قالت ألمانيا إنها تبقي جميع خياراتها مفتوحة بشأن عقوبات محتملة على روسيا، بعدما اتهمتها بتسميم المعارض أليكسي نافالني، وقالت إن ذلك انتهاك خطير لاتفاق الأسلحة الكيميائية وله طبيعة دولية لا ثنائية فقط.

برلين: أعلن وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية مايكل روث أن بلاده ستبقي جميع خياراتها مفتوحة بشأن عقوبات محتملة على روسيا المتهمة بتسميم المعارض أليكسي نافالني.

وقال روث لفرانس برس ردا على سؤال عن الإجراء الذي قد تتخذه ألمانيا ضد روسيا في ما يتعلق بهذه القضية: "لقد أوضحنا أننا سننظر في مجموعة الأدوات بأكملها".

وكشفت ألمانيا الأسبوع الماضي أن هناك "أدلة قاطعة" على أن المعارض الروسي المناهض للفساد نافالني البالغ 44 عاما تعرّض للتسميم بمادة نوفيتشوك التي تعود الى الحقبة السوفياتية.

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن "روسيا وحدها بامكانها بل ويتوجب عليها الإجابة" على الأسئلة المتعلقة بالقضية. ونفت موسكو بشدة تورطها في تسميم نافالني، كما ندد الكرملين بالمحاولات "العبثية" لتحميل روسيا مسؤولية هذه العملية.

عواقب

والاثنين شدد المتحدث باسم ميركل على أنها لن تستبعد اجراءات قد تكون لها عواقب على مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2" الذي تبلغ كلفته مليارات اليورو في حال لم تجر موسكو تحقيقا شاملا في القضية.

وبينما أشار روث إلى أن خط الأنابيب ليس مجرد مشروع ألماني فقط، أكد "نحن منفتحون على جميع خيارات العقوبات".

وقال الوزير الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في مقابلة مع فرانس برس إن أي رد يجب أن يكون "نتيجة محادثات وتنسيق أوروبي وثيق". وأشار الى أن القضية ليست شجارا بين طرفين، بل هي "نزاع بين روسيا ودول ديموقراطية دستورية، ليس فقط في أوروبا بل في جميع أنحاء العالم". وأضاف "تسميم نافالني انتهاك خطير لاتفاق الأسلحة الكيميائية وله طبيعة دولية وليس فقط ثنائية".

وأكد أنه كان من الضروري توجيه "إشارة واضحة".

وأضاف "لا يمكننا أن نتسامح مع محاولة قتل شخص انتقد النظام والحكومة والرئيس الروسي".

دعوة الى التعاون

لكن روث لمح الى انه ما زال بالإمكان تجنب هذه العقوبات. وقال: "السلطات الروسية لا تزال تملك إمكان إظهار إشارة واضحة لاستعدادها للتعاون".

ويشتبه مساعدو نافالني في أنه شرب كوبا من الشاي المسموم في مطار سيبيريا قبل أن يتوعك على متن رحلة محلية الشهر الماضي.

وعولج نافالني في مستشفى روسي حيث قال الأطباء إنهم لم يتمكنوا من العثور على مواد سامة في دمه قبل نقله الى برلين في 22 أغسطس. وقال مستشفى برلين حيث يتلقى نافالني العلاج إن المعارض الروسي خرج أخيرا من غيبوبة طبية و"يستجيب للمحفزات اللفظية".

وأعرب زعماء غربيون عن خشيتهم مما اعتبره حلفاء نافالني أول استخدام معروف للأسلحة الكيميائية ضد معارض بارز على الأراضي الروسية.

وتم استخدام نوفيتشوك أيضا في اعتداء عام 2018 على العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري في انكلترا.