدودية الإمكانات واستنهاضًا للهمم وتذكيرًا بالواجب الإنساني نعلن اليوم عن مبادرة الدفاع عن الوطن.

وأشارت الرئاسة في بيان صحافي تابعته "إيلاف" اليوم إلى أن العالم والعراق يمرون اليوم بتحدّ من أصعب التحديات التي أضحت تهدد حياة الشعوب تلك الجائحة التي لم تقف أمام خطرها أكبر الإمكانيات الطبية والاقتصادية والمالية في العالم، وربما كانت هذه الجائحة هي الأخطر منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، حتى أضحت إمكانيات الدول الرسمية عاجزة عن مواجهتها، إذ أصابت الاقتصاد قبل الصحة، فهددت مصير اقتصاديات ناهضة.

وبينّت أنه إذا كان هذا التحدي الخطير قد واجه الدول الأكثر غنىً وتقدمًا طبيًا، فهي أكثر تهديدًا للدول الأضعف اقتصاديًا والأقل تطورًا واستعدادًا طبيًا.

توزيع معونات على المعوزين في العراق بسبب كورونا

شددت على أن مواجهة هذا التحدي الخطير الذي أضحى يهدد ملايين البشر يستوجب تكاتف كل الجهود الرسمية والمجتمعية، وإلا فستكون الخسارة فادحة، لا سيما وهي تصيب الأرواح. وقالت "إدراكًا منا لحجم التحدي ومحدودية الإمكانات واستنهاضًا للهمم وتذكيرًا بالواجب الإنساني نعلن اليوم عن مبادرة الدفاع عن الوطن لحشد الجهد الوطني الشعبي لمواجهة جائحة كورونا برعاية رئاسة الجمهورية بعدما تقدمت المرجعية الدينية العليا بمبادرتها الكريمة لرعاية الفقراء والمتعففين ومن انقطعت بهم السبل".

وعبّرت عن الأمل في تكاتف الجميع من أجل إنجاح هذه المبادرة لعبور الأزمة وحفظ الأرواح.. موضحة أنها ستعلن لاحقًا عن المخوّلين إدارة هذه المبادرة وأرقام الحساب التي يتم من خلالها التبرع، وأرقام الهواتف الخاصة باللجنة المشرفة.

في آخر إحصائية لعدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا فقد أعلن العراق أمس عن ارتفاع العدد الكلي إلى 458 إصابة، والوفاة إلى 40، وحالات الشفاء إلى 122 حالة.

بالترافق مع ذلك فقد حذرت خلية الأزمة العراقية من خطر في الأسبوعين المقبلين. وقال الفريق الإعلامي للخلية في بيان إن "الأسبوعين المقبلين هما الأخطر في انتشار كورونا في العراق، ولا بد من التشدد التام لبقاء المواطنين في منازلهم".

توقعات بخروج الوضع عن السيطرة وإعلان الطوارئ في البلاد
من جهتها تدرس خلية الأزمة البرلمانية في العراق التوصية بإعلان حالة الطوارئ في البلاد. ورجّحت خروج الوضع عن السيطرة في حال عدم التزام المواطنين بحظر التجوال المفروض خوفًا من تفشي فيروس كورونا.

وأشار فالح الزيادي الناطق الرسمي باسم الخلية إلى أن "الخلية تدرس خيار طلب إعلان حالة الطوارئ خلال الأيام المقبلة، وذلك في حال خرج الوضع عن السيطرة".

قال إن "هناك استنفارًا حكوميًا كبيرًا من أجل تطبيق حظر التجوال والالتزام بكل التوصيات والإجراءات التي تصدر من خلية الأزمة الحكومية".. مؤكدًا أنه "لا سبيل للخلاص من الفيروس إلا بالبقاء في المنازل".

سلات غذائية لمتضررين من آثار كورونا في العراق

أضاف الزيادي في حديث لوكالة "بغداد اليوم" تابعته "إيلاف" السبت إن "زجّ المزيد من قوات الجيش في الشارع ودعوات عسكرته في الوقت الحالي بدعوى السيطرة على الوضع غير مجدية، وستخلق حالة من الانفعال والشد بين المواطنين والعسكر".. محذرًا من أن "عدم التزام المواطن وتعاونه في فرض حظر التجوال سيجبر الحكومة على تطبيق الحجر المنزلي بالقوة وإشراك الجيش في رضه".

وأكد أن "هناك زيادة غير اعتيادية في عدد حالات الإصابة والوفيات".. مرجحًا أن "يخرج الوضع عن السيطرة في الأيام المقبلة".. مشددًا على المواطنين بضرورة الالتزام بحظر التجوال.

ومساء أمس أعلنت سلطة الطيران المدني تعليق الرحلات الجوية في البلاد لغاية 11 من الشهر المقبل، وهو نهاية حظر التجوال في العراق.

أكد مدير عام سلطة الطيران دريد يحيى جاسم في بيان أن قرار تعليق الرحلات الجوية يشمل جميع الرحلات الداخلية والخارجية في البلاد باستثناء رحلات الطوارئ والإخلاء الطبي والدبلوماسية والصليب الأحمر والهلال الأحمر ورحلات الشحن الجوي، والتي تستمر بشكل طبيعي، وكذلك الطائرات العابرة للأجواء العراقية، لغرض الاستجابة للإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا، والتي تأتي ضمن الخطوات لمنع تفاقم الأزمة الوبائية، ولحماية مسافرينا، وانسجامًا مع توصيات منظمة الصحة العالمية".