واشنطن: يسجى في المحكمة العليا الأميركية اعتبارا من الأربعاء جثمان القاضية روث بادر غينسبورغ التي شغر بوفاتها مقعد مهم في المحكمة العليا وعد الرئيس دونالد ترمب بملئه بسرعة وبشكل مثير للجدل متحديا رغبة الديموقراطيين.

وسيعلن ترمب السبت عن الشخصية التي يرشحها لخلافة غينسبورغ فيما وعد الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ بتصويت سريع للمصادقة على التعيين.

لكن المعارضين الديموقراطيين وفي مقدمهم المرشح للانتخابات الرئاسية جو بايدن يطالبون بالتريث إلى ما بعد انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر حينما يتضح ما إذا سيحظى ترمب بولاية ثانية.

ويتجاهل الجمهوريون ذلك الموقف ما يمنح ترمب، الذي سبق أن عيّن قاضيين في المحكمة، الفرصة لترسيخ هيمنة اليمين على المحكمة العليا لعقود قادمة، بغض النظر عما إذا فاز على بايدن أم لا.

وخلال تجمع انتخابي في مون تاونشيب بولاية بنسلفانيا، قال ترمب إنه سيكشف عن اسم الشخصية التي يرشحها الساعة 5,00 بعد ظهر السبت (21,00 ت غ) في البيت الأبيض.

ووسط هتافات طالبت ب"ملء المعقد" أعلن قائلا "سنختار امرأة رائعة" مضيفا "لدينا دعم كبير من الحزب الجمهوري".

وأشار ترمب إلى أنه سينتظر حتى نهاية الأسبوع للإعلان عن مرشحته ريثما تنتهي مراسم تأبين غينسبورغ، احتراما للقاضية الراحلة.

وسيسجى جثمان القاضية التقدمية الأربعاء والخميس في المحكمة العليا، ثم تصبح الجمعة أول امرأة يسجى جثمانها في مبنى الكابيتول.

ووعد ترمب باختيار امرأة لخلافة غينسبورغ التي توفيت الأسبوع الماضي، في منصب لمدى الحياة.

وقال قادة الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ المكلف المصادقة على المرشحين للمحكمة، إن لديهم الدعم الكافي لإجراء تصويت على الترشيح إما قبل الانتخابات أو في أسواء الأحوال في الجلسة الأخيرة من ولاية الرئيس المعروفة بجلسة "البطة العرجاء" إذ تأتي بين الانتخابات وتنصيب الرئيس المقبل في كانون الثاني/يناير.

وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل "بالتأكيد سنبت الأمر هذه السنة".

ورغم أن عضوين جمهوريين في مجلس الشيوخ قالا إنه لا ينبغي على المجلس أن يصوت قبل الانتخابات، إلا أن الغالبية التي يتمتع بها الحزب والبالغة 53 مقابل 47 تكفي للمضي في ذلك.

وأعلن السناتور الجمهوري ميت رومني، الذي يعد من أبرز منتقدي ترمب، الثلاثاء أنه لن يعارض التصويت.

وقال رومني إن التصويت على المرشحة إذا "وصل إلى مجلس الشيوخ، فأنا أنوي التصويت على أساس مؤهلاتها".

ورحب ترمب بما وصفه "تصريح إيجابي جدا" من رومني وهو الجمهوري الوحيد الذي أيّد إجراءات محاكمة الرئيس بهدف عزله في مطلع العام.


استغلال النفوذ

يقول الديمقراطيون إن أي تصويت في مجلس الشيوخ يجب إرجاؤه إلى ما بعد اتضاح نتيجة الانتخابات ومن سيقود البلاد اعتبارا من 2021.

ويشيرون في ذلك إلى مثال عام 2016 عندما لم يحصل مرشح الرئيس الديموقراطي باراك أوباما لخلافة القاضي أنتونين سكاليا قبل أشهر من الانتخابات، حتى على جلسة استماع في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

وقال زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر "لماذا على الشعب الأميركي أن يثق بأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في أن يفعلوا كل ما يقولونه في وقت يثبتون الآن أن خطاباتهم لا تعني شيئًا عندما تتبدل الظروف".

ويقول الجمهوريون إنه من خلال سيطرتهم على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ في الوقت الحالي، فإن لديهم الحق في ملء مقاعد المحكمة في أي وقت يريدون.

وما يزيد من التوتر الخشية من بقاء مقعد غينسبورغ شاغرا، ما يعني انخفاض عدد القضاة في المحكمة إلى ثمانية واحتمال انقسام الأصوات بالتساوي بين اربعة مقابل أربعة عند البت في خلافات تتعلق بالانتخابات.

وسيمثل إعلان ترمب السبت انطلاقة لمعركة شائكة على الأرجح في الكونغرس لضمان المصادقة على المرشح في إجراءات سريعة بشكل استثنائي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كيلي ماكيناني للصحافيين "حتما نعتقد أن بإمكاننا" إنجاز كل عملية المصادقة قبل الانتخابات.

ورغم أن الديموقراطيين ليس لديهم وسيلة لوقف الإجراءات، إلا أنهم سيسعون للإضرار سياسيا بالجمهوريين حول ما وصفه بايدن ب"استغلال النفوذ".

ومع احتدام المعركة حول مقعد المحكمة أعلنت سيندي ماكين، أرملة السناتور الجمهوري جون ماكين والذي كان من أشد المعارضين لترمب، تأييدها لبايدن.

وقالت في بيان "زوجي جون عاش على مبدأ: البلد أولا" وأضافت "نحن جمهوريون نعم ولكننا قبل كل شيء أميركيون".

وتابعت " هناك مرشح واحد في هذا السباق يدافع عن قيمنا كأمة وهو جو بايدن" مؤكدة "سأضع بلدنا أولا وانتخب جو بايدن".