لندن: مع النجاح الملحوظ الذي حققه في مواجهة جائحة (كورونا)، وجد الأردن نفسه، أمام أزمة الدواجن الفاسدة التي تكشفت على وقع تداعيات تسمم الشاورما في أحد مطاعم منطقة البقعة.

وبينما لم تعلن المصادر الرسمية للمواطنين عن الأسباب الحقيقية لكارثة التسمم التي كان توفي بسببها اثنان وأصيب أكثر من 800 أدخل العديد منهم للمستشفيات، سوى أن لحوم الدجاج لم تكن صالحة للاستهلاك البشري، بدأت أصابع الاتهام تشير إلى شحنات من دجاج مستورد من أوكرانيا.
ونفت وزارة الزراعة الأردنية، اليوم الاثنين، استيراد شحنة دجاج من اوكرانيا خلال فترة حظر الاستيراد بسبب ظهور فيروس في مزارع اوكرانيا.
وقالت الوزارة إن آخر شحنة تم استيرادها من لحوم الدواجن المجمدة من أوكرانيا كانت قبل تاريخ تسجيل الاصابة في اوكرانيا وخلال شهر ١٢ /٢٠١٩.
واضافت أنه تم تخزين الدجاج بطريقة الإدخال الموقت في المناطق الحرة كون هذه اللحوم مذبوحة ومجهزة قبل أكثر من 45 يوما من تاريخ الوصول إلى الأردن وقبل شهرين من تسجيل الحالة.

إجراء عالمي
وبينت الوزارة أنه تم لاحقا السماح بخروج بعض كميات الدجاج الأوكراني من المناطق الحرة (مناطق التخزين) إلى المصانع كونها مذبوحة ومجهزة قبل تسجيل الاصابة بأوكرانيا وهي مجازة من المؤسسة العامة للغذاء والدواء.

وأكدت أن هذا الإجراء يطبق في جميع دول العالم بحال تسجيل إصابات بإحدى الدول.
واشارت الوزارة في ردها على الاتحاد النوعي لمزارعي الدواجن الى أن السلطات الأوكرانية قامت بالأخطار عن تسجيل إصابة بمرض انفلونزا الطيور بتاريخ ١٨ / ١ / ٢٠٢٠ وتم تأكيد الإصابة بتاريخ ٢٠ /١ /٢٠٢٠ وبناء عليه قامت وزارة الزراعة الاردنية بتعليق استيراد لحوم الدواجن من أوكرانيا واستثناء المنتجات المعاملة حراريا.

اخطارات
وأوضحت أن جميع الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للصحة الحيوانية OIe تقوم بالأخطار عن تسجيل أي إصابة بالأمراض الحجرية الواجب الأخطار عنها علما بأن الأردن وأوكرانيا أعضاء بهذه المنظمة.

وأكدت الوزارة أن الحالة اعتبرت منتهية في أوكرانيا بتاريخ ٤ /٣/ ٢٠٢٠ بعد أن تم إعدام كامل القطيع المصاب وعدده (120) الف طير وإقامة منطقة عازلة وحظر التحصين للمرض وإجراء مسح وبائي في المنطقة الغربية في أوكرانيا ومنع حركة الطيور داخل البلد، مشيرة الى أن هذه الإجراءات كافية لاعتبار الدولة خالية بعد انقضاء المدة القانونية (٣) أشهر وبأنها أصبحت خالية من المرض، وهذا الإجراء تتبعه كافة دول العالم.

حرص إضافي
وقالت الزراعة إنه على الرغم من إعلان أوكرانيا دولة خالية منذ ذلك التاريخ ٤ / ٣ /٢٠٢٠ كما هو منشور على موقع المنظمة العالمية للصحة الحيوانية لم تقم الوزارة الأردنية برفع تعليق الاستيراد حتى تاريخه كحرص إضافي للتأكد من خلو أوكرانيا من المرض.
اما ما ورد بخصوص استيراد دواجن من أوكرانيا للأردن خلال فترة تعليق الاستيراد، اكدت الوزارة أنه عار عن الصحة أو استخدم بطريقة منافية للواقع.
وقالت وزارة الزراعة إن قرار تعليق الاستيراد ليس إجباريا وإنما تقوم كل دولة باتخاذ الإجراءات التي تجدها مناسبة لمنع دخول اي مسببات مرضية إلى الدولة من خلال لجنة فنية متخصصة تدعى لجنة صحة الحيوان، مشيرة الى وجود مندوب من الاتحاد النوعي لمزارعي الدواجن ضمن أعضاء لجنة صحة الحيوان ويشارك برفع التوصيات.

رسالة الاتحاد النوعي
وكان كتاب صادر عن الاتحاد النوعي لمزارعي الدواجن كشف عن ادخال 568 طن دجاج إلى المملكة من مصدر أوكراني رغم وجود قرار لوزارة الزراعة يحظر ادخال الدجاج من اوكرانيا إثر وجود فيروس في مزارعها.
وبحسب الكتاب الموجه الى رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بتاريخ 15-6-2020، تم ايقاف الشحنة ومنع ادخالها الى المملكة من قبل وزارة الزراعة، بحسب قرار الحظر الصادر بتاريخ 22-1-2020، وسحب رخص الاستيراد المعطاة مسبقا.

واشار الاتحاد الى أنه بالتزامن مع صدور قرار الحظر، تبين وجود حاويات لحوم دواجن في ميناء العقبة، وتم ايقافها بالفعل ومنعها من الدخول.
وقال إن في مارس العام الحالي قررت اللجنة الصحية والحيوانية في وزارة الزراعة استمرار حظر الاستيراد من اوكرانيا لمدة 3 أشهر قبل إعادة التقييم والسماح من جديد، إلا أن شحنة الدجاج المكونة من 568.56 طنا ادخلت الى المملكة قبل انتهاء الحظر.

وأكد الاتحاد في كتابه أن هذه اللحوم ملوثة وهي عبارة عن لحوم دواجن تم التخلص منها في بلادها، ولا تقبلها اي دولة في العالم.