تحدت أذربيجان وأرمينيا الدعوة لوقف إطلاق النار في ظل أسوأ أعمال قتال بين البلدين منذ عقود بسبب منطقة متنازع عليها.
وأدانت الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا في بيان مشترك أعمال القتال التي يشهدها إقليم ناغورنو كاراباخ في جنوب القوقاز.
بيد أن تركيا، حليفة أذربيجان، رفضت أيضا المطالب الداعية إلى وقف إطلاق النار.
وتقع منطقة ناغورنو كاراباخ رسميا داخل أراضي أذربيجان، لكن يحكمها انفصاليون أرمينيون، ولم تسفر سنوات من المفاوضات عن إبرام معاهدة سلام.
وخاضت أذربيجان وأرمينيا حربا على الإقليم خلال الفترة من عام 1988 وحتى 1994، وتدعم أرمينيا الجمهورية المعلنة من جانب واحد، إلا أنها لم تعترف بها رسميا.
واستمر القتال العنيف على الأرض لليوم الخامس على التوالي على الرغم من تزايد القلق الدولي.
وتفيد أنباء بأن التصعيد الأخير أسفر عن مقتل نحو 100 شخص وإصابة المئات.
وقالت الحكومة الأرمينية، في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة بحسب التوقيت المحلي، إنها أسقطت العديد من الطائرات المسيّرة التابعة لأذربيجان، بما في ذلك طائرة كانت "قريبة جدا" من العاصمة يريفان.
ماذا تقول القوى الدولية؟
دعا الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، والأمريكي، دونالد ترامب، في بيانهم المشترك إلى "وقف فوري للأعمال العدائية".
وأضاف البيان: "ندعو أيضا زعيمي أرمينيا وأذربيجان إلى التعهد فورا باستئناف المفاوضات بشأن تسوية حسنة النية وبدون شروط مسبقة".
وجاءت دعوة الزعماء الثلاثة باعتبارهم رؤساء مشاركين في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تأسست في أوائل تسعينيات القرن الماضي في مسعى لإيجاد حل سلمي للنزاع الدائر في ناغورنو كاراباخ.
وروسيا طرف في تحالف عسكري مع أرمينيا، ولها قاعدة عسكرية في البلاد، وعلى الرغم من ذلك لديها أيضا علاقات وثيقة مع حكومة أذربيجان.
بيد أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رفض هذه الجهود. وقال إن وقف إطلاق النار ممكن فقط في حالة إنهاء أرمينيا "احتلالها" للأراضي الأذربيجانية.
وأضاف: "نظرا لأن الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا أهملت هذه المشكلة لنحو 30 عاما، فمن غير المقبول أن تشارك في البحث عن وقف لإطلاق النار".
كما اتهم الرئيس الفرنسي ماكرون تركيا يوم الخميس بإرسال جهاديين سوريين للقتال في ناغورنو كاراباخ.
وقال: "إنها حقيقة جديدة خطيرة للغاية تغير الوضع".
وكانت بي بي سي عربي قد تحدثت في وقت سابق الأسبوع الجاري مع رجل قال إنه جرى تجنيده في شمال سوريا وإرساله عبر تركيا للقتال في الصراع.
وقال عبد الله، وهو اسم مستعار، إنه أُرسل إلى ناغورنو كاراباخ "مرتديا الزي الأذربيجاني" بعد اندلاع القتال مباشرة.
وتنفي تركيا وأذربيجان تقارير تفيد إرسال أنقرة مقاتلين.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 900 مرتزقة سوري نُقلوا إلى أذربيجان بواسطة شركات أمن تركية.
وأضاف المرصد أن مقاتلين من أصول أرمينية في سوريا نُقلوا أيضا إلى أرمينيا للمشاركة في القتال.
وفي تطور جديد استدعت أرمينيا سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بشأن مزاعم تفيد بأن إسرائيل تبيع أسلحة لأذربيجان تُستخدم في الصراع.
ما الذي يحدث على الأرض؟
استمر القصف العنيف يوم الخميس وادعى كل طرف إلحاق أضرار بالطرف الآخر.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إنها شنت "ضربات مدفعية ساحقة استهدفت مواقع لقوات أرمينية" طوال الليل.
في الوقت ذاته، قال مسؤولون في ناغورنو كاراباخ إن الوضع "يتسم بالتوتر" وحدث تبادل لإطلاق النار.
وأضافوا في بيان: "سعى العدو إلى تجميع قواته لكن القوات الأرمينية تصدت لكل هذه المساعي".
وأفادت وكالة فرانس برس للأنباء أنه بالإمكان رؤية أكوام القمامة والزجاج المهشم في مدينة مارتوني، الواقعة على بعد نحو 20 كيلومترا من خط المواجهة.
وقال شخص، يبلغ من العمر 54 عاما يسكن في المدينة ويحتمي في قبو منزله، للوكالة: "بنيت هذا المنزل بيدي. لن أذهب إلى أي مكان، هذا كل شيء".
كما أُصيب صحفيان فرنسيان يعملان لدى صحيفة "لوموند" الفرنسية بجروح خلال قصف مدينة مارتوني.
ونشرت أذربيجان يوم الأربعاء لقطات لما قالت إنه تدمير دبابتين "معاديتين"، وقالت إن كتيبة أرمينية فرت من المنطقة المحيطة بتوناشين.
وقالت وسائل إعلام أرمينية إن ثلاثة مدنيين قُتلوا في هجوم جوي شنته أذربيجان على مدينة مارتاكيرت يوم الأربعاء.
وقالت وكالة "أرمينبرس" الأرمينية الرسمية للأنباء إن سبعة مدنيين و80 جنديا قُتلوا منذ اندلاع القتال.
كما نشرت وزارة الدفاع الأرمينية صورة لطائرة أرمينية من طراز سوخوي سو-25 قالت إن طائرة تركية من طراز إف-16 أسقطتها يوم الثلاثاء. ونفت تركيا المزاعم ووصفتها بأنها "دعاية رخيصة".
حقائق أساسية عن ناغورنو كاراباخ
- منطقة جبلية تبلغ مساحتها نحو 4400 كيلومتر مربع (1700 ميل مربع).
- يسكنها أرمن مسيحيون وأتراك مسلمون.
- أصبحت منطقة حكم ذاتي داخل جمهورية أذربيجان إبان العهد السوفيتي.
- معترف بها دوليا كجزء من أذربيجان، لكن غالبية سكانها من أصل أرميني.
- السلطات المعلنة من جانب واحد غير معترف بها من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك أرمينيا نفسها.
- نزح نحو مليون شخص بسبب الحرب خلال الفترة من عام 1988 وحتى 1994، والتي أسفرت عن 30 ألف قتيل.
- استولت القوات الانفصالية على بعض الأراضي الإضافية حول الجيب في أذربيجان.
- سادت حالة جمود إلى حد كبير منذ وقف إطلاق النار عام 1994.
- تدعم تركيا أذربيجان علنا.
- تمتلك روسيا قاعدة عسكرية في أرمينيا.
التعليقات