ايلاف من لندن: كشف النقاب الاثنين عن اتصالات رسمية عراقية سعودية لتحديد موعد زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى الرياض قريبا وعن تعاون امني بين البلدين اسفر عن اعتقال خلايا ارهابية وافتتاح منافذ حدودية بينهما وسط توجه نحو علاقات استراتيجية قوية بينهما.

وقال السفير العراقي في الرياض قحطان الجنابي ان السفارة العراقية في الرياض تتواصل حاليا مع وزارة الخارجية السعودية لتحديد الموعد النهائي لزيارة الكاظمي الى الرياض حيث يحرص البلدان على إنجاح الزيارة والمضي قدماً في تطوير علاقاتهما، مشيراً إلى زيارة قريبة الى بغداد سيقوم بها
رئيس الجانب السعودي في المجلس التنسيقي الاعلى العراقي السعودي ماجد القصبي.

واكد الجنابي وجود توجه بين حكومتي البلدين على علاقات استراتيجية قوية ومتينة بينهما ولذلك كانت أول زيارة لمسؤول عراقي من الحكومة الحالية هو وزير المالية علي عبد الأمير علاوي نائب رئيس الوزراء رئيس المجلس التنسيقي عن الجانب العراقي الى السعودية في ابريل الماضي بعدها جاءت زيارة أخرى له تمهيداً لزيارة الكاظمي الى المملكة برفقة 5 وزراء والأمين العام لمجلس الوزراء وعدد من المسؤولين لعقد اجتماعات الدورة الثالثة للمجلس، وذلك قبل تأجيلها اثر دخول العاهل السعودي المستشفى لاجراء عملية جراحية في العشرين من الشهر الماضي.

وأوضح السفير العراقي في تصريحات لصحيفة "الصباح" العراقية شبه الرسمية الاثنين وتابعتها "ايلاف" أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ خلال عامي 2018 و2019 حوالي المليار دولار بعد أن كان لا يتعدى بضعة ملايين من الدولارات قبل عام، مؤكداً أن طموح البلدين هو توسيع هذا التبادل من خلال الاتفاقيات بينهما والتي وصل عددها الى حوالي 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتجنب الازدواج الضريبي وحماية المستثمرين والنقل البري والبحري وتسهيل دخول البضائع من والى البلدبن.

انشاء منافذ حدودية بين البلدين
واوضح السفير ان منفذ عرعر الحدودي بين البلدين سيفتتح قريبا بعد اكمال إعادة إعماره وفق المعايير المتبعة من قبل الجانب السعودي الذي رصد له 50 مليون دولار ليضم خطين، أحدهما تجاري يتسع لمرور 150 شاحنة في الساعة الواحدة وتزويده بأجهزة السونار التي تفحص السيارات العابرة، منوها الى انه سيضم أماكن اصطفاف الشاحنات والمظلات وغرفا لسكن الموظفين وكاميرات لمراقبة مع مكاتب للجوازات والجمارك والمطاعم وصالات للانتظار والصلاة.

وأكد السفير وجود رغبة عراقية في فتح أكثر من منفذ حدودي مع الجانب السعودي أسوة بالدول الأخرى لتسهيل حركة المواطنين والبضائع بين الجانبين نظرا لان الحدود البرية بين البلدين تبلغ أكثر من 800 كيلو متر وهي ثاني أطول حدود للعراق بعد إيران وهنالك نحو 4 محافظات محاذية لها، مشيراً الى أن السعودية ليس لديها أي اعتراض على فتح أكثر من منفذ حدودي بين البلدين.

استثمارات سعودية في العراق
واشار الى وجود رغبة سعودية للاستثمار في العراق خصوصاً في مجال الطاقة كونهما من أكثر مصدري النفط في منظمة أوبك ويمتلكان أكبر احتياطيات نفطية في العالم منوها الى انهما قد اتفقا مؤخرا على دراسة تنفيذ مشاريع مهمة بينهما منها استثمار شركة (أرامكو) السعودية لمشروع غاز (أرطاوي) شمال البصرة لخبرتها في هذا المجال والاستثمار في غاز (منصورية الجبل) في محافظة ديالى وغاز (عكاز) في الأنبار لتوليد الطاقة الكهربائية والتفاهم مع شركة (أكوار باور) التي تعد من الشركات العملاقة في الطاقة المتجددة وإنتاج الطاقة الشمسية وتحلية المياه للاستثمار في العراق ومجيء فرق من تلك الشركات اليه للدراسة والتقييم، اضافة الى توجه عملاق الاستثمار الزراعي في السعودية شركة (سالك) للاستثمار في بادية السماوة الجنوبية وصحراء الأنبار الغربية خصوصاً في المناطق التي توجد فيها مياه جوفية وفيرة وغير عميقة .

وحول تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين مجلس التعاون الخليجي ووزارة الكهرباء العراقية لغرض الربط الخليجي الكهربائي مع العراق عن طريق الكويت، اكد وجود تطور واضح في هذا الموضوع حيث من المؤمل اكتماله خلال عام لحل أزمة الكهرباء في العراق على اعتبار أن الدول الخليجية الست لديها وفرة في الطاقة الكهربائية .. منوها الى ان هذا الربط لن يكلف العراق اي اموال لان تمويله سيكون من اموال الدول التي قدمتها خلال مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق والذي عقد مطلع عام 2018 .

تعاون أمني
وأشار السفير الى أن البلدين قطعا شوطاً كبيراً في التعاون الأمني بينهما أكثر من بقية المجالات حيث انه منذ تأسيس المجلس التنسيقي الاعلى بين البلدين شكلت اللجنة الأمنية والسياسية والتي كانت إحدى ثماني لجان في هذا المجلس وباشرت الأجهزة الأمنية العراقية والسعودية تعاونهما ونجحت في تبادل المعلومات الاستخبارية التي أدت الى إلقاء القبض على بعض الخلايا الارهابية.. منوها الى ان هنالك اجتماعات متبادلة لحفظ الأمن والاستقرار بين البلدين انطلاقا من كون أمنهما مشتركا، وهناك حرص دائم بالحفاظ عليه من خلال تبادل المعلومات وضرورة عدم اختراق الحدود من قبل المخربين أو المهربين.

وبشأن المدينة الرياضية التي أهدتها السعودية الى العراق، اوضح الجنابي الى أن العراق ينتظر زيارة وفد رياضي سعودي الى العراق للاطلاع على الأرض التي خصصها العراق في منطقة بسماية شرق بغداد مبيناً أن البدء بإنشاء هذه المدينة سيسير بشكل سريع بعد أن خصصت لها المملكة مليار ريال سعودي لبناء ملعب كرة قدم سعة 60 ألف متفرج وملاعب وساحات للرياضات الأخرى .