أثار اتهام النيابة العامة اللبنانية في جبل عامل لرجل الدين والسياسي اللبناني البارز علي الأمين بـ"العمالة لإسرائيل"، عاصفة من ردود الفعل على الساحة اللبنانية.

الأمين، الذي اتهم الثلاثاء بـ"الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين في البحرين، ومهاجمة المقاومة وشهدائها بشكل دائم، والتحريض بين الطوائف وبث الدسائس والفتن، والمس بالقواعد الشرعية للمذهب الجعفري"، قد يواجه أحكاما تصل إلى "الإعدام" أو السجن المؤبد في حال أدين بهذه التهم.

وقال الناشط السياسي مصطفى فحص لموقع "الحرة" إن الاتهام هو "عملية كيدية تهدف إلى ترهيب المعارضين للحزب تحت ذريعة العمالة لإسرائيل من أجل تشويه موقعهم و حضورهم الاجتماعي والأخلاقي".

ويعتقد فحص أن "خطورة الموضوع تكمن في أن هناك تحريكا لملفات مقدمة لأن تطال الجميع وبأن من يقف وراءها ليس لديه خطوط حمراء فهو بدأ حملته من الأمين دون أدنى اعتبارات".

واللقاء المفترض، هو اجتماع "أعمال الطاولة المستديرة الدولية للأعمال والحرية الدينية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، التي نظمها مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، بالتعاون مع مؤسسة الأعمال والحرية الدينية في واشنطن، بمشاركة أكثر من ستين شخصية من صناع القرار في قطاعات الاستثمار والاقتصاد وريادة الأعمال، وبينهم رجال دين وممثلو مؤسسات دينية.

ويظهر الأمين في صورة جماعية التقطت بعد انتهاء المؤتمر، الذي عقد العام الماضي، إلى جانب أحد الحاخامات اليهود.

الصورة التي ظهر فيها الامين في ختام المؤتمر

وعلى الفور، قارن مدونون بين هذه الصورة، وبين صورة أخرى يظهر فيها السياسي اللبناني المعروف جبران باسيل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

ورجح الصحفي اللبناني، علي الأمين، أن يكون اتهام الأمين نتيجة لمشاركته في مؤتمر شارك فيه رجل دين إسرائيلي، مضيفا أن "الأمر لا يمتلك غطاء قانونيا خاصة وأن سفير لبنان كان مشاركا في المؤتمر بالإضافة إلى رجال دين مسيحيين".

وقال الصحفي الأمين إن "أهم أسباب الاتهام هو محاولة حرف النقاش الدائر في البلد بين سلطة عاجزة عن تقديم شيء للشعب، إلى نقاش آخر يتعلق بالعمالة والعملاء، وأيضا رسالة للمحتجين والمعترضين على الحزب بتسليط سيف العمالة عليهم وأنه من الممكن أن يلاحقوا بهذه التهمة للجم اي تحركات معارضة".

ويعتقد كثيرون أن مواقف علي الأمين المعلنة تجاه تصرفات حزب الله في الداخل اللبناني، وموقفه من تدخل إيران في الشؤون اللبنانية، كانت السبب وراء اتهامه.

وقال الناشط اللبناني لقمان سليم لموقع الحرة إن "خطورة الاتهام لا تتعلق فقط بالأمين ولكن أيضا بانحسار الحياة السياسية وتوسع قبضة الأمن على كل نواحي الحياة، فليس مصادفة أن تخرج تهمة العمالة سواء باتهام ناشطين شباب مثل كندة علوش أو مخضرمين مثل علي الأمين".

ويعتقد سليم أنه "عندما لا يجد القضاء التابع لحزب الله إلا تهمة العمالة لإلقائها على الناشطين، فهذا يعني أن كتاب حيلهم وصل إلى صفحاته الأخيرة، وفقدت تهمة العمالة قيمتها".

ودأب الأمين على انتقاد "انفلات سلاح حزب الله"، وأكد مرارا على ضرورة "حصر قرار الأمن والحرب والسلم" بيد الدولة اللبنانية.

كما أن الأمين يعتبر شخصية معتدلة دينيا، وحاول التقريب بين الطوائف اللبنانية بخطب دينية ودراسات تقترح مزيدا من التقارب بين المذاهب والأديان.

ورد الأمين، في وقت سابق، على حملات الاتهام ضده بتأكيد أنه "لم يلتق الشخصية اليهودية"، مضيفا "حملات التخوين هذه جاءت تتويجًا لمجموعة من الحملات القديمة التي قام بها حزب الله لرفضي المشروع الإيراني الذي يحمله للمنطقة".

وقال وقتها "الخلاف مع الثنائي الشيعي ليس جديدًا، فهو يعود إلى عقود مضت سبقت إبعادهم لي من الجنوب في الـ2008 بقوة السلاح، واستمرت معارضتي لسياسة اتباع الرؤيا الإيرانية حتى اليوم".

وأعربت شخصيات سياسية لبنانية بارزة عن رفضها لقرار الاتهام، إذ قالت صحيفة "النهار" اللبنانية إن "الرئيس فؤاد السنيورة اتصل بالأمين ليعرب له عن استنكاره لاتهامه بحجج تثير السخرية والاشمئزاز والاستهزاء من قلة العقل وعدم التبصر المتبعة والمسيطرة".