أبطلت محكمة باستانية حكم إعدام المسيحي سوان مسيح، بعدما اتهم بالتجديف، رغم تمسكه ببراءته، وقال محاميه دعوى الإدعاء تفتقر للادلة ومليئة بالمغالطات.

لاهور: أبطلت محكمة باكستانية قرارا صادرا في العام 2014 بإدانة مسيحي حكم عليه بالإعدام بتهمة "التجديف" في قضية دفعت بمجموعات غاضبة لإحراق كنائس والمئات من المنازل.

وأوقف سوان مسيح عامل النظافة وأب لثلاثة أبناء، في 2013 في مدينة لاهور بشرق باكستان، بتهمة الإساءة للنبي محمد.

وفي أعقاب توقيفه قامت مجموعة غاضبة بإضرام النار في منزله وفي كنيستين وقرابة 150 منزلا في حي جوزف كولوني المسيحي بلاهور.

ويعد التجديف مسألة حساسة جدا في باكستان حيث يمكن أن تتسبب اتهامات غير مثبتة بإهانة الإسلام أو شخصيات إسلامية بأعمال عنف وصولا الى الموت.

وتعد الأقليات الدينية، بينها المسيحيون، الأكثر عرضة للتهديد جراء انتهاك قوانين التجديف.

وحكم على مسيح بالاعدام في 2014 رغم تمسكه ببراءته. وقال إن الاتهامات له بالتجديف تأتي ضمن مخطط لتجار حديد محليون يسعون للاستيلاء على أراضي جوزف كولوني.

والإثنين ابطلت محكمة لاهور العليا قرار الإدانة، وفق ما أكد محاميه لوكالة فرانس برس.

وقال المحامي نديم أنتوني إن "دعوى الإدعاء تفتقر للادلة ومليئة بالمغالطات".

وأضاف "دفعنا ثمنا باهظا لتبرئته ... من سيعيد سبع سنوات من حياة مسيح؟".

وكانت محكمة مختصة بقضايا الإرهاب قد برأت في وقت سابق جميع المتهمين في الهجوم على الحي المسيحي "لعدم توافر الأدلة".

وقال رجل باكستاني الأسبوع الماضي لوكالة فرانس برس إنه فخور بابنه الذي اعترف بتنفيذه هجوما بسكين أمام المكاتب السابقة لمجلة شارلي إيبدو الساخرة في باريس، ردا على نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد.

الشهر الماضي قضت محكمة أدنى درجة في لاهور بالإعدام لرجل مسيحي بعد إدانته بإرسال رسائل نصية ذات محتوى اعتبر "تجديفيا".

في أواخر 2018 أكدت المحكمة العليا في باكستان تبرئة آسيا بيبي، المرأة المسيحية التي اتهمت بالتجديف، ما أدى إلى تظاهرات عنيفة استمرت لأيام في أنحاء البلاد.

والمعروف أن ما يصل إلى 80 شخصا يقبعون في سجون باكستانية بتهمة التجديف، نصفهم يواجه أحكاما بالسجن مدى الحياة أو الإعدام، بحسب اللجنة الأميركية حول الحريات الدينية الدولية.