تم اختيار الفيلم السعودي "شرشف" للمخرجة السعودية هند الفهاد ضمن منصة تريبيكا للأفلام في دورتها الافتراضية الحالية. الفيلم من كتابة هناء العمير، وإنتاج طلال عايل.

إيلاف من دبي: اختارت شبكة مؤسسة ترييبكا للأفلام، بالشراكة مع مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، مشروع الفيلم السعودي "شرشف" للمخرجة هند الفهّاد، للانضمام إلى سوق أفلام منصة مؤسسة تريبيكا للأفلام (TFI) في دورتها الحالية.

تعاون في الفيلم طاقم سعودي بقيادة الفهّاد، وكتبته للسينما هناء العمير، وأنتجه طلال عايل، وسيمثل السعودية في منصة ترييبكا التي تقرّر عقدها افتراضيًا في هذا العام بين 27 أبريل الجاري والأول من مايو المقبل.

"شرشف" هو أحد الأفلام المشاركة في معمل البحر الأحمر للأفلام الذي أطلق بشراكة مع معمل تورينو للأفلام، واختير من ضمن 12 مشروعًا للمشاركة في ثلاث إقامات فنية وبرنامج حضانة على مدى ستة أشهر، بدءًا من نوفمبر 2019. ضمّ البرنامج ستة مشروعات سعودیة وستة عربیة قيد التطوير.

وكان الفيلم حصل في نوفمبر 2017 على دعم برنامج "إنجاز" التابع لمهرجان دبي السينمائي الدولي.

هيلة والانفتاح
تدور حوادث الفیلم في مدينة الرياض في عام 1978. يقص "شرشف" قصة هيلة، الشابة التي تكتشف جمال السينما، وترى نفسها تتبنى موجة "التقدمية" السارية في البلد. يتابع المشاهد رحلتها باتجاه التغيرات التي ظهرت في حياتها؛ ففي البداية، كانت هيلة متحفظة وما زالت، بنمط الحياة الاجتماعية نفسه الذي عاشته مع أهلها، ترفض التغيير وترفض أن تكشف وجهها حتى للمصور الذي يلتقط صورًا لجواز سفرها. كانت قلقة من أي حدث أو اختلاف في نمط العيش.

المخرجة السعودية هند الفهاد

مع تطور القصة، نرى كيف تتغير هيلة تدريجًا لتصبح إمرأة جديدة كليًا، أكثر حداثة واعتمادًا على النفس، كأختها الأصغر نورة. أما اللحظة الحاسمة خلال هذه النقلة فحدثت حين اكتشفت السينما من خلال أفلام عمر الشريف. منذ تلك اللحظة، أصبحت تؤطر أنوثتها وتتحلى بالثقة يومًا عن الآخر.

أصبحت السينما شغفًا بالنسبة إلى هيلة، كما صارت وسيلة نقل إلى عالم الوعي العظيم. تحولت هيلة إلى امرأة مليئة بالحياة، تريد أن تشارك الجميع شغفها، إخواتها في المساء أو مجتمعها حين تخطط لعروض سينمائية جماعية في منزلها.

صارت هيلة داعمة للحياة المليئة بالانطلاق وحب الفنون... لكن، فجأة، تغير كل شيء! حدث قام بتغيير المجتمع السعودي، وأنهى حقبة الإنفتاح. تحوّل المجتمع من الحداثة نحو التحفظ، وتم محو كل آثار التقدم. إلا أن هيلة حافظت على إيمانها بالسينما، وبأن لها مساحة خاصة تهرب إليها من الواقع.

خطوة معززة
هند الفهّاد صانعة أفلام سعودية من حائل، دخلت عالم الإخراج السينمائي في عام 2012، وأخرجت ثلاثة أفلام قصيرة هي: "ثلاث عرائس وطائرة ورقية" في عام 2012، و"مقعد خلفي" في عام 2013، و"بسطة" في عام 2015. وفاز هذا الأخير بجائزة المهر الخليجي للفيلم القصير كأفضل فيلم خليجي قصير في مهرجان دبي للأفلام في عام 2015، وجائزة الفيلم الروائي القصير في مهرجان الشباب للأفلام في جدة في عام 2016.

