يزعم الحرس الثوري الإيراني أنه صنع "جهازًا ذكيًا" هو الأول من نوعه في العالم، يمكنه اكتشاف فيروس كورونا المستجد على بعد 100 متر، ما أثار سخرية عدد كبير من الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

إيلاف من بيروت: أعلن حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، أن جهاز "مستعان" الذكي الذي صنعه الحرس الثوري يكتشف المصابين بالفيروس أو الأسطح الملوثة على بعد 100 متر خلال خمس ثوان فقط بتوجيه هوائي مرتبط بالجهاز باتجاه النقطة المصابة، ومن دون أي حاجة إلى سحب عينات من الدم من المرضى، وتم اختبارها في مستشفيات مختلفة وأظهرت أداء إيجابيًا في 80 في المئة من الحالات.

مستعان الفضيحة
أضاف سلامي: "تتلخص طريقة عمل الجهاز من خلال إنشاء مجال مغناطيسي واستخدام فيروس ثنائي القطب داخل الجهاز من أجل اكتشاف فيروس كورونا. ويجري تكييف جهاز مستعان من أجل الكشف عن جميع أنواع الفيروسات في نهاية المطاف".

يناقض هذا الزعم أبسط قواعد الطب الفيروسي. فالمعروف أنه لا يمكن التأكد من الإصابة بأي فيروس إلا من خلال سحب عينات من جسم المصاب، وهذه الحقيقة تحوّل "مستعان" إلى كذبة تثير فضيحة مدوية، تضاف إلى الأخبار الملفقة التي تعلنها القيادات الإيرانية عن اختراعات عسكرية يتبيّن لاحقًا كذبها.

قبل هذا الخبر الإيراني الرسمي، كان أحد الإيرانيين يروّج للقاح ابتكره ضد فيروس كورونا، وباع منه عددًا كبيرًا "أونلاين"، وجنى منه نحو 8 ملايين ريال إيراني، أي ما يعادل 60 دولارًا لا أكثر.

سرّ الأسرار الصينية
ليس هذا الزعم المضحك الوحيد بشأن كورونا وعلاجه. فليس بعيدًا من إيران، شاع في الصين التي خرج الوباء من أرجائها أن لي وينليانغ، وهو الطبيب مكتشف الفيروس والذي توفي بسببه، اكتشف قبل وفاته علاجًا مركبًا تبقيه السلطات الصينية سريًا كي تحتكره وتسوقه فتجني منه المليارات.

وبحسب الشائعة، يتكون هذا العلاج السري من العناصر الثلاثة الآتية: ميتيلزانتين وثيوبرومين وثيوفيلين، وتستطيع مجتمعة أن تقوي المناعة فتمنع الفيروس من النمو داخل الخلايا. لكن، تبين لاحقًا أن هذه العناصر تؤلف معًا الشاي الذي يشربه البشر.

تصر الشائعة على أن الشاي الصنيني إذًا هو العلاج الحقيقي للوباء، وأن مصابين بكورونا تماثلوا إلى الشفاء بعدما تناولوا الشاي الصيني ثلاث مرات يومًا، وهذا هو سرّ بلوغ مدينة ووهان، بؤرة الوباء الأولى، بر الأمان.

وساندت هذه الشائعة شائعة أخرى مفادها أن الاستخبارات الفرنسية تؤكد أن الصين تستعمل دواءً لكورونا لا تصرح عنه للعالم، لأنها تعرف فعليًا كيف يمكن القضاء على الفيروس ما دامت هي من صنعه. وأضافت الشائعة أن روسيا أجبرت الصين على تقديم وصفة العلاج لإيطاليا التي أنهكاها الفيروس أكثر من غيرها.

أعشاب لبنانية وكويتية
في لبنان، زعم خبير الأعشاب علي الفقيه أنه اكتشف علاجًا وقائًا من كورونا، ألّفه من 84 عشبة، بينها 50 عشبة برية و34 عشبة بحرية، جففها وطحنها، فأخرج دقيقًا سينقذ البشرية كما نقلت عنه تقارير صحافية.

أضافت هذه التقارير أن الفقيه أراد رد الجميل للصين، إذ درس فيها طب الأعشاب، لكنه لا يعرف علم الفيروسات، ولا يعرف شيئًا عن فيروس كورونا المستجد، إلا أنه يدعي ابتكاره علاجًا لمرض نقص المناعة المكتسبة وشفى به مريضًا في 16 يومًا، وعلاجًا لفيروس إيبولا الذي أعجز علماء العالم.

للفقيه اللبناني سيّ كويتي اسمه هشام الجاسر، وهو عضو في مجلس إدارة جمعية الطب البديل في دولة الكويت. علاج الجاسر لفيروس كورونا المستجد مكون من ثمانية أعشاب، منها ما هو مزروع في الكويت، ومنها مستورد. الفارق بين الرجلين أن الجاسر يحمل شهادتين: أولى في صيدلة الطب اليوناني من الهند، وثانية في علم الجب الانعكاسي من الولايات المتحدة.

حبة سوداء وزيوت عطرية
لليمن حصته أيضًا. فقد زعم محمد عبد المجيد الزنداني، نجل قيادي في حزب الإصلاح الإخواني مقيم مع والده في تركيا أنه توصل إلى لقاح يقضي على كورونا في 72 ساعة، وأنه في صدد تتميم البحوث اللازمة في إحدى الجامعات التركية وتقديم المسألة لوزارة الصحة التركية. وتبيّن لاحقًا أن الزنداني لم يدرس الطب، لكنه يعالج الناس بالحبة السوداء والعسل.

إلى جانب الزنداني في تركيا، قال خبير الأعشاب التركي محمد قاسم ألاغييك الذي يعيش يعيش في ولاية، وأن شرق تركيا، إنه قادر على إيجاد علاج لفيروس كورونا بالأعشاب.

وعلى الرغم من اعترافه بأن الأخبار التي يبثها التلفزيون التركي هي المصدر الوحيد لمعرفته بالفيروس، نقلت عنه صحف تركية قوله إن الدواء الذي أعده من مزيج من الأعشاب المختلفة يشفي من كورونا بين 95 أو 100 في المئة من المرضى، خلال 15 إلى 20 يومًا، ويمكن الجهات الصحية المختصة أن تجربه.

أما السوري قحطان غانم فيزعم أنه صنع علاجًا لكورونا مكونًا من زيوت عطرية مستخلصة من قشور ثمار الحمضيات. وفي سوريا أيضًا، أعلن الصيدلاني شيفان قاووق عن اكتشافه علاجًا يساعد على رفعِ كريات الدم البيضاء وتحفّيز الخلايا على قتل الفيروسات، يمكن استخدامه لعلاج كورونا، كاشفًا عن مادة "سكوالين" موجودة ضمن كبسولات كبد القرش، وتعمل بشكل رئيس على تحفيز الخلايا على قتل الفيروس داخل جسم الإنسان.