إيلاف من لندن: أكدت بريطانيا دعمها التام للاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأمني في العراق، مشيدة بالتقدم الذي أحرزته حكومة الكاظمي منذ تشكيلها.

وقال السفير جيمس روسكو، القائم بأعمال نائب رئيس بعثة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، في مداخلة خلال جلسة إحاطة في مجلس الأمن بشأن الوضع في العراق إن المملكة المتحدة ستواصل وقوفها إلى جانب الحكومة العراقية والشعب العراقي لمواجهة هذه التحديات والتغلب عليها.

ورحب روسكو بالتقدم السياسي الذي شهدناه في العراق منذ اجتماعنا السابق. فمن المشجع اكتمال عملية تشكيل حكومة رئيس الوزراء الكاظمي – والتي تضم اثنتين من الوزراء النساء، وتعيين وزير من الأقليات.

كما أشاد بالتدابير التي اتخذتها الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان لضمان سلامة المواطنين بينما تكافحان جائحة كوفيد-19. إن المملكة المتحدة تساعد العراق في مكافحته لجائحة كوفيد-19، بما في ذلك بتوفير 12 مليون دولار من المساعدات. لكننا ندرك مدى كبر التحدي الذي يسببه الفيروس في العراق، وفق الإحاطة المقدمة من الممثل الخاص للأمين العام.

وأكد السفير البريطاني: وتلتزم المملكة المتحدة بمساعدة الحكومة في معالجة التحديات الأوسع التي تواجه العراق. وأكثر هذه التحديات إلحاحا هي معالجة الأزمة الاقتصادية التي تواجه البلاد، وذلك من خلال إدخال إصلاحات اقتصادية ضرورية. وهنا أيضا باستطاعة المملكة المتحدة المساعدة، بما في ذلك من خلال الشراكة مع العراق بخبرتنا الفنية، والتي اتفقنا بشأنها هذا الأسبوع.

أسعار النفط
ورحب أيضا بخطوات رئيس الوزراء الكاظمي لإعطاء الأولوية للاستقرار الاقتصادي. لكن من الواضح أن التحديات بسبب كوفيد-19، إلى جانب انهيار أسعار النفط وما ترتب عليه من عجز في الميزانية، يفاقمان مشاكل قائمة منذ وقت طويل سببها عدم تنوع الاقتصاد في العراق والنمو السكاني السريع. هذه الإصلاحات، رغم صعوبتها، ضرورية لكي يتمكن العراق من تحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي طويل الأمد.

وبالتالي نحث مجلس الوزراء على طرح برنامج للإصلاح بلا تأخير، وحشد التأييد البرلماني له. والمملكة المتحدة مستعدة للمساعدة، وقد ساهمت بالفعل بأكثر من 19 مليون دولار لصندوق البنك الدولي للإصلاح وإعادة الأعمار في العراق.

عنف ضد الناشطين
وفي المقابل، قال السفير روسكو: لكننا نعرب أيضا عن قلقنا العميق تجاه ما وصفه الممثل الخاص للأمين العام بأنه ارتفاع في حدة العنف ضد ناشطي المجتمع المدني في العراق – وخصوصا استهداف الناشطين بالاغتيالات في بغداد وفي البصرة. ونشير بكل قلق إلى الاعتداء بعبوة ناسفة صباح اليوم على مركبة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في محافظة نينوى.

كما نتمنى الشفاء العاجل لموظف برنامج الأغذية العالمي الذي أصيب في الانفجار، ونحث الحكومة العراقية على التحقيق فيه وتقديم مرتكبيه لمواجهة العدالة، مثلما يجب أن يحدث بالنسبة لجميع الاعتداءات من هذا النوع.
ودان السفير البريطاني أفعال الجماعات التي تسعى إلى استهداف أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف بالاعتداءات الصاروخية، والاعتداءات على متعاقدين عراقيين يعملون مع التحالف. ونضم صوتنا إلى الآخرين في الإعراب عن قلقنا لزيادة وتيرة الاعتداءات التي ينفذها داعش في الأشهر الأخيرة، وخصوصا في المناطق المتنازع عليها.

مكافحة داعش
وأضاف أن المملكة المتحدة، كغيرها من أعضاء التحالف الدولي، تظل ملتزمة بدعم جهود العراق لمكافحة داعش ومحاولته لإعادة إثبات ذاته. وكما قال المبعوث الخاص للأمين العام، التعاون الفعال بين بغداد وإربيل ضروري لمعالجة التحديات التي أمام العراق. ونحن نرحب بترتيبات الميزانية للأجل القصير التي اُعلِن عنها مؤخرا، والتي سوف تظل سارية حتى نهاية 2020، لكننا نحث الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان على استئناف المحادثات للاتفاق على ميزانية مستدامة على المدى الطويل.

وعبر المندوب البريطاني عن الإشادة بجهود رئيس الوزراء الكاظمي لتوطيد العلاقات الثنائية مع الكويت، بما في ذلك تعزيز التعاون بشأن المفقودين الكويتيين وبشأن ملف الممتلكات، وإعادة ما بقي من الأرشيف الوطني الكويتي. وندعو إلى تسوية جميع المسائل العالقة.

وقال: إننا ننوه علما بدعوة رئيس الوزراء الكاظمي لإجراء انتخابات مبكرة في يونيو 2021، ونحث مجلس النواب على استكمال العمل اللازم بشأن القانون الانتخابي والمسائل ذات الصلة.

وختم السفير روسكو قائلا: وسوف نعمل عن كثب مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في العراق (يونامي) والحكومة العراقية والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات لضمان أن تكون الانتخابات، حين إجرائها، حرة وتتيح للشعب العراق التعبير عن صوته حقا بشأن مستقبله.