استأنفت الحكومة البرازيلية نشر العدد الإجمالي للوفيات بفيروس كورونا المستجد في البلاد الثلاثاء وانتقدت بشدة منظمة الصحة العالمية معتبرة أنها تفتقد إلى "الاستقلالية والشفافية" في مكافحة وباء كوفيد-19.

وكانت حكومة اليميني جاير بولسونارو توقفت عن نشر الحصيلة الإجمالية للوفيات الجمعة، موضحة أنها تتبع أسلوبا جديد يقضي بإعلان عدد الوفيات خلال 24 ساعة يوميا.

لكنها واجهت انتقادات حادة بينما طالبتها المحكمة العليا في قرار الإثنين باستئناف نشر الأرقام.

وقالت وزارة الصحة البرازيلية الثلاثاء إن عدد الوفيات ارتفع بمقدار 1272 لتصبح الحصيلة الإجمالية 38 ألفا و406 وفيات. واضافت أن عدد الإصابات بلغ 739 ألفا و503. وبذلك أصبحت البرازيل الثالثة في العالم في عدد الوفيات والثانية في عدد الإصابات بعد الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، انتقد وزير خارجية البرازيل ارنستو أراوجو الثلاثاء منظمة الصحة العالمية معتبرا أنها "تفتقر للاستقلالية والشفافية والتناغم" في مكافحة فيروس كورونا المستجد.

وقال إرنستو أراوجو خلال اجتماع وزاري "علينا التحقق مما إذا كان الأمر مرتبطا بنفوذ سياسي، أو بنفوذ فاعلين غير حكوميين داخل منظمة الصحة العالمية أو أنها مسألة أسلوب وشفافية".

وأشار خصوصا إلى "عدم التناغم" في المواقف المتعلقة بـأمور مثل "منشأ الفيروس والإصابة والاحتواء واستخدام هيدروكسي كلوروكوين ومعدات الحماية والآن انتقال العدوى عن طريق مرضى لا يعانون من اعراض".

وكان الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو هدد الجمعة بسحب بلاده من منظمة الصحة العالمية كما فعل نظيره الأميركي دونالد ترامب، للاحتجاج على "انحيازها العقائدي".

ولفت وزير الخارجية إلى أن أعضاء منظمة الصحة العالمية اعتمدوا قرارا في 19 أيار/مايو ينص على اتباع "تقييم مستقل" للرد على الوباء. لكنه طلب إجراء هذا التحقيق في أسرع وقت ممكن.

وقال إن "البعض يرون أنه يجب الانتظار حتى نهاية الوباء (...) لكنني لا أوافق وتأرجح منظمة الصحة العالمية يقوض الجهود التي تبذلها البلدان".

وتابع "نحن ننسق مع أستراليا والاتحاد الأوروبي وبلدان أخرى التقييم اللازم لما يحدث في منظمة الصحة العالمية"، مؤكدا أن الهدف هو بدء "عملية إصلاح" في الوكالة الأممية.

وخلال الاجتماع الوزاري نفسه، تطرق بولسونارو إلى آخر جدال أحدثه تصريح ماريا فان كيرخوف، المديرة الفنية للاستجابة لكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، التي قالت الاثنين إن انتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد من الأشخاص الذين لا يعانون من الأعراض يبدو "نادرا جدا".

وقال بولسونارو الذي انتقد بشدة تدابير العزل التي فرضها حكام الولايات المختلفة في بلاده "إذا قيل أن انتقال العدوى من الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض معدوم تقريبًا (...)، فإن ذلك قد يكون مؤشرا إلى إمكانية التعجيل في إعادة فتح للمتاجر".

لكن منظمة الصحة العالمية سعت الثلاثاء إلى توضيح "سوء فهم".

واوضحت فان كيرخوف "استخدمت عبارة نادر جدًا ولكن من سوء الفهم أن نقول إن عمليات الانتقال من دون أعراض نادرة جدًا بشكل عام، كنت أشير إلى مجموعة دراسات صغيرة".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد طلبت الاثنين من البرازيل التزام "الشفافية" في نشر أرقام الوباء، الذي شهد الإعلان عنها تفاوتا في الأيام الأخيرة.