بين التقرب من واشنطن أو الارتباط بالاتحاد الأوروبي، والإبقاء على إصلاحات النظام القضائي أو العودة المعلنة إلى دولة قانون، يختلف المرشحان في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في بولندا الأحد حول الوجهات الأساسية لرئيس الدولة.

وتتركز المواجهة الحادة بين الرئيس أندريه دودا المدعوم من حزب العدالة والقانون المحافظ والقومي، الذي يترشح لولاية ثانية، ورئيس بلدية وارسو رافال تراسكوفسكي الذي ينتمي إلى "المنصة المدنية" أكبر حزب معارض وسطي، حول البرامج الاجتماعية والقضايا الإيديولوجية.

وفيما يلي المجالات التي يدافع عنها المرشحان.

دولة القانون

واجهت إصلاحات النظام القضائي التي أدخلها المحافظون القوميون برعاية أندرية دودا انتقادات حادة من المعارضة والإتحاد الأوروبي، الذين اعتبروها انتهاكا للدستور وللمعايير الأوروبية.

وانتقدت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية فيرا جوروفا بشدة هذه التعديلات. وقالت لمجلة دير شبيغل الألمانية الأسبوعية في بداية العام "إنه ليس إصلاحا، إنه تدمير".

منذ عام 2017، بدأت المفوضية الأوروبية باتخاذ أربعة تدابير تتعلق بانتهاك الإصلاحات القضائية التي يرى فيها دودا محاربة للفساد والتأثير الشيوعي في القضاء البولندي.

ووعد تراسكوفسكي، الذي انتقد "تآكل الدولة وتفكيك المؤسسات العامة وسحق الدستور"، بالعمل "لصالح احترام القوانين في بولندا، ولا سيما قرارات محكمة العدل في الاتحاد الأوروبي".

خلال الحملة، هاجم دودا حقوق المثليين باسم حماية الأسرة التقليدية، واعتبر "عقيدة المثليين" شكلا جديدا من الشيوعية.

وطرح منافسه، من جهته، الاعتراف بالزواج المدني للجميع، بمن فيهم المثليون، في حين عارض فكرة تبني هؤلاء الأزواج للأطفال.

السياسة الخارجية

عُرف عن دودا، خلال ولايته الرئاسية التي امتدت على مدار خمس سنوات، تقاربه مع الولايات المتحدة، والذي تم تحقيقه بنجاح منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وأكد دودا أن "العلاقات البولندية الأميركية هي الأهم".

قبل أربعة أيام من الدورة الأولى للانتخابات البولندية، كان أول زعيم أجنبي تستقبله واشنطن منذ بداية الوباء، وقد هنأه ترامب على "عمله الرائع".

دون أن يظهر علانيةً أنه متشكك إزاء أوروبا، وصف دودا الاتحاد الأوروبي بأنه "مجتمع خيالي لا نجني منه سوى القليل".

وفي المقابل، هناك تراسكوفسكي، المناصر لأوروبا، والمدعوم بخبرته كوزير دولة سابق للشؤون الأوروبية، الذي انتقد "دمار" العلاقات مع بروكسل واعدا بـ"إعادة بناء موقف بولندا داخل الاتحاد الأوروبي".

ورأى أن "بولندا تعتبر شريكا قويا فقط عندما يكون لها موقف قوي وتأثير قوي داخل الاتحاد الأوروبي".

ولدى سؤاله عن أول وجهة أجنبية محتملة له، أعلن عن نيته دعوة الرئيسين الفرنسي والألماني في بادئ الأمر إلى بولندا.

الأمن

خلال ولاية دودا، فضلت بولندا شراء الأسلحة من الولايات المتحدة، ولا سيما الطائرات الحربية من طراز إف-35، وأنظمة باتريوت المضادة للصواريخ أو المروحيات من طراز بلاك هوك. وفي المقابل، أنهت وارسو عقدها لشراء مروحيات كاراكال مع "إيرباص هيليكوبترز" الأوروبية، مما أدى إلى فتور في العلاقات البولندية الفرنسية.

ويرى تراسكوفسكي، رغم هذه الطلبيات، أن "تحديث الجيش تباطأ" في بولندا وأن نظام تدريب القوات "تدمر". وشجب "التخلي" في صفوف الجيش واعدا بإجراء "تدقيق للأمن القومي".

ويشترك المرشحان بامتلاك رأي إيجابي حول وجود القوات الأميركية وقوات الحلف الأطلسي على الأراضي البولندية، ويعدان برفع الإنفاق على الدفاع إلى 2,5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، مقابل حوالي 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي التي يطالب بها التحالف وتلتزم بها بولندا.

كما يؤيد كلاهما "بحزم" العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014.