شاركت في الإخراج التلفزيوني فأخرجت حلقتين من مسلسل "فلتر"، واختيرت ضمن لجنة الحكام لفئة أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية 2017.

تقول الفهاد لصحيفة "الشرق الأوسط" إنّ اختيار الفيلم "خطوة مهمة ومعززة لتطور الفيلم السعودي وتقدّمه، ويأتي الاختيار لمصلحتنا ولمصلحة القصص السعودية لكونه يشارك في منصة تريبيكا للأفلام بدورتها الحالية، وسعيدة جدًا باختيار مشروع فيلم ’شرشف‘ لأنّ التطوير الذي مرّ به النّص في مهرجان البحر الأحمر ساعد كثيرًا على معرفة نقاط القوة، واستطعنا إيجاد التأثير المناسب في قصتنا".

تضيف: "عملنا على التركيز في العمل كفيلم سينمائي يحكي بلغة بصرية، فمشروع فيلم ’شرشف‘ مرّ بتغيرات وتطورات كثيفة جدًا، وهي التطورات التي بلورت القصة أمامنا وكيف نقدمها، خصوصًا أنّ الفيلم يتكلم عن حقبة لم تُوجد فيها أفلام ولا أعمال سينمائية ناقشتها مسبقًا، هذا الاختيار لـ’شرشف‘ يجعل القصص المحلية حاضرة في أهم المنصات السينمائية".

وفي حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية في يناير الماضي، قالت: "إن التطورات التي شهدتها السعودية تنعكس بشكل كبير على الأعمال الفنية، كانعكاسها على الإقبال الكبير سواء على دور العرض أو المشاركات النسائية في مهنة التمثيل التي اقتصرت قبل ذلك على نساء من دول أخرى".

ولفتت إلى أن فتح الأبواب أمام الممثلات السعوديات من شأنه أن يثري الأعمال السينمائية السعودية بشكل أكثر واقعية، لاسيما أن تجسيد الأدوار النسائية في السابق اعتمد على الميكب حال عدم توفر جميع الأعمار التي تحتاجها الشخصيات المشاركة في الأعمال السينمائية.

مخرجة وكاتبة وناقدة
أما هناء العمير فهي مخرجة وكاتبة وناقدة سينمائية، فازت بالعديد من الجوائز، وكتبت الكثير من المقالات، وترأست مجموعة من ورش الكتابة لقنوات تلفزيونية منها إم بي سي وقناة أبوظبي. وهي عضو مجلس إدارة في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.

الكاتبة والمخرجة السعودية هناء العمير

بحسب ما وصفتها "عكاظ" السعودية، لم تتمكن العمير الحاصلة على ماجستير الترجمة من جامعة هيروت وات في اسكتلندا في عام 1996، من كبح إغراء الكتابة، ما دفعها إلى تقديم أول سيناريوهاتها في مهرجان أفلام السعودية في عام 2008 فحصدت جائزة النخلة الفضية، لتنطلق بعده لإخراج فيلمها الوثائقي الأول "بعيدًا عن الكلام" الذي شارك في مهرجانات عدة، أبرزها مهرجان الخليج 2009.

كما خاضت العمير تجربتها الإخراجية الأولى في السينما بفيلمها القصير "شكوى" الذي كتبته في أيام قلائل، إلا أن الفيلم الذي لا تتعدى مدته 20 دقيقة حقق نجاحًا كبيرًا، وحصد جائزة "النخلة الذهبية" في مهرجان الأفلام السعودية في عام 2015.

وتوّجت العمير أعمالها أخيرًا بإخراج المسلسل التلفزيوني الكوميدي "بدون فلتر" بأسلوب مميز، متكئة على عشقها للسينما البريطانية والإيطالية.