أغلقت الصين المدارس في العاصمة بكين وحدت من حركة الطيران منها الأربعاء لتفادي تفشي موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا المستجد في حين ارتفعت الوفيات المسجلة في الهند.

وأثارت البؤرة الجديدة المكتشفة في الصين وارتفاع أعداد الإصابات في أميركا اللاتينية وجنوب آسيا شكوكاً جديدة بشأن مدى قدرة العالم على السيطرة على الجائحة التي تسببت بأكثر من 8,1 ملايين إصابة ونحو 440 ألف وفاة.

وفي حين تحسنت الآمال بالقدرة على علاج المرضى من خلال "الاختراق" الذي سجلته دراسة بريطانية لعقار ديكساميثازون الذي قلل الوفيات بين المرضى، فإن عدم توفر لقاح يعني أن الدول يجب أن تعتمد على شكل من أشكال تدابير الإغلاق للحد من انتشار الفيروس.

وبعد تسجيل 31 إصابة جديدة في بكين، ألغت السلطات الصينية الأربعاء أكثر من 1200 رحلة جوية من مطارات العاصمة الرئيسية، معززة بذلك القيود التي فرضتها في وقت سابق على ما يقرب من 30 مجمعا سكنيا.

وقال باي شيوه، أحد العاملين في مطعم في بكين، "إن الوضع خطير والناس لا يريدون الخروج"، ووضع المطعم ملاحظة على الانترنت يقول فيها إنه لم يشتر المواد التي يستخدمها لإعداد الطعام من شينفادي وهو سوق الجملة الكبير الذي نسبت إليه الإصابات الجديدة.

ومع تسجيل قرابة 140 إصابة منذ الأسبوع الماضي في العاصمة الصينية التي يعيش فيها 21 مليون نسمة، أغلقت المدارس منذ الثلاثاء وحثت السلطات سكان العاصمة على تأجيل مشاريع السفر فيما أجريت اختبارات للآلاف للكشف عن فيروس كورونا المستجد.

وفي حين تخشى الصين من موجة ثانية من الإصابات بعد السيطرة على انتشار المرض إلى حد كبير، بدأت دول أخرى مثل الهند للتو تشعر بالعبء القوي للوباء.

وأفادت الدولة الواقعة في جنوب آسيا ويبلغ عدد سكانها 1,3 مليار نسمة عن ارتفاع حاد في الوفيات إلى ما يقرب من 12 ألف وفاة، وباتت تسجل حالياً رابع أعلى معدل للإصابات في العالم.

وتعاني المستشفيات في بومباي، العاصمة المالية للهند، من تدفق المرضى عليها، في حين نقلت السلطات في دلهي المرضى إلى الفنادق وقاعات الولائم.

وسجلت زيادة في الإصابات كذلك في إيران والمملكة العربية السعودية، بينما تتجه الأنظار بقلق نحو أميركا اللاتينية، البؤرة الجديدة للجائحة.

إذ سجلت البرازيل، الدولة الأكثر تضررا بعد الولايات المتحدة، أعلى زيادة يومية في عدد الإصابات بينما ارتفع عدد الوفيات في البيرو إلى 7000 وفاة.

اختراق

في غياب لقاح أو علاج فعال، تظل عمليات الإغلاق بشكل ما السلاح الرئيسي للسيطرة على فيروس كوفيد-19 لدى الحكومات التي تواجه ضغطاً سياسياً واقتصادياً متزايداً.

وهكذا جرى الترحيب بالأخبار الجيدة على جبهة البحث العلمي إذ خلصت دراسة "ريكوفري" البريطانية الواسعة إلى أن العلاج باستخدام عقار ديكساميثازون وهو منشط ستيرويدي متاح على نطاق واسع يمكن أن يقلل من الوفيات بين مرضى كورونا.

وهنأ رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس العلماء على "الاختراق العلمي المنقذ للحياة".

وأعطى باحثون بقيادة فريق من جامعة أكسفورد الدواء لأكثر من 2000 مريض يعانون من أعراض خطيرة. ومن بين أولئك الذين ما كانوا يستطيعون التنفس إلا بمساعدة جهاز التنفس الاصطناعي، بينت التجربة أن الوفيات انخفضت بنسبة 35%.

وقال الأستاذ في جامعة أوكسفورد بيتر هوربي إن "ديكساميثازون غير مكلف ومتوفر ويمكن استخدامه على الفور لإنقاذ الأرواح في جميع أنحاء العالم".

"غريب بعض الشيء"

وبدأت الدول الأوروبية، بما في ذلك بلجيكا وفرنسا وألمانيا واليونان، برفع القيود الحدودية، أملاً في إنقاذ موسم السياحة الصيفي.

لكن الحياة لم تعد إلى طبيعتها على الرغم من انخفاض أعداد الحالات في هذه البلدان.

ويستأنف الدوري الإنكليزي الممتاز الذي يحظى بمتابعة هائلة بين مشجعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم الأربعاء بعد تعليق طويل بسبب الوباء - لكن المباريات ستقام في ملاعب فارغة.

وحث المنظمون المشجعين على عدم التجمع خارج الملاعب، لأن ذلك قد يؤدي إلى تفشي الوباء من جديد.

وهناك تخطيط لبث أصوات الجماهير في الملاعب لتقليد أجواء المباراة ووضع أشكال تمثل المشجعين من الورق المقوى في المدرجات، لكن مدير مانشستر سيتي بيب غوارديولا قال إن الأمور ستظل "غريبة بعض الشيء